دولية
الأحد ١٨ حزيران ٢٠٢٣ - 16:30

المصدر: المدن

السوريون الغارقون في اليونان:النظام السوري يتجاهلهم..والائتلاف حزين!

تجاهل النظام السوري مأساة غرق عشرات اللاجئين السوريين مقابل السواحل اليونانية، فيما اكتفى الائتلاف الوطني المعارض ببيان للتعبير عن حزنه وألمه جراء غرقهم.
وغرق قارب صيد انطلق من مدينة طبرق الليبية في 9 حزيران/يونيو، يحمل ما بين 400 و700 شخص من طالبي اللجوء قبالة السواحل اليونانية، وذلك أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا، قبل أن يتوه عن وجهته للوصول إلى السواحل الإيطالية.
ويضم القارب الغارق أكثر من 250 شخصاً فقط من طالبي اللجوء السوريين، من ضمنهم 104 أشخاص من محافظة درعا. وتمكن خفر السواحل اليونانية من إنقاذ 44 سورياً موثقين بالأسماء، 34 من درعا، فيما الباقون ينحدرون من محافظات سورية أخرى. وبلغ عدد الجثث المنتشلة من البحر لسوريين، 70 جثة فقط، بينما بقي عشرات السوريين ممن كانوا على متن المركب في عداد المفقودين.
النظام يتجاهل
وغاب ذكر مأساة غرق المركب من قبل النظام السوري بشكل كامل، سواء على الإعلام الرسمي وشبه الرسمي أو من قبل وزارة الخارجية المعنية بمثل تلك الحالات، كما لم يصدر أي تصريح حولهم من قبل أي شخصية رسمية.
وأرجع ناشطون سوريون سبب عدم التطرق إلى ذكر هؤلاء رغم الفاجعة الكبيرة، هو أن معظمهم ينحدرون من محافظة درعا ومحافظات أخرى معارضة للنظام السوري، وقالوا ل”المدن”، إن “النظام يعتمد خطة لتهجير الشباب في درعا ودفعهم لمغادرة البلاد، ضمن سياسته الرامية إلى التغيير الديموغرافي في الجنوب السوري”، ولذلك، “لم يكن غريباً تجاهل ذكرهم”.
الائتلاف حزين
أما بالنسبة للائتلاف المعارض، فإنه اكتفى بإصدار بيان، جاء فيه: ” نتابع ببالغ الأسى والحزن التطورات المتعلقة بغرق قارب يقلّ عشرات اللاجئين من السوريين وغيرهم قرب السواحل اليونانية، ما أدى لوقوع العديد من ضحايا الغرق وفقدان الكثير من طالبي اللجوء، بينهم عدد كبير من السوريين، ويتقدم بأحر التعازي لذوي الضحايا وللشعب السوري على هذه الفاجعة”.
وحمّل البيان النظام السوري “كامل مسؤولية استمرار الهجرة، وتدفق موجات اللجوء، بسبب نهجه القمعي وانتهاكات حقوق الإنسان المستمرة التي يرتكبها بحق الشعب السوري واستمرار الاعتقال والتعذيب في سجونه”.
وقال إن تعريض السوريين أنفسهم للخطر لطلب اللجوء، يعكس “مدى استحالة العيش تحت حكم نظام الأسد ونهجه الاجرامي والميليشيات الطائفية الموالية له”، و”يؤكد زيف ادعاء النظام بأن مناطق سيطرته أصبحت آمنة، وعليه “يرفض الائتلاف بشكل قطعي إعادة اللاجئين السوريين قبل تحقيق الانتقال السياسي في سوريا وفق القرارات الدولية لا سيما القرار 2254”.
منظمات غائبة وناشطون يتطوعون
على الأرض، غاب أي ممثل رسمي للائتلاف أو هيئة التفاوض المعنية بالتواصل مع الدول الأوروبية، عن التواجد في المشافي اليونانية التي تم نقل الجرحى من الناجين إليها، كما لم يتفقدوا أياً من الأماكن التي تم وضع باقي الناجين من السوريين فيها، والتي تفتقد لأدنى مقومات الإنسانية، بحسب ناشطين.
وتبرع ناشطون سوريون للذهاب بشكل فردي من دول لجوؤهم في الاتحاد الاوروبي إلى العاصمة اليونانية أثينا، وذلك من أجل التواصل مع الناجين ومحاولة وصلهم مع ذويهم لمطمأنتهم، إضافة إلى البحث عن المفقودين ومعرفة هوية جثث السوريين.
 وأكدوا ل”المدن”، أنهم جاؤوا بشكل فردي وتطوعي، وأن الائتلاف وكذلك المنظمات السورية التي تزعم أنها مسؤولة عن مشاكل السوريين في أوروبا، لم يرسلوا أي مندوب لتفقد أحوال الناجين الذين يعيشون في ظروف لا إنسانية في أماكن احتجازهم التي تفتقد لأدنى مقومات العيش والإنسانية، أو من أجل البحث عن هوية الجثث أو المفقودين.