المصدر: صوت لبنان
الهندي لـ “مانشيت المساء”: مالك السلاح غير الشرعي هو من يمسك بالسلطة في لبنان ومن خارج مؤسساتها
رأى الدكتور توفيق الهندي أن السلطة الفعلية في لبنان هي بيد من هم خارج الدولة ومؤسساتها وأن الحديث عما يعيق تشكيل الحكومة لا يتصل بقدرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أو الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على توليدها في ظل الدور الذي يلعبه “ح-ز-ب ا-ل-ل-ه” على أكثر من مستوى. فهو من يفصل في مصير هذه الحقيبة او تلك وهو القادر على تجاوز الحديث عن الثلث المعطل متى ضرب يده على الطاولة.
وقال الدكتور هندي أثناء مشاركته في حلقة “مانشيت المساء” من صوت لبنان ان مالك السلاح غير الشرعي هو من يمسك بالسلطة الفعلية والحقيقية في لبنان والمكون الرئيسي لميزان القوى فيه وفي المنطقة بعدما توسعت مهامه التي كلف بها والأدوار التي لعبها خارج الأراضي اللبنانية. ورد ذلك الى أن الحزب باعتباره الذراع الاقوى لايران في المنطقة باتت له القدرة على إدارة الملفات بالشكل الذي يريده وكيفما شاء. ورد ذلك الى قدراته على المستويين التكتي والاستراتيجي التي سمحت له بتركيب موازين القوى الى درجة بات يؤثر فيها على مستوى المنطقة ايضا، وهو والذي يمنع قيام الدولة القوية والقادرة والحكومة التي يمكنها ان تعيد بناء علاقات لبنان الاقليمية والدولية الى سابق عهدها وعلى كل المستويات.
ورأى الدكتور هندي ان حكومة تصريف الاعمال القائمة منذ العاشر من آب العام الماضي ليست هي التي تسببت بالفراغ في السلطة. ولكن اعاقة تشكيل الحكومة الجديدة هو من أفسح المجال أمام ح-ز-ب ا-ل-ل-ه باستثمار هذا الفراغ وملئه وإدارته من خارج المؤسسات الدستورية. ومن خلال المواقع التي يمسك بها او تلك التي يتربع عليها حلفاءه مستفيدين من غياب السلطة التنفيذية لفرض أمر واقع وأعراف وسلوكيات جديدة لم يعهدها اللبنانيون من قبل.
وقال ان من يعرف الكثير من الحقائق لا يمكنه ان يتجاهل أن الحزب لا يريد التعاطي مع صندوق النقد الدولي ولا مع الدول والمؤسسات المانحة لخشيته من كون الصندوق آداة اميركية وهو من سيقترح فرض رقابة صارمة على الحدود البرية والبحرية والجوية وهو ما يحول دون نمو دويلته واقتصادها وماليتها القائمة من خارج المؤسسات الشرعية وعدم القدرة على التنقل بسلاحه وعتاده الحربي. وهو وضع يدفعه الى تقديم أكثر الخدمات لايران في مواجهتها مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة الاميركية لاستعادة اكثر من 100 مليار دولار جمدت في المصارف الخارجية ويسمح لها ببيع نفطها وثرواتها المختلفة لتضمن قدرتها على التمدد بشكل واسع وأكبر خارج جغرافيتها وحدودها الطبيعية.
وعليه، إعتبر هندي ان الحديث عن خلافات حول هذه الحقيبة او اسم ذلك الوزير او ذاك لا علاقة له بما يعيق عملية التاليف، كما بالنسبة الى الاتهامات المتبادلة بالتعطيل والعرقلة وكأن الوقت لم يحن بعد لتشكيل حكومة وهو ما شهد عليه من كلف بالمهمة قبل ان يقوم الرئيس نجيب ميقاتي بها .
وفي الشؤون الاقليمية اعتبر هندي ان ما جرى في أفغانستان أضعف الرئيس الاميركي جو بايدن وهو يتعرض لمحاسبة داخلية لن تقتصر على الديمقراطيين عدا عن ما تسببت به سياساته وطريقة الانسحاب من أفغانستان من توتر مع حلفائه الذين شاركوا واشنطن على مدى عشرين عاما في إدارة الوضع هناك الى حين الإنسحاب منها في ظروف شهدت ما لم يكن متوقعا من أحد.
ولم ير الدكتور هندي ما يعيق وصول المازوت الايراني الى لبنان فله رأي خاص في العقوبات على ايران وسوريا وفي مفاعيل قانون قيصر لانها كلها إجراءات ستسمح بتقوية من يتعرضون لها على أكثر من مستوى في الداخل والخارج. متوقعا بان ايران اقتربت من الحصول على القنبلة النووية.
وانتهى الدكتور هندي الى التوقع أن سياسات بايدن فاشلة رغم التكهنات بأن التغييرات التي احدثها والاليات التي استخدمها بخلاف سلفه دونالد ترامب فانها لن تؤدي الى اي انجاز؟ ولذلك توقع ان يخسر بايدن الانتخابات النصفية المقبلة، وان ترامب سيعود بارجحية الى البيت الابيض العام 2024.