محلية
السبت ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٠ - 15:37

المصدر: صوت لبنان

الـتجمع اللبناني في فرنسا يطالب مجموعات الثورة وقوى التغيير بالانضواء في جبهة وطنية مدنية

بمناسبة عيد الاستقلال صدر عن التجمع اللبناني في فرنسا البيان التالي

أيها اللبنانيون، في الوطن والاغتراب،

في عيد الاستقلال، العام الماضي، نظّم الثوار في بيروت عرضًا مدنيًا شارك فيه آلاف المواطنين ولاقى الترحيب والإعجاب في الداخل والخارج لتقديمه نموذجًا متقدمًا أعاد للاستقلال مضمونه الوطني والنضالي والحضاري.

اليوم، وبعد مرور عام كامل على تلك المناسبة، تبدو ساحات الوطن خاوية من المتظاهرين، مفتقدة لحناجر الثوار ومشتاقة لأفواج الصبايا والشباب يوزعون الأمل بثورة سلمية واعدة تطيح بمنظومة الفساد الحاكمة وتبني الدولة المدنية لوطن سيد ومستقل.

ساهمت جائحة كورونا بالطبع في إفراغ الشوارع من المواطنين الثوّار، واشتدت معاناتهم بفعل انفجار 4 آب وصعوبة الحصول على الدواء والرغيف. كما تعمّقت مشاعر الإحباط إزاء ممارسات منظومة السلطة وإمعانها في الفساد والمحاصصة الطائفية والزبائنية، ومحاولتها التستر على المتسببين الحقيقيين بالانفجار الذي دمّر نصف العاصمة وأوقع آلاف الضحايا بين قتيل وجريح ومشرّد. فضلًا عن استخدامها العنف المفرط في قمع المتظاهرين واقتلاع أعينهم بطلقات الخردق، كما السحل والتعذيب والاعتقال التعسفي، بالتكافل والتضامن مع الميليشيات المذهبية وشرطة المجلس وبعض المهووسين.

لن تحول هذه الأسباب على أهميتها دون متابعة الثورة طريقها نحو النصر ولا دون الزخم الثوري الذي يبقي الأمل كبيراً عند اللبنانيين بالتغيير الآتي.

أيها اللبنانيون،

بعد مضي أكثر من عام على اندلاع الثورة لا بد من الجهر صراحة بأن مجموعات وقوى الثورة بلا استثناء مسؤولة عن جزء من الجمود الذي أدّى عند الكثيرين إلى نوع من الإحباط. لقد نما هذا الواقع بسبب عجز الثوار بمختلف تشكيلاتهم السياسية والمناطقية عن إقناع الناس بأنهم يشكلون البديل السياسي عن منظومة الفساد الطائفية الحاكمة. وعلى الرغم من مئات الاجتماعات وعشرات المؤتمرات، عجزت مجموعات الثورة عن صياغة برنامج سياسيي واقتصادي واجتماعي مشترك يتضمن خارطة طريق واضحة لبناء سلطة وطنية مدنية تستجيب لمطالب اللبنانيين وتنزع الشرعية عن سلطة فاسدة وفاشلة ترفض الانتخابات المبكرة لخوفها من فقدان تسلطها إذ لا تستمد قوتها إلا من السلاح اللاشرعي ومن تغاضي المجتمع الدولي حيناً وتواطئه حيناً آخر.

إننا في التجمع اللبناني في فرنسا، انطلاقًا من كوننا جزءًا لا يتجزأ من ثورة 17 تشرين، نكرر مطالبتنا مجموعات الثورة بالترفع عن حساباتها السياسية الضيقة وبالعمل على إقامة أوسع تحالف في جبهة مدنية ديمقراطية عريضة، تتسع للعديد من المجموعات المنبثقة عن ثورة 17 تشرين وعن القوى السياسية التي تحمل مطالب الثورة وتتبنى برنامجها. فلقد باشر التجمع اللبناني في فرنسا اتصالاته مع الفرقاء الأساسيين في الثورة وتشاوره معها من أجل صياغة برنامج إنقاذي يحمل للبنانيين الأمل بالخلاص ويستعيد ثقتهم في القدرة على مواجهة السلطة سلميًا، في الشارع ومن خلال المؤسسات الدستورية والقوانين، تمهيدًا لاستعادة حقوقهم وكرامتهم وسيادة الدولة على كامل تراب الوطن لبناء جمهورية ديمقراطية، مدنية، عصرية ومتجددة.