رياضية
الثلاثاء ١٨ تموز ٢٠٢٣ - 17:20

المصدر: سكاي نيوز عربية

الدوري السعودي يعيد التوازن لسوق دمره “التهور الأوروبي”

ازدهار الدوري السعودي للمحترفين، أصبح حديث عالم كرة القدم صيف 2023، وبدأ باستقطاب أسماء “لامعة” في أوروبا، لتبدأ التساؤلات حول تأثير “قوة كرة القدم” الجديدة في الشرق الأوسط على عالم “المستديرة”.

بعض الأصوات الغربية ارتفعت مع انطلاق “ثورة” الدوري السعودي، وطالبت “بالحذر” من القوة الجديدة المتمثلة بالدوري السعودي، الذي قد يأخذ أبرز نجوم كرة القدم في العالم من قلب أوروبا، نحو الشرق الأوسط.

لكن واقع الحال، هو العكس، فالدوري السعودي ساعد على الحفاظ على “توازن سوق الانتقالات”، وحل مشاكل “التهور الأوروبي” في شراء اللاعبين.

تشلسي المستفيد الأكبر

المثال الأبرز لناد استفاد كثيرا من الدوري السعودي هذا الصيف، هو نادي تشلسي الإنجليزي، الذي عاش حالة من التخبط الإداري بشكل غير مسبوق، الموسم الماضي.

هذا التخبط أدى لتعاقد “البلوز” مع عدد كبير من اللاعبين، وأنفق 600 مليون جنيه أسترليني، لتمتلأ قائمته باللاعبين، الذين لا تسعهم رقعة الملعب.

الحل السعودي جاء لإنقاذ التخبط اللندني، ورئيس النادي الأميركي تود بويلي، فأبرم صفقات مع السنغاليان إدوارد مندي وكاليدو كوليبالي والفرنسي نغولو كانتي، بينما فاوض روميلو لوكاكو وبيير إيميريك أوباميانغ وحكيم زياش، وهم جميعهم على قائمة “الرحيل” في تشلسي، بسبب اللاعبين الجدد الذين احتلوا أماكنهم في تشلسي.

إنعاش ليفربول

أما ليفربول، فحصل على “هدية من ذهب” جاءت من السعودية، تمثلت بتوفير عروض جيدة للاعبيه جوردان هيندرسون وفابينيو، وهي فرصة لبيعهم ثم التعاقد مع لاعبين جدد لتعويضهم.

فرصة “تجديد الدماء” هذه لم تكن لتتوفر للمدرب يورغن كلوب لو لا السعودية.

أندية متوسطة

نفس الشيء حصل مع الأندية “المتوسطة”، التي حصلت على مبالغ محترمة، من السعودية، من أجل نجومها.

وولفرهامبتون الإنجليزي باع نجمه البرتغالي روبن نيفيس مقابل 55 مليون يورو إلى الهلال، بينما قيمة اللاعب الحالية لا تتجاوز 40 مليون يورو.

ومثله نادي لاتسيو الإيطالي، الذي استطاع بيع نجمه الصربي سيرغي ميلنيكوفتش سافيتش إلى نفس النادي، مقابل 42 مليون يورو، وهو في تراجع في مستواه، منذ أن “تفجر” نجمه قبل 4 أعوام.

الأمر ذاته قد يتحقق مع ساديو ماني “المنبوذ” في بايرن ميونيخ، والذي قد يستطيع العملاق البافاري بيعه “دون خسارة”، مع زيادة الاهتمام من أندية السعودية.

هذا النوع من التوازن المادي، ومبدأ منح الفرصة الثانية، مثل “نسمة منعشة” لأندية أوروبا، التي تستطيع تجديد دمائها، دون التفكير الزائد باللاعبين الموجودين في التشكيلة، الذين يتقاضون الملايين، بينما ينخفض عطاءهم، ويمثلون عقبة أمام تطور الفرق.

الدوري السعودي دخل عالم كرة القدم بقوة هذا الصيف، وأعاد التوازن لسوق تضرر كثيرا من “تهور أندية أوروبا” في التعاقد مع اللاعبين.