المصدر: صوت لبنان
د.ناصر ياسين لنقطة عالسطر: الهجرة هي حل مؤقت وعلينا ان لا نفقد الامل
اشار استاذ السياسات والتخطيط في الجامعة الاميركية الدكتور ناصر ياسين في حديث لبرنامج نقطة عالسطر الى ان الهجرة منذ اواخر القرن التاسع عشر كانت وسيلة يلجأ إليها اللبنانيون عند حصول الازمات الكبيرة ، وان ما نشهده الآن هو بداية لموجة هجرة كبيرة فآخر الإحصاءات تشير الى ان 77% من الشباب والشابات في لبنان يفكرون بالهجرة ، وهذا الرقم كبير جدا وفي حال فتحت ابواب الهجرة سيهاجرون الى بلدان تؤمن لهم فرص عمل .
اضاف : هجرة الادمغة وذوي الكفاءة نشهدها منذ التسعينيات ومن المتوقع ان تتزايد وتؤدي الى افراغ لبنان من كفاءاته ومن رأسماله البشري نتيجة الازمات الاقتصادية والمالية والمعيشية .
واشار ياسين الى وجود عوامل عدة تدفع الى الهجرة فمنذ العام 2017 نشهد تزايد نسبة الناس الراغبين بالهجرة نتيجة غياب الافق بالبلد وغياب المستقبل اضافة الى الازمة الاقتصادية وانهيار الليرة ومداخيل الناس وغياب الامن والامان وغياب الامل بالحل ، فكل هذه العوامل الضاغطة تدفع الناس للهجرة، اضاف: من هم بسدة المسؤولية غير مسؤولين عن المصلحة العامة ومصلحة اللبنانيين .
ولفت ياسين الى ان الازمة الاقتصادية والمالية في لبنان غير مسبوقة وهي اضخم انهيار نشهده بعد الحرب الاهلية فالحد الادنى للاجور الحالي هو بحدود 80$ وهذه الاوضاع المتردية تساهم في هجرة اللبنانيين .
ورأى ان الهجرة هي حل مؤقت لكن علينا ان لا نفقد الامل فالتغيير والثورة هي عمل تراكمي وطويل وبإستطاعتنا بالتكاتف مع بعضنا البعض لنعيد بناء البلد .
واعتبر ان الحل الاساسي للهجرة هو بوجود مؤسسات تحفظ العدل والعدالة وترعى حقوق الناس والمصلحة العامة مؤكدا ان ازمة كورونا اثبتت للجميع انه يمكن العمل عن بعد منوها بما وصفه بالرأسمال البشري من خلال الكفاءات العالية التي نعوّل عليها لبناء الوطن.
الباحث في مجال الاقتصاد والعلوم الاجتماعية والمتخصص بدراسة الهجرة البروفسور بطرس لبكي ذكر في مداخلة له عبر البرنامج الى وجود دوافع للهجرة منها : انخفاض المستوى المعيشي وانخفاض الليرة اللبنانية ، زيادة البطالة ، اقفال المؤسسات ، عدم الاستقرار السياسي وعدم رؤية واضحة للمستقبل .
ولفت لبكي الى انه خلال 40 سنة الاخيرة 80% من الهجرة هي من الطوائف الاسلامية واليوم اصبحت من كل الطوائف نتيجة الدوافع الاقتصادية ، واشار الى التداعيات الاقتصادية للهجرة سلبية بسبب فقدان القوى الشبابية في البلد. هذا ودعا المجتمع المدني الى التحرك لاعادة تحريك مؤسسات الدولة والتركيز على اسباب الهجرة والى التركيز على مبادرات المجتمع المدني الانتاجية وتشجيع الصناعة الوطنية .
وتخللت الحلقة مداخلة للباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين فأشار الى انه خلال الفترة الممتدة بين 15 اب 2019 و 15 ايلول 2019 بلغ عدد المهاجرين بحدود 50 الفا في حين انه ومقارنة مع الفترة الممتدة بين 15 آب 2020 و 5 ايلول 2020 نلاحظ ان العدد هو 22 الف وهذا يشير الى ان حركة الهجرة الى الخارج للعمل والاقامة خلال الثلاثة اشهر المتبقية من العام الحالي ستكون مرتفعة ومن المتوقع ان تصل الى 60 او 70 الف .