إقليمية
الأثنين ١١ أيلول ٢٠٢٣ - 17:51

المصدر: المدن

زلزال المغرب:مزيد من الضحايا..وفرنسا تنهي الجدل بشأن مساعداتها المرفوضة

ارتفعت حصيلة الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب ليل الجمعة، إلى 2497 قتيلاً على الأقل وفق حصيلة جديدة أعلنتها وزارة الداخلية الاثنين.
وقالت الوزارة في بيان: “في حصيلة محدثة، إلى حدود الساعة العاشرة من يوم الاثنين، بلغ عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية 2497 شخصاً، وعدد الجرحى 2476”.

وأفادت الوزارة، بأن الوفيات سجلت في تسعة أقاليم، بواقع “1,452 وفاة بإقليم الحوز (شمال)، و764 بإقليم تارودانت (وسط)، و202 بإقليم شيشاوة (شمال)، و41 بإقليم ورزازات (شمال)، و18 بعمالة مراكش (شمال)، و11 بإقليم أزيلال (شمال)”.

ولا يزال عمال الإغاثة وأفراد من القوات المسلحة يحاولون العثور على ناجين تحت الأنقاض، جراء الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجات على مقياس ريختر، بحسب المعهد الجيوفيزيائي الأميركي، و7 بحسب المركز الوطني للبحث العلمي والتقني المغربي.

ويعتبر الزلزال الذي وقع ليل الجمعة/السبت، أقوى زلزال تم قياسه في المغرب على الإطلاق. وكان مركزه في إقليم الحوز، الواقع في منطقة جبلية جنوب مدينة مراكش.

وأدت صعوبة الوصول إلى المنطقة الجبلية الشاسعة التي ضربها الزلزال، إلى إعاقة جهود إيصال المساعدات للمتضررين، علاوة على مصير مجهول ينتظر الكثير من العالقين تحت الأنقاض.

ووسط موجة تضامن واسعة النطاق، قرر المغرب الاستجابة لأربعة عروض مساعدة قدمتها كل من إسبانيا وبريطانيا والإمارات وقطر، لمواجهة تداعيات الزلزال، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية.

وقالت الوزارة: “استجابت السلطات المغربية في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة، إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ”.

وقال بيان الداخلية المغربية: “يمكن مع تقدم عمليات التدخل أن يتطور تقييم الاحتياجات المحتملة، مما قد يؤدي إلى اللجوء إلى عروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة، حسب احتياجات كل مرحلة على حدة”.

في المقابل، أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الاثنين، تقديم مساعدة بقيمة 5 ملايين يورو للمنظمات غير الحكومية المشاركة حاليا في عمليات الإغاثة في المغرب. وقالت إن هذه المساعدة المخصصة للمنظمات الإنسانية التي تنشط “على الأرض” في المغرب، سيتم تخصيصها من احتياط وزارة الخارجية الفرنسية.

وأشارت إلى أن “العديد من المنظمات غير الحكومية بدأت تعمل في المملكة، من أجل مساعدة السكان” على مواجهة تداعيات الزلزال المدمّر.

وشددت كولونا على أن الرباط “لم ترفض المساعدة الفرنسية”، مضيفة أن “المغرب بلد ذو سيادة، ويعود له أن ينظم عمليات الإغاثة”. وأضافت رداً على سؤال عن عدم طلب المغرب مساعدة من فرنسا، أن ذلك “جدل في غير مكانه”.

وأكدت أن الرباط هي “الوحيدة القادرة على تحديد ما هي حاجاتها، والوتيرة التي ترغب في أن يتم عبرها توفير” هذه الحاجات، مضيفة “إننا في تصرّف السلطات المغربية، ونوليها كل الثقة لتنظيم عمليات الانقاذ بالطريقة التي تراها مناسبة”.

وفي السياق، ذكرت وكالة “فرانس برس” أن رجال إنقاذ إسبان وصلوا الى منطقتين ضربهما الزلزال جنوب مراكش، وهي تلات نيعقوب وأمزميز في إقليم الحوز الجبلي. وانتشرت في تلات نيعقوب 12 سيارة إسعاف وعشرات من السيارات الرباعية الدفع التابعة للجيش والدرك وحوالى مئة من رجال الإنقاذ المغاربة يتابعون ارشادات رؤسائهم قبل بدء عمليات البحث في القرية.

وغير بعيد عنهم، يقوم فريق مكوّن من 30 رجل إطفاء إسبانياً وطبيب وممرضة وفنيين بالتنسيق مع السلطات المغربية، لبدء أعمال البحث، بينما تحلّق طائرة هليكوبتر في سماء المنطقة.

وقالت رئيسة الفريق الإسباني أنيكا كول ل”فرانس برس”: “الصعوبة الكبيرة تكمن في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها كما هي الحال بالنسبة لهذا المكان، ويتم نقل الجرحى بالطائرة العمودية”.

وأضافت أنه “من الصعب القول ما إذا كانت فرص العثور على ناجين تتضاءل لأنه على سبيل المثال، في تركيا تمكنا من العثور على امرأة على قيد الحياة بعد ستة أيام ونصف اليوم. دائما يكون هناك أمل”. وتابعت: “من المهم أيضاً العثور على الجثث لأن العائلات يجب أن تعرف”.
وعلى بعد 70 كيلومتراً شمالاً، أقام فريق آخر مكون من 48 رجلاً من وحدة الطوارئ العسكرية الإسبانية معسكراً عند مدخل بلدة أمزميز الصغيرة. وقالت مسؤول الاتصالات في الفريق ألبرت فاسكيز ل”فرانس برس”: “نحن في انتظار اجتماع مع الحماية المدنية المغربية لتحديد المكان الذي يمكننا الانتشار فيه تحديدا”.

ويرافق الفريق أربعة كلاب وكاميرات دقيقة لاختراق فجوات صغيرة بين الركام، وأجهزة لكشف أي تواجد لأشخاص أحياء.