المصدر: المدن
ترامب أول رئيس أميركي سابق..يواجه تهماً فدرالية
أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ليل الخميس، أن اتهاماً قد وُجّه إليه في إطار تحقيق حول تعامله مع وثائق سرية من أرشيف البيت الأبيض بعد مغادرته منصبه.
وكتب ترامب على شبكته الخاصة “تروث سوشال”، أن “إدارة بايدن الفاسدة أبلغت محاميي أن اتهاما قد وُجّه إلي، على ما يبدو في قضية الصناديق الزائفة”.
مطاردة ساحرات
وترامب متّهم بأنه نقل معه عندما غادر البيت الأبيض مطلع 2021، صناديق كاملة من الوثائق الرسمية، بما في ذلك وثائق دفاعية مصنفة “سرية جداً” وبأنه رفض إعادتها لحفظها مثلما ينصّ عليه القانون عندما طلب منه المسؤولون عن الأرشيف ذلك، في انتهاك للقوانين الفدرالية.
وأضاف ترامب الساعي إلى الفوز بولاية رئاسية جديدة، أنه استُدعي إلى محكمة فدرالية في ميامي الثلاثاء، بعد إدانته في آذار/مارس، في قضيّة تتعلّق بشراء صمت ممثّلة أفلام إباحية عام 2016.
وبحسب عدد من وسائل الإعلام الأميركية فإنه سيواجه لائحة من سبع تهم لم تُعلن بعد.
وكتب ترامب الخميس: “لم أعتقد أبداً أن شيئاً مماثلاً يمكن أن يحدث لرئيس سابق للولايات المتحدة”، متحدثاً عن “يوم أسود” في تاريخ البلاد.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إنها المرة الأولى في التاريخ الأميركي التي يواجه فيها رئيس سابق اتهامات فيدرالية، ما يضع البلاد في وضع استثنائي، لأن ترامب ليس فقط رئيس سابق بل المرشح الأوفر حظاً لترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة لعام 2024، لمواجهة الرئيس الحالي جو بايدن.
وفي غضون 20 دقيقة من إعلانه، بدأ ترامب، الذي قال إنه من المقرر أن يمثل أمام المحكمة بعد ظهر الثلاثاء، في جمع التبرعات لحملته الرئاسية لعام 2024.
وقال في شريط مسجل: “أنا رجل بريء!” وكرر جملته المألوفة بأن التحقيق هو “مطاردة ساحرات”.
استغلال المشاكل القانونية
ولطالما سعى الرئيس السابق إلى استغلال المشاكل القانونية المتصاعدة لمصلحته السياسية، واشتكى على وسائل التواصل الاجتماعي وفي المناسبات العامة من أن المدعين الديمقراطيين يدفعون القضايا للإضرار بحملته الانتخابية لعام 2024.
ومن المرجح أن يعتمد ترامب على ذلك مرة أخرى، مما يعيد إحياء مزاعمه الطويلة الأمد بأن وزارة العدل، التي حققت خلال فترة رئاسته في ما إذا كانت حملته لعام 2016 قد تواطأت مع روسيا، تستخدم بطريقة ما كسلاح ضده.
وعلى عكس التحقيقات الأخرى التي يواجهها، يرى خبراء قانون بمن فيهم المدعي العام السابق لترامب، أن تحقيق مارلاغو هو أحد أكثر التحقيقات التي من المرجح أن تؤدي إلى توجيه الاتهام، وهو التحقيق الذي يبدو أن الأدلة فيه لصالح الحكومة.
ويأتي إعلان ترامب غداة تقارير أوردتها وسائل إعلام أميركية مفادها أن مدعين فدراليين أبلغوا محامي الرئيس الجمهوري السابق بأن التحقيق لم يعد يقتصر على قريبين منه بل بات يطاوله شخصياً.
ولم تذكر وسائل الإعلام الأميركية متى أُبلِغ الرئيس السابق بذلك، لكن محاميه التقوا الاثنين مسؤولين في وزارة العدل، بينهم المدعي الخاص جاك سميث المكلف الإشراف على التحقيق في شكل مستقل.
سير التحقيق
في الولايات المتحدة، يُلزم قانون صدر في 1978 جميع الرؤساء الأميركيين بإرسال خطاباتهم ورسائل البريد الإلكتروني ووثائق العمل الأخرى إلى الأرشيف الوطني. ويحظر قانون آخر متعلق بالتجسس على أي شخص الاحتفاظ بوثائق سرية في أماكن غير مصرح بها وغير مؤمنة.
مع ذلك، عند مغادرته الرئاسة ليستقر في منزله الفخم في مارالاغو نقل ترامب صناديق كاملة من الملفات.
وفي كانون الثاني/يناير 2022 بعد مذكرات عدة وافق على إعادة 15 صندوقاً يحتوي على أكثر من مئتي وثيقة سرية. وأكد محاموه في رسالة بعد ذلك، عدم وجود أي أوراق أخرى.
وبعد فحص ما تسلمته، قدرت الشرطة الفدرالية أن ترامب لم يُعِد كل شيء وأنه لا يزال يحتفظ بكثير من الوثائق في ناديه في بالم بيتش.
وتوجه عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي إلى المكان في 8 آب/أغسطس، وصادروا حوالى ثلاثين صندوقاً آخر ضمت 11 ألف وثيقة بعضها حساس جداً بشأن إيران أو الصين.