خاص
play icon
الخميس ١٢ تشرين الثاني ٢٠٢٠ - 21:58

المصدر: صوت لبنان

زياد الصائغ لمانشيت المساء : مؤتمر دمشق لعودة النازحين مشروع “اشتباك مع المجتمع الدولي”

وصف الخبير في السياسات العامة وشؤون اللاجئين زياد الصائغ ما سمي بالمؤتمر الدولي من اجل عودة النازحين السوريين الذي عقد في دمشق بانه مشروع لافتعال اشتباك مع المجتمع الدولي في ظل ما رافقه من خطابات ومواقف حملت المجتمع الدولي مسؤولية عدم عودة النازحين السوريين الى بلادهم في ما المسؤولية في مكان آخر وان مفتاح العودة بيد النظام السوري وايران وحلفائهما وهو ما لا يريدونه اليوم وربما غدا. معتبرا ان جميع المتورطين في الازمة السورية لم يتمكنوا من تامين ابسط مقومات العودة الآمنة.

وقال الصائغ اثناء مشاركته في برنامج “مانشيت المساء” من صوت لبنان ان الحديث عن عودة ما بين 6 أو 7 ملايين سوري الى بلادهم مهمة شاقة بعد فشل المبادرة الروسية السابقة بالنظر الى كلفتها وصعوبة تجاوب المجتمع الدولي معها. ولو اراد النظام ومعه الإيرانيون وحزب الله تقديم اشارة بقبولهم بعودة النازحين واللاجئين لسمحوا باعادة اكثر من 300 الف نازح الى المنطقة الممتدة من ضواحي دمشق والزبداني و منطقتي القلمون الغربي والشمالي حتى القصير فهم على مسافة كيلومترات قليلة من قراهم ومدنهم يتوزعون مخيمات الذل في عرسال والبقاع الشمالي وما عليهم سوى قطع بعض معابر التهريب المعتمدة اليوم بين لبنان وسوريا ليكونوا في منازلهم وقراهم الآمنة.

واتهم الصائغ روسيا بالعجز في اقناع النظام السوري وايران بضرورة اعادة النازحين الى مناطق استعادت الامن والهدؤ وبعيدة عن مناطق التوتر محملا دمشق وطهران مسؤولية اعاقة العملية التي سعت اليها موسكو من اجل اتمام عملية الفرز المذهبي والطائفي  الذي تعمل لتكريسه امرا واقعا من الصعب تغييره لاحقا.

وقال الصائغ ان مشاركة لبنان في المؤتمر مجرد مزايدات منتقدا مضمون كلمتي وزير الخارجية والشؤون الاجتماعية اللبنانيين. وقال ان رفع مستوى التمثيل اللبناني الى المؤتمر بعد فرض الدفعة الاخيرة من العقوبات الاميركية لن تقدم ولن تؤخر في ظل ثبوت رفض النظام السوري لهذه العودة. ومحذرا من يعيق هذه العملية بان لبنان لن يستضيفهم الى ابد الآبدين وسيعودون يوما الى بلادهم فحق العودة لهم مضمون اكثر من حق عودة اللاجئين الى فلسطين المحتلة.

كما حمل الصائع روسيا مسؤولية الفشل في حماية المسيحيين في سوريا رغم تعهداتهم للكنيسة الأرتوذكسية ومرد ذلك الى بقاء الجيش الروسي في ثكناته في ما تتحكم طهران ومعها حزب الله وفصائلها المختلفة وقوات النظام بالارض التي يسمونها سوريا المفيدة وهو ما اعاق تنفيذ التعهدات والضمانات الروسية التي قطعت.

وفي مجال آخر رفض الصائغ ربط الازمة الحكومية بالانتخابات الاميركية ونتائجها فالجميع يدرك انه لن يتغير شيء في توجهات الادارة الاميركية تجاه لبنان مع الديمقراطيين العائدين الى البيت الابيض بعد ان يغادرها الجمهوريون فاي رئيس للولايات المتحدة لن يغير في القرارات التي تتخذها “الادارة الاميركية العميقة” في واشنطن.

واخيرا اعتبر الصائغ انه لا بد من ان تتطور الظروف لتتولى الانتفاضة مدعومة بالجو الدولي  فرض التغيير المطلوب على مستوى المنظومة الحاكمة في لبنان فبوجودها لن يكون هناك اي تغيير أو اصلاح. متوقعا تطورا بارزا على مستوى العقوبات الدولية على المسؤولين الذين يعيقون التغيير المطلوب. فللاتحاد الاوروبي قدرة على فرض عقوبات تفوق في قوتها وقساوتها العقوبات الاميركية وهي ليست ببعيدة ان لم يتغير سلوك المنظومة السياسية الفاشلة..