تكنولوجيا
الثلاثاء ٤ شباط ٢٠٢٥ - 11:59

المصدر: أ ف ب

بعد غياب 8 سنوات الجزء السابع من لعبة “سيفيلايزايشن” يعود من جديد

بعد أكثر من ثماني سنوات على آخر نسخة من لعبة “سيفيلايزايشن”

Civilization، تعود سلسلة ألعاب الفيديو في 11 شباط/فبراير مع نسخة سابعة تَعد بجولات أكثر ديناميكية، بهدف حض القادة المتدربين على التفكير أكثر في عواقب أفعالهم.

لم يتغيّر نهج اللعبة تقريباً منذ نسختها الأولى عام 1991، فعلى خريطة العالم، يتحكّم اللاعب بإحدى الحضارات ويطوّرها ضمن مراحل، من العصر الحجري وصولاً إلى العصر الحديث، عن طريق الاستناد إلى أحد الأسلوبين: إما الديبلوماسية أو الحرب على خصومه.

وقد أتاح هذا المفهوم الراسخ للسلسلة بيع نحو 73 مليون نسخة منها في صيف 2024، بحسب “تايك تو”، الشركة الأم للشركة الناشرة الأميركية “تو كاي غيمز”، كما ألهم عدداً كبيراً من الألعاب المنافسة مثل “هيومن كايند” الفرنسية التي طُرحت عام 2021.

في حديث إلى وكالة “فرانس برس” خلال معرض “غيمزكوم” الذي أقيم في ألمانيا في آب/أغسطس، يعتبر المدير الإبداعي للسلسلة إد بيتش، أنّ محبي اللعبة “لن يقبلوا بطبقة جديدة من الطلاء أو تصميم غرافيكي أجمل بقليل”، مضيفاً “علينا كل مرة أن نقدّم شيئاً جديداً”.

تتميز لعبة “سيفيلايزايشن 7” (المتوفرة على أجهزة الكمبيوتر ووحدات التحكم) التي ابتكرها استوديو “فيراكسيس” الأميركي، عن سابقاتها بأنّ اللاعب يمكنه إدارة إمبراطوريته مع أيّ رئيس دولة، إذ يمكن لشارلمان أن يحكم مصر مثلاً، وتقسيم أجزائها إلى ثلاثة فصول.

ينتهي كل فصل بأزمة كبيرة، كانهيار إمبراطورية أو التعرّض لغزوات أجنبية، قبل أن ينتقل اللاعب إلى العصر التالي ويغيّر الحضارة بناءً على أفعاله.

مواضيع راهنة
هذه طريقة من شأنها أيضاً أن تجعل رئيس الدولة يواجه عواقب اختياراته.

يقول إد بيتش “لا نحاول أن نملي على اللاعب كيفية اللعب”، مشيراً إلى أنّ “لعب شخصية شرير طريقة مثيرة للاهتمام لرؤية العالم والتاريخ” من منظوره.

ويتابع “سواء كان الأمر يتعلق بالتغير المناخي أو الصراع بين نظام ديموقراطي وحكومات الاستبدادية، فكل هذه المسائل هي من المواضيع الراهنة”.

ومع ذلك، يؤكد أنّ “هدف اللعبة ليس سياسياً، بل نفكر دائماً في مسار الإنسانية، وكلما تمكنت لعبتنا من عكس ذلك بطريقة مثيرة للاهتمام وجعل اللاعبين يختبرون تجارب، اعتقدنا أنها تصيب الهدف”.

هذه الصورة “الجدّية” تحملها اللعبة منذ بداياتها على أجهزة الكمبيوتر، “في مرحلة كان هذا الجهاز فيها أداة عمل”، على قول سيباستيان جينفو، الأستاذ والباحث في جامعة لورين والمتخصص في ألعاب الفيديو.

وقد تعامل الاستوديو مع مؤرخين لجعل اللعبة قريبة قدر الإمكان من الواقع وتحديد نماذج من الحضارات تتّبع هذا الإطار السردي الجديد، مع ترك أقصى قدر من الحرية للاعب.

عودة سيد ماير
يرى الباحث أنّ “الهدف من الحضارة ليس تلقين اللاعب التاريخ”، مع أنّ جعله ينغمس في مشهد تاريخي متعمّق جداً يسهم في تعزيز التوعية والمعارف لديه”.

وقد شارك في ابتكار “سيفيلايزايشن 7” مئات من الأشخاص، بينهم سيد ماير (70 سنة)، المبتكر الأصلي للسلسلة التي لا تزال تحمل اسمه.

يقول إد بيتش “يحب سيد التجربة وقد اقترح اختبار بعض الأفكار الجديدة”، وأسهم خصوصاً في طريقة تحريك الوحدات على الخريطة والأهداف المختلفة – العسكرية أو العلمية أو الثقافية – التي ينبغي تحقيقها خلال الفصول.

ويشكل ذلك عودة إلى الأساسيات بالنسبة إلى ماير “الذي كان منشغلاً بمشاريع أخرى” خلال ابتكار النسخة السابقة من اللعبة.