swiper image
swiper image
swiper image
إقليمية
gallery icon
الجمعة ٧ شباط ٢٠٢٥ - 17:02

المصدر: النهار

بالفيديو والصور: الأردنيون يرفعون الصوت بمسيرات حاشدة: خطة ترامب لن تمر

شهدت العاصمة الأردنية عمان ومختلف محافظات المملكة اليوم بعد صلاة الجمعة، مسيرات حاشدة ندد المشاركون فيها بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تضمنت توجهاً لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر.

وتعبر هذه المسيرات عن مدى حجم وحدة الموقفين الرسمي والشعبي في الأردن، وكذلك حجم الدعم الذي يحظى به الملك عبدالله الثاني في جهوده ضد تصفية القضية الفلسطينية وتهجير السكان لا من غزة وحسب، إنما من مختلف الأراضي الفلسطينية، حيث عبرت المملكة غير مرة عن أن تهجير الفلسطينيين يعني بالنسبة لها “إعلان حرب”.

 

وشدد المشاركون في المسيرات على رفضهم “مؤامرة الوطن البديل وتهويد القدس والمطالبة بالمحافظة على هوية الدولة الأردنية والمجتمع الأردني”، رافعين شعارات مثل: “لا مساس بالأردن… ولا تنازل عن فلسطين… والتهجير خط أحمر… ولا للوطن البديل”، في حين رفعت أعلام الأردن وفلسطين لتأكيد وحدة الدم ورفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.

كما أصدرت العديد من العشائر الأردنية بيانات مؤيدة لموقف الملك والموقف الرسمي الرافض لتصريحات ترامب ومخططات التهجير، مؤكدة وقوفها المطلق خلف الملك برفض لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، والتصدي لأي مشاريع تستهدف تصفية القضية الفلسطينية أو تقويض حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة، مشددين في الوقت ذاته على أن الأردن لن يكون وطناً بديلاً ولن يسمح بأن تُفرض عليه أجندات تخالف مصالحه العليا أو تمس أمنه القومي.

وقال الناشط الشبابي أمجد عثمان لـ”النهار” أثناء تواجده في إحدى المسيرات في العاصمة عمان إن “الأردن يدرك حجم المخطط الأميركي – الإسرائيلي الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية بتهجير السكان من غزة والضفة والقدس، ويدرك كذلك حجم الخطر الذي يشكله ذلك على مصالح المملكة وأمنها واستقرارها، إلى جانب الخطر الذي يشكله أيضاً على القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين”.

 

لذلك، يؤكد عثمان أن “الأردنيين خرجوا عن بكرة أبيهم في مختلف المحافظات للتعبير عن وقوفهم صفاً واحداً خلف قيادتهم الهاشمية التي تبذل كل جهداً كبيراً في سبيل إحباط أي مخطط مشبوه يمس مصالح وحقوق الأردنيين والفلسطينيين على حد سواء”.

أما الشابة سماح الحجات، فتقول إن “خروجها في المسيرة ينبع من مدى إحساسها بضرورة أن يكون صوت الأردنيين عالياً ضد مخططات تهجير الفلسطينيين”، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن “ما يحدث اليوم هو امتداد لمواقف أردنية مشرفة تجاه القضية الفلسطينية، لا سيما تجاه ما شهدته غزة من إبادة جماعية ودمار غير مسبوق، حيث كان الأردن السباق في تقديم كل ما يمكن من أشكال الدعم للأهل في غزة، والدفع بكل ثقله لوقف الحرب وإدخال المساعدات”.

وأضافت الحجات لـ”النهار” أن “مخطط ترامب لن يمر، ليس فقط بسبب الموقف الأردني، إنما بسبب رفض الفلسطينيين أنفسهم لمثل هذه الطروحات والمخططات، خصوصاً سكان غزة الذين تربطهم بأرضهم علاقة عزّ نظيرها”.

 

إلى ذلك، تتجه الأنظار إلى لقاء مرتقب بين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، الثلاثاء المقبل، على وقع عاصفة أعقبت خطة ترامب بشأن غزة.

وثمة خشية في المملكة الحليفة البارزة للولايات المتحدة، خصوصاً في ظل العلاقات المتينة مع “الديموقراطيين”، من مبالغة الرئيس الجمهوري وإدارته في ممارسة الضغوط والابتزازات على البلد الذي يعتمد إلى حد كبير على المساعدات المالية الأميركية، وذلك لتمرير الخطة وغيرها من السياسات والإجراءات التي تخدم الأجندات الإسرائيلية، إذ سيجد الأردن نفسه حينها أمام خيارات صعبة ومأزق كبير.

ويرى الأردن أن حلولاً كالتي اقترحها ترامب، تهدد أمنه ومصالحه الوطنية العليا وتعمّق الأزمات في المنطقة وتصبّ النار على زيت الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، بينما يدفع في المقابل إلى حل الدولتين بما يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

 

وما أن أعلن ترامب خطته، حتى طفت حالة استنفار أردنية على كل المستويات، وتحرك الملك عبد الثاني على نحو لافت، وأجرى اتصالاً الأربعاء بالأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، وكذلك بالرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد وأمير قطر تميم بن حمد وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعد أن كان استقبل في اليوم ذاته الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان.