خاص
play icon
play icon pause icon
زياد الصائغ
الجمعة ٣ تشرين الثاني ٢٠٢٣ - 13:13

المصدر: صوت لبنان

الصائغ للحكي بالسياسة:  المنطقة دخلت في مرحلة استئصال كل انواع التطرف

دعا الخبير في السياسات العامة زياد الصائغ عبر صوت لبنان ضمن برنامج “الحكي بالسياسة” القوى السيادية الإصلاحية والقوى الاجتماعية الحية في لبنان وفي دول الاغتراب، للخروج من التسطيح والتبسيط والتسخيف، مؤكّدًا ان ثقافة الدولة يجب ان تتغلّب على ثقافة اللادولة، منتقدًا حالة انعدام الوزن من اقفال المدارس والجامعات، بانتظار ما سيدلي به امين عام ح ز ب ا ل ل ه، مؤكّدًا ان العودة إلى الدستور وإلى قرارات الامم المتحدة وفي مقدّمتها القرار 1701 وما صدر عن جامعة الدول العربية في بيروت في  مبادرة السلام العربية، سيؤرق اسرائيل أكثر من الصواريخ، معتبرًا ان تديين القضية الفلسطينية وجعلها في اطار الصراع الإسلامي اليهودي هو أكبر خدمة لليهود المتطرف وللإسلام السياسي المتطرّف، وان القضية الفلسطينية هي قضية سياسية إنسانية أشمل من ان يختصرها احد، مشيرًا إلى ان 7 اكتوبر اعاد انتاج البحث في معاداة السامية، مشيرًا إلى ان في اعتبار القضية الفلسطينية قضية اسلامية، يُبعد عنها الحالة المسيحية والحالة اليهودية العربية التي تناقض عمليًا قيام دولة اسرائيل، ويضع هذه القضية امام احلاف تقوم بعملية تدمير شامل للتشكل الجيوسياسي في المنطقة، مع دخول الحالة الإيرانية اليه، ومطالبتها بالجلوس إلى طاولة المفاوضات نتيجة الدخول الانتحاري عالي السقف، لتلعب دور الوسيط في ما يتعلق بموضوع الرهائن.

وتناول الصائغ اعلان مبادىء المواطنة في دولة مدنية حرة عادلة مستقلة لملتقى التأثير المدني، الذي يُطالب ببسط السيادة الكاملة للدولة وضمان حصرية القرارات السيادية وعلى رأسها قرار الحرب والسلم وتقرير السياستين الدفاعية والخارجية، والحياد الإيجابي تجاه القضايا والنزاعات الإقليمية بسياسة خارجية شفافة في اطار المصلحة القومية والأمن القومي، لنبذ العنف ولبقاء لبنان العربي التعددي المتنوع والمنفتح، واستمرار دوره الحضاري في كافة الميادين ولتعميم انموذجه الديمقراطي في العيش بسلام وفي التداول الدوري للسلطة. 

وأكّد ان لا امكانية لحل عادل وشامل خارج حل الدولتين، لافتًا إلى المشكلة الأساسية القائمة في اختيار اسرائيل للاستمرار في حالة الصراع والعنف والوحشية وقضم الأرض وتهجير السكان، وحالة انعدام الوزن الفلسطيني والعربي والعالمي، معتبرًا ان المقاومة شرعية وان على المقاومة العسكرية الشرعية لتؤدي مؤداها السياسي، التحصّن على المستوى العربي وعلى المستوى الدولي، مؤكّدًا ان المسؤولية الاساسية تقع على عاتق العدوانية والوحشية الإسرائيلية منذ العام 1948 وما سبقه، لافتًا إلى تعدد خيارات مواجهة العدوان الإسرائيلي، لافتًا الى غياب التنسيق بين جامعة الدول العربية والامم المتحدة على مستوى اطلاق مبادرة سياسية، موضحًا ان المنطقة دخلت في مرحلة استئصال التطرف، وان للسعودية ومصر دوراً محوريًا في المرحلة القادمة، مع الحاجة لإعادة تشكيل فاعلية غربية تنهي الصراع العربي الاسرائيلي بشكل كامل، بما يعيد الاعتبار والكرامة والحقوق والحريات، بعيدًا عن الانحياز وبحيوية الشعوب وتأثير الرأي العام.

وأوضح الصائغ أن لا تخاذل عربي في القضية الفلسطينية وان العرب أطلقوا مبادرة السلام العربية في العام 2002، ودعموا القضية الفلسطينية على المستوى الدبلوماسي، منتقدًا عدم وضوح مسارالتطبيع، واعتبار منطق وحدة الساحات على انه منطق المواجهة الأوحد، وانجاز المسار التفاوضي على اشلاء الشعوب، بعيدًا عن خياراتها الاساسية، معتبرًا ان إيران اليوم تعيد التفكير في كيفية تموضعها في المنطقة، وان تعميم حالة الفقر والدمار والعنف والايديولوجيات المعسكرة وتديين السياسة، تُعد خارج الخيارات الداخلية لشعوب المنطقة، التي لم تستطع للاسف بقواها المجتمعية الحقيقية وبنخبها وكوادرها، بلورة المشروع المضاد المتكامل، مؤكّدًا ان المنطقة في حالة إنهاء كل التطرّفات بما فيها التطرف الإيراني.

وأشار إلى أن لبنان داعم تاريخيًا للقضية الفلسطينية، ومنكفىء اليوم عن ممارسة دوره السياسي انطلاقًا من خيار قامت به المنظومة الحاكمة وعلى رأسها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، موضحًا ان الصراع مع إسرائيل صراع وجود وليس صراع حدود، مؤكّدًا ان المنطقة التي انتجت حروب بسبب ادلجة الديانات وعسكرة الإيديولوجيا دينيًا، هي المنطقة الأكثر قدرة على تحرير العالم من التطرّف، وان لبنان مع فلسطين يشكلان النموذجين القادرين على صياغة مستقبل المنطقة الليبرالي بعيدا عن كل حالات التطرف وفي مقدمها حالة التطرف اليهودي.