المصدر: صوت لبنان
المطران العنداري لبالأول: ضرورة أن ينطلق الحوار من نفس مطمئنة وبعيدًا عن النوايا المسبقة
أكّد راعي أبرشية جونية المارونية المطران نبيل العنداري عبر صوت لبنان ضمن برنامج ” بالأول ” أهمية المصالحة في الجبل بين الدروز والموارنة وتوثيقها، معتبرًا أنها ليست متعلقة بالأشخاص، إنمّا يتمّ توريثها بين الأجيال (من وليد جنبلاط إلى تيمور) ورؤساء الكنيسة المارونية (من البطريرك صفيرإلى البطريرك الراعي)، معتبرًا إياها بأنّها مدعاة للطمأنية، موضحًا أنّ الإنسان عدو ما يجهل، مؤكّدا ثبات التواصل المسيحي – الدرزي عن غيره في لبنان، مشيرًا إلى تعلّم الجميع من مرحلة التهجير المؤلمة…
ولفت المطران العنداري إلى تأييد البطريرك الراعي للحوار غير المشروط وضمن مسلتزمات الحرية والحقيقة والشجاعة، وأن ينطلق من نفس مطمئنة ووفقًا للدستور وبعيدًا عن النوايا المسبقة… متسائلًا عن ما إذا كانت سبعة أيام كافية لإيجاد الحلول.
وأشار إلى أداء المنظومة وفقًا لإملاءات خارجية خلال السنوات الماضية، متسائلًا عن أسباب التعطيل، مشيرًا إلى أنّ نواقص العالم الثلاثة هي: النسبية التي تجعل من المرء الاعتقاد بصوابية رأيه المطلقة، الأنانية واللامبالاة التي كبّرت حجم نزيف الهجرة من لبنان، مجريًا مقارنة بين نتائج الحرب العالمية الأولى على لبنان حيث قضى الطاعون والجوع والجراد على مئات اللبنانيين وعلى أرزاقهم، وبين اليوم حيث وباء كورونا، الأزمة المالية وسرقة أموال المودعين، الفقر المدقع وفقدان الأدوية والتسابق للمحافظة على المصالح الشخصية، مشيرًا إلى التواطؤ غير المعلن حول ملف النازحين السوريين، مؤكدًا عدم الجرأة في النضال لمحاربة النزوح، لافتًا إلى خطورة تغيير هوية لبنان من خلال تفريغ البلد من أبنائه…
ورأى المطران العنداري أنّ القيادة هي ليست زعامة أو سلطة، إنّما هي كاريزما وخدمة للوطن مستشهدًا بالرئيس القائد فؤاد شهاب، موضحًا حياد لبنان الإيجابي الذي دعا إليه البطريرك الراعي، الذي يبني الوطن ولا يقسّمه…مؤكدًا عيش لبنان الحياد قبل العام 1975…
وتحدّث عن أهمية لبنان الهوية، الحرية، الثقافة، الحضارة والتعايش، مشبّهًا إياه بلوحة موزاييك تعكس بألوانها وتجانسها جمالًا باهرًا، وإن فقدت إحدى أحجارها، فقدت جمالها وسحرها، مشدّدًا على أهمية المحافظة على التعايش وتقبّل الآخر باختلافه، مؤكدًا التمسّك بثقافة الحياة وحرية التواصل ضمن العائلة الوطنية الواحدة التي ىستبني لبنان الجديد…
ولفت المطران العنداري إلى استراتيجية الكنيسة وإلى خليّة الأزمة المطبّقة بواسطة مؤسساتها الاستشفائية والإنمائية، إضافة إلى الجمعيات مثل كاريتاس ومار منصور، لافتًا إلى المساعدات المتأتّية من بعض الدول ومن الانتشار اللبناني في الخارج، داعيًا الجميع إلى الانتظار برجاء، الحلّ الذي يأتي بتوقيت الخالق والتمتّع بالبثبات والحرية …