محلية
الأربعاء ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤ - 12:37

المصدر: Kataeb.org

الصايغ لقناة المشهد: نحن أمام انتقال لبنان من الو صاية الإيرانية إلى الوصاية الدولية أي الرعاية الأميركية المباشرة وهذا بكل تأكيد خسارة مدوية لح*ب الله على الساحة اللبنانية

تعليقًا على قرار وقف إطلاق النار، اعتبر عضو كتلة الكتائب النائب الدكتور سليم الصايغ أن سردية الانتصار ليست في مواجهة العدو الإسرائيلي قطعًا لأن الكل يعرف ما هي موازين القوى الحقيقية إنما سردية الانتصار موجّهة إلى كل لبنان والداخل اللبناني، لأن غدًا إن كان سيتم حسب هذا الاتفاق تفكيك بنية حزب الله التحتية في جنوبي الليطاني سيسعى الى الاحتفاظ بما أمكن في شمالي الليطاني، وان حصل ذلك فانما يعني أنّ ما سيبقى له من بنية تحتية ومن سلاح وإن انتفت وظيفته في الجنوب اللبناني سيبقى بوظيفة أخرى للقبض على مفاصل السلطة في لبنان، وهنا نكون أمام استعادة لما حصل في عام 2006 بعد انتهاء الحرب بالقرار  1701الذي لم يؤخذ بشموليته إنما أخذ بجزئيته المتعلقة بالجنوب اللبناني بينما هذا القرار يتحدث عن حصر السلاح بيد السلطة الشرعية اللبنانية.
أضاف الصايغ في مداخلة عبر المشهد: “أعتقد أنه عندما يحصل وقف إطلاق النار سيستوعب الجميع أن هناك انتصارًا ماديا واضحًا لإسرائيل التي حققت احتلالًا لأجزاء من الأراضي اللبنانية وهي تقايض عليها مقابل انسحابها منها. كذلك اقنع الاميركيون  الاسرائيليين  أنهم يستطيعون أن يوقفوا الحرب لأنهم سيحصلون في السياسة علىى قدر ما قد تحقق لهم الحرب إذا ما استمرّت وهذه أحد الأسباب الجوهرية التي أقنعت اسرائيل بألّا فائدة بعد اليوم لتكملة القصف والتدمير  لتحقيق أهدافها، فالقرار 1701 سيأتي بنفس النتائج والرعاية الأميركية المباشرة لتنفيذ القرار بالشراكة مع الفرنسيين عامل جديد يدخل على تنفيذ القرار وهو كذلك يعطي ضمانة إضافية لإسرائيل لكي توقف عملياتها العسكرية.
وعن فصل الساحات، لفت الصايغ إلى أن هناك أسبابًا سياسية عدة، فقد تم ربط ساحة الجنوب اللبناني بساحة غزة وتم فصل الساحتين وهذه نقطة أولى فسيحصل وقف إطلاق النار في الجنوب من دون غزة، ثانيًا، ربطت فيما مضى المعارك في الجنوب بأنها ستحدد ما سيحصل في السياسة اي الميدان هو الذي سيتكلم في بيروت واليوم مع موازين القوى الواضحة في الميدان لا مصلحة لأحد بأن يربط ما حصل في الميدان والنتيجة السياسية عنيت به انتخاب رئيس الجمهورية، ثالثًا: حزب الله سوّق لسنوات طويلة أنه يبني قوة الردع ضد إسرائيل وهذا انتهى منذ 8 اكتوبر إنما اليوم ثبت بشكل واضح ألا ردع لإسرائيل التي استباحت لبنان بالكامل ولم يستطع أحد أن يردعها، النقطة الرابعة هي قواعد الاشتباك التي سوّق لها الحزب ولم يستطع أن يربط اسرائيل بها وقد ارتبط بها حزب الله وكأنه جيش نظامي يدخل لعبة الأمم بكل ثقة، وتابع: “بالطبع إسرائيل خسرت جنودًا وإعادة مستوطني الشمال تحت النار إنما الضمانة التي أعطاها لهم الأميركيون في ميزان الربح والخسارة قد يكون من المبكر الكلام عن هذا الأمر إنما نحن أمام انتقال لبنان من الوصاية الإيرانية إلى الوصاية الدولية أي الرعاية الأميركية المباشرة وهذا بكل تأكيد خسارة مدوية لحزب الله على الساحة اللبنانية”.
وعن رسالة من إيران بأنها معنية بتحسين العلاقة مع البيت الأبيض قال: “لست على علم بما يحصل بالضبط بين الأميركيين والإيرانيين لكن هناك مؤشرات واضحة قبل ما حصل هذا الأسبوع، انسحاب حاملة الطائرات الأميركية لينكولن  من منطقة الشرق الأوسط وهي أتت لردع إيران من الهجوم على إسرائيل وبنفس الوقت انحسر الخطاب عن ضربة إسرائيلية للنووي او للنفط الإيراني ووقف هذه الحرب يستفيد منها الإيراني لأنه فهم أن هناك إطباقًا عليه وبالنتيجة هو يفضّل أن يساوم في هذا الموضوع ومن الواضح أنه أقنع حزب الله بضرورة القبول بوقف إطلاق النار، إذ إننا نعتبر أن حزب الله هو جزء لا يتجزأ من القرار الايراني وبالنتيجة لا أستطيع أن أتصوّر أنّ الإيراني يضحّي بحزب الله في لبنان لإعطاء بادرة حسن نية، فالإيراني انتهى من المفاوضات مع الأميركيين حول المحافظة على النظام والنووي السلمي والاعتراف بإيران كقوة إقليمية ولكن من دون أذرعة تؤذي النظام الإقليمي الجديد الذي يطل برأسه بقوة بعد ما حصل في غزة ولبنان وأعتقد ان هذا هو المنطق الذي يقول لنا وكأننا أصبحنا على وشك الإعلان عن ان هناك نظامًا أمنيا عسكريًا ابتداء من لبنان إذ لا مكان لميليشات غير الشرعية وفي هذا مصلحة لإيران لإنقاذ نفسها من مصاعبها الوجودية  ولإسرائيل التي لا يهمها إلا ضمان الأمن على حدودها، ونحن نعتقد أن هذه المقاربة الضيقة للحل لا تخدم مصلحة لبنان أبدا ولا مصلحة الامن والسلم في المنطقة  اذ لا يكفي اعتماد ترتيبات أمنية صغيرة بل بأن يصبح لبنان بلد الاستقرار انطلاقا من القرار السياسي في بيروت فلا يكون لبنان بؤرة لتمركز التطرف على أنواعه ولا تتم مهاجمة أي دولة انطلاقا من لبنان كما كان يحصل في الماضي وكما هو حاصل اليوم”.