المصدر:
الهيئة الإداريّة لرابطة قدامى القضاة : نهيب بكافة المسؤولين الرسميين والإعلاميين أن يتحروا الدقة والموضوعية قبل إدلائهم بتصريحات تتناول القضاة
إجتمعت الهيئة الإداريّة لرابطة قدامى القضاة بصورة طارئة وإستثنائية في مكتبها في قصر العدل في بيروت يوم الإثنين الواقع فيه 30/تشرين الثاني/2020 برئاسة القاضي الدكتور أنطوني عيسى الخوري وحضور كلّ من القضاة الأعضاء عزت الأيوبي وحسن الحاج وفوزي داغر وأنطوان رشماني وبعد التداول، صدر عنها البيان الآتي :
كثرت في الآونة الأخيرة حملات التهجم على القضاة من مختلف الجهات رسمية كانت أم خاصة ومن كافة وسائل الاعلام مرئية ومسموعة ومكتوبة، آخذة في إنتقاداتها اللاذعة والمقذعة الصالحين والطالحين دون تفرقة أو تمييز، حتى يمكن القول أن القضاء أصبح مضفة في الأفواه تلوكه الألسن بشكل يسيء إلى سمعته ودوره في تأدية الرسالة التي يفترض أنه نذر نفسه لها.
إن هذا الفلتان في الهجوم على القضاء والقضاة لم يشهده لبنان في أحلك الظروف التي مرّ بها حتى خلال الحرب الأهلية المشؤومة التي شهدتها البلاد وإنحلال أجهزة الدولة.
إن الهيئة الإدارية لرابطة قدامى القضاة مع إعترافها الصريح وملاحظتها الأكيدة أن كثيراً من الشوائب تعتري العمل القضائي في لبنان، خاصة لجهة التأخير في البت في القضايا والدعاوى المعروضة أمام المحاكم والتي تؤدي إلى القول أن العدالة المتأخرة هي الظلم بحد ذاته.
تهيب بكافة المسؤولين الرسميين والإعلاميين أن يتحروا الدقة والموضوعية قبل إدلائهم بتصريحات تتناول القضاة، وأن يعلموا أنه إذا كانت لديهم شكاوى أو ملاحظات على أداء بعض القضاة، فإن هناك مراجع قضائية هي المختصة بمساءلة هؤلاء بإحالتهم إلى المراجع القضائية التأديبية التي يعود لها وحدها فقط انزال العقوبة المناسبة بالقضاة المقصرين أو المرتكبين.
كما أن الهيئة الإدارية لرابطة قدامى القضاة تهيب بالمراجع الرسمية أن تعمل على تفعيل هيئة التفتيش القضائي بزيادة عدد أعضائها وتخصيص واحد أو إثنين من المفتشين القضائيين لكل محافظة لمراقبة سير العمل القضائي بإنتظام.
كما تهيب بهذه الهيئة – هيئة التفتيش القضائي – أن تبقى العين الساهرة على حسن سير العمل القضائي والبت بالشكاوى المعروضة أمامها، أو الاخبارات التي تصل إلى مسامعها بالسرعة اللازمة.
فيا أيها المسؤولون، والاعلاميون، كفوا عن تسجيل بطولات على حساب القضاء وعن إعتباره مكسر عصا، وعن التعميم في إنتقاد القضاء دون دليل قطعي يثبت إدانتكم، وإلى الزملاء القضاة نوجه هذا النداء : كونوا على قدر المسؤولية التي أنيطت بكم، ولا تفسحوا في المجال لحاسد أو حاقد أو موتور أو جاهل بعملكم أن يلوككم بلسان الشتيمة والسوء، واعلموا أن استقلاليتكم لا تؤخذ بنص دستوري ولا تمنح بنص قانوني بل تنبع من ذاتيتكم وشخصيتكم ومناقبيتكم عملاً بقول الإمام علي بن أبي طالب “لا تهده إن لم يكن من نفسه ما يهده”.
وأخيراً فإن الهيئة الإدارية لرابطة قدامى القضاة تتبنى ما ورد في بيان مجلس القضاء الأعلى بحذافيره