المصدر: النهار
خيبة أمل اسرائيلية ترافق اتفاق وقف إطلاق النار
كشفت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن شعور بالمرارة وخيبة الأمل يرافق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
“لم نتصور أن يبدو النصر على حزب الله بهذه الصورة، بعد عام وشهرين من الإرهاق والتعب. هذا الاتفاق، الذي فُرض علينا بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت، ليس اتفاقا جيدا، بل بعيد كل البعد عن ذلك”، وفقاً للصحيفة.
“يبدو الاتفاق وكأنه يعيدنا إلى اتفاقات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القديمة والمملة مثل “الجرف الصامد” و”حارس الأسوار”. حتى في ذلك الوقت، كانوا يتفاخرون أمامنا بأن “حماس” قد تم ردعها، بينما في الحقيقة، لم تكن سوى قد تلقت ضربة ثم اندفعت نحو السابع من تشرين الأول (أكتوبر)”.
وتضيف “إسرائيل اليوم” أن الحقيقة أننا “لم ننجح في فرض شروط لإنشاء منطقة عازلة في لبنان، ولم نصرّ على أن سكان جنوب لبنان، بما فيهم عناصر “حزب الله”، لا يعودون لمراقبة المطلة وزرعيت، هو أمر يكاد يكون عبثيا”.
“الابتسامات والأعلام الصفراء التي تعود تدريجيا للظهور على سياج حدودنا تفسر لسكان الشمال، بشكل واضح جدا، لماذا من الأفضل الانتظار قليلاً قبل أن يبدأوا في إعادة بناء حياتهم. وقف إطلاق النار هذا لم يأتِ في فراغ، بل جاء تحت ضغوط أميركية قاسية للغاية، وفي ظل إدارة تعد بتوفير متنفس لنا في الزاوية المقبلة.
شعور المرارة وخيبة الأمل ينبعان من النجاح الساحق الذي تحقق خلال الشهرين الماضيين. بعد عام من الركود، رأينا الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن في أوج عظمتهم. بخلاف غزة، كان الجيش في لبنان مستعدا ودقيقا. عملت الاستخبارات، وسلاح الجو، والقوات البرية، وأجهزة أمن أخرى كأنها فرقة متناغمة: بذكاء ودقة وقوة لم نشهدها منذ سنوات عديدة. حتى الخط السياسي الاستراتيجي الذي فصل بين دولة لبنان وحزب الله أُدير بحكمة، بحيث لم يحرق أصدقاءنا الحاليين والمستقبليين في لبنان، ما قد يفتح المجال لمستقبل أفضل”، بحسب “إسرائيل اليوم”.
“خلال شهرين، حققنا إنجازات تكاد تكون خيالية. قضينا على كل قيادات “حزب الله”، بمن فيهم نصر الله، والأهم من ذلك: تخلصنا من حاجز الخوف الذي كان يقيدنا. نفذ الجيش عمليات برية في لبنان ووصلوا إلى الليطاني، وقُصفت بيروت جوا تقريبا كل ليلة، ولم تتحقق سيناريوهات الرعب التي كنا جميعا نخشى منها. لم تكن هناك آلاف القتلى، ولم تُسقط محطات الكهرباء والغاز، ولم يكن إطلاق الصواريخ على المركز أمرا يوميا. صمدنا امام حوالي 20 ألف صاروخ أطلقها حزب الله. إضافة إلى ذلك، قمنا بفصل وحدة الساحات، ولكن الجمهور الإسرائيلي ليس ساذجا. لقد اعتدنا على تصريحات النصر الجوفاء، خاصة في جبهة غزة. كنا نصدق تلك التصريحات عن ردع حماس، حتى استيقظنا يوما على السابع من أكتوبر”.
ولذلك، ترى الصحيفة أن “وقف إطلاق النار هذا، على الرغم من إنجازات الحرب، مرير للغاية. نحن نعلم أن الوعود بأننا سنتمكن من العودة والمناورة هي وعود شبه جوفاء. للأفضل أو للأسوأ، اسرائيل ليست من الدول التي تبادر إلى الحروب”.