المصدر: صوت لبنان
بو دياب لمانشيت المساء: الشغور الرئاسي لا يخدم لبنان والتسوية أفضل من الفراغ
رأى استاذ العلاقات الدولية في باريس الدكتور خطار بو دياب عبر صوت لبنان ضمن برنامج “مانشيت المساء” أن العودة السياسية بدأت بالتزامن مع المواقف الداخلية، وبدء وصول الموفدين الخارجيين، والزيارة الخارجية لنائب حاكم مصرف لبنان إلى المملكة العربية السعودية، مستبعدًا الاهتمام الخارجي بلبنان على الرغم من الانطباع الذي يتركه هذا الحراك الدبلوماسي، مؤكّدًا أن الوهم يتحكّم بقسم من الطبقة السياسية اللبنانية الحاكمة، وان الخروج من مأزق الاستحقاق الرئاسي، لا يتم بالغلبة، مشيرًا إلى أهمية الترتيب الداخلي، في بلد التناقضات.
وأوضح بو دياب أن المحاولات الفرنسية الفاشلة اتت نتيجة اليأس من وضع لبنان والتفكير بمخرج ما، لافتًا إلى ان مجلس النواب اللبناني مشتت ومن دون أكثرية واضحة، وإلى ان العقد تتجلّى بانعدام الإرادة الوطنية والشعور الوطني وعدم الاقتناع بأن الشغور الرئاسي لا يخدم لبنان، داعيًا لابتكار الحلول، للخروج من هذا المستنقع، بعد احتكار الثنائي الشيعي للتمثيل الشيعي نتيجة قانون الانتخاب سيء الذكر تحت عنوان حفظ حقوق المسيحيين، ونتيجة تدمير اتفاق الدوحة لاتفاق الطائف وتدمير صلاحيات رئيسي الجمهورية والحكومة عبر ما يُسمّى الثلث المعطّل والميثاقية، ما ترك لبنان امام مأزق كبير بتفسير الدستور وبتأمين النصاب.
وأكّد بو دياب أن لا قيام للبنان الجديد من دون الدور السني وعلى كل قوائمه، موضحًا ان الخروج من المأزق يتطلّب التفكيرالوطني وليس الفئوي، وعدم البناء على الاوهام، من دون الاتكال على الغير الذي سيحصد النتائج لصالحه وليس لصالح لبنان، منطلقًا من الواقعية السياسية وضرورة التفكير بالتسوية في بلد التسوية المتجددة، بعيدًا عن الاستسلام، وبشجاعة التفاهمات لا الخطابات، في ظل تضييع وتغييب الحقائق، مع رفض الفرض وتحقيق الاختراق بتكرير ما حصل مع الرئيس السابق ميشال سليمان بغياب الاجماع على شخصية مدنية، بطرح قائد الجيش جوزيف عون.
واوضح بو دياب أن على ح ز ب ا ل ل ه السماح بالعملية الديمقراطية في لبنان، في ظل الخلل الهائل في التوازن السياسي، لاختيار من يملكون ورقة الإصلاح والانقاذ في هذه المرحلة الانتقالية والاقتناع بعدم تدوير بعض الأشخاص، منتقدًا الحلول المطروحة باللامركزية الإدارية والصندوق الائتماني، مشيرًا إلى واقع الفيديرالية الطائفية الموجودة في لبنان.
ولفت بو دياب الى الحرص على الاستقرار في الجنوب من قبل الطرفين، مع امكانية حل الخلاف في ما خص تثبيت الحدود بهدف التهدئة لاستمرار العمل بالاتفاق البحري، معتبرًا أن على سوريا تقديم التسهيلات لتمكين لبنان من استعادة حقوقه وتسهيل شؤونه، مشيرًا إلى الوجود الرمزي لقوات حفظ الأمن في الجنوب، وإلى التعايش الحاصل في تلك المنطقة، معتبرًا أن لبنان لا يزال رهينة الإقليم وأن تحريره يرتبط بمخاض التغيير والصراع المرير المُقنّن رغم الاتفاقيات العابرة، لافتًا الى ترابط الملفات في المنطقة العربية وإلى فشل التطبيع العربي في سوريا، مع استمرار الصراع الداخلي وامكانية تطبيق الفيديرالية المناطقية بإدارة محلية، بالإضافة إلى عدم الجدية في اغلاق الحدود بين العراق وسوريا، متوقّعًا أن يطول وقت الشغور الرئاسي في لبنان في حال تضييع الفرص التي يقدّمها ايلول، وتخفيف الهوة بين الطرفين، مؤكّدًا ان التسوية أفضل من الفراغ.