المصدر: المدن
تجنيد الأطفال في سوريا يتصاعد رغم تراجع حدة القتال
ومن بين أولئك الذين وجدت الأمم المتحدة أنهم يجندون الأطفال، حليف للولايات المتحدة في المعركة ضد متطرفي “داعش” “قوات سوريا الديموقراطية” التي يقودها الأكراد الذين كانوا مسؤولين عن 637 حالة تجنيد قسري لأطفال، العام 2022، ما يعادل نحو نصف الحالات المسجلة في البلاد ككل.
وأكدت الأمم المتحدة أيضاً توثيق 611 حالة تجنيد من قبل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، الذي اشتبك مع “قوات سوريا الديموقراطية” في الماضي، فيما كانت “هيئة تحرير الشام” الجهادية مسؤولة عن 383 حالة تجنيد في مناطق سيطرتها في إدلب.
وأشار التقرير إلى 25 حالة تجنيد أطفال من قبل القوات الحكومية السورية والمليشيات الموالية لها، حسبما نقلت وكالة “أسوشييتد برس”. لكن ذلك لا يعود إلى معايير أخلاقية لدى النظام السوري بل لحقيقة أنه يجند كافة الذكور في مناطق سيطرته منذ سن 18 عاماً بحسب قوانين الخدمة الإلزامية التي تقول منظمات حقوقية أنها ترتقي إلى مستوى انتهاك لحقوق الإنسان.
وعلق المدير التنفيذي لمنظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” بسام الأحمد، وهي منظمة مجتمع مدني مستقلة، أنه يتم تجنيد الأطفال في جميع أنحاء سوريا، وأنه في بعض الحالات يتم تجنيد الأطفال قسراً، وفي حالات أخرى، يقوم القاصرون بالتسجيل لأنهم هم أو عائلاتهم بحاجة إلى الراتب، فيما ينضم البعض لأسباب أيديولوجية، أو بسبب الولاءات العائلية والقبلية. وفي بعض الحالات، يرسل الأطفال إلى خارج سوريا للقتال كمرتزقة في صراعات أخرى.
وتعقدت محاولات إنهاء تجنيد الأطفال بسبب خليط الجماعات المسلحة العاملة في كل جزء من سوريا. وفي العام 2019، وقعت “قوات سوريا الديموقراطية” اتفاقية مع الأمم المتحدة تعد بإنهاء تجنيد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً وإنشاء عدد من مكاتب حماية الأطفال في منطقتها.
ودافعت الخارجية الأميركية عن حليفتها في بيان، قالت فيه أنها “الجهة المسلحة الوحيدة في سوريا التي استجابت لنداء الأمم المتحدة بإنهاء تجنيد الأطفال”، فيما اعترفت نودم شيرو، المتحدثة باسم أحد مكاتب حماية الطفل التي تديرها الإدارة الذاتية الكردية، باستمرار تجنيد الأطفال في المناطق الخاضعة لها، في تصريحات صحافية.
ورغم ذلك، قالت شيرو أن آلية الشكاوى “تعمل”، حسب تعبيرها، حيث تلقى المكتب 20 شكوى في الأشهر الخمسة الأولى من العام. وعثر على أربعة قاصرين في صفوف القوات المسلحة لـ”قوات سوريا الديموقراطية” وأعيدوا إلى عائلاتهم. وقالت أن الآخرين لم يكونوا مع “قوات سوريا الديموقراطية”.