المصدر: صوت لبنان
سلام لكواليس الأحد: الحوار اللبناني- اللبناني بحاجة لضمانة عربية ودولية
رأى رئيس تحرير صحيفة اللواء صلاح سلام عبر صوت لبنان ضمن برنامج “كواليس الأحد” أن لبنان في العناية الفائقة، ولن يتحمّل اي تطوّر غير محسوب، وانتقد المواقف السياسية التي تنعكس توترًا سياسيًا وتخلق ازمات جديدة وتهدّد بانهيارات اضافية، ضمن حلقة مفرغة من دون البحث عن مدخل لحل المشاكل المترابطة في لبنان.
وأشار سلام إلى ان الحوار اللبناني- اللبناني بحاجة لضمانة عربية وخارجية تخرج بالنتائج المرجوة، تتوافر باللجنة الخماسية التي تتفق على بنود اساسية وتأسيسية، لانتخاب رئيس غير مستفز لأحد وغير محسوب على أي طرف بعيدًا عن منظومة الفساد، واستشهد باتفاق الطائف الذي تم بضمانة اميركية وسعودية عربية ودولية.
وأكّد ان لا تنازل مجاني في لبنان، وان حفظ ظهر المقاومة يشكّل الشرط الوحيد للثنائي الشيعي للذهاب باتجاه مرشح ثالث لرئاسة الجمهورية، وأشار الى ان الأهم “اين نضع السياسة الدفاعية” وان الاختلاف على الاولويات يتطلّب الوفاق بالحد الادنى على انتخاب الرئيس الذي سيكون برمزيته الدستورية والوطنية على رأس الهرم الذي يعيد فعالية الدولة وهيبتها.
ولفت إلى ان جهود اللجنة والخماسية ومحاولاتها تنصب في اطار إيجاد نقاط مشتركة ومد الجسور بين الأفرقاء اللبنانيين، واعتبر ان لا انتخاب لرئيس الجمهورية من دون تسوية ومن دون الاتفاق على خطة انقاذية ورؤية مستقبلية، ترتكز على مبدأ لا غالب ولا مغلوب حرصًا على الدولة والمؤسسات في هذا البلد القائم على المعادلات والتسويات.
وفي ما يتعلّق بجريمة قتل منسق جبيل في القوات اللبنانية باسكال سليمان اشار سلام الى انها جريمة جنائية حتى يثبت العكس، لأن الشحن مرفوض والبلد على فوهة بركان، واعتبر ان مافيات التهريب اقوى من الدولة التي باتت دويلة بوجود دولة المافيات ودولة حزب الله، وفي قضية مقتل محمد سرور أوضح سلام ان الاختراقات الإسرائيلية ليست بجديدة في لبنان.
ولفت في هذا السياق الى الظاهرة غير الطبيعية في لبنان مع تزايد الجرائم نتيجة التفلّت الأمني وتفلّت الوجود السوري الذي يدفع ثمنه لبنان كبلد وشعب، ما يتطلّب تفعيل دور البلديات ومساعدتها على ضبط الوضع الامني ووضع النزوح السوري في لبنان.
ورأى ان قوى 14 آذار تتحمل مسؤولية الازمة السياسية الكبرى التي وصلنا اليها بعد ان حكمت البلد لمدة عشر سنوات، الا ان الأهم النظر الى المستقبل واتخاذ الموقف المناسب والبحث في كيفية تمكين الاجهزة الأمنية من ضبط الامور والتوافق على آلية عودة النازحين السوريين الى سوريا وحض الدول الأوروبية على مساعدتهم على الأراضي السورية.
وفي الملف الإقليمي أوضح سلام ان القواعد الأميركية للاشتباك بين ايران واسرائيل ما زالت سارية المفعول، وان الخوف الحقيقي على رفح مع اصرار اسرائيل على اقتحامها وبحصولها على المساعدة المالية التي اقرها الكونغرس، التي تُثبت ان الدعم الأميركي مستمر رغم الخلافات على المستوى الشخصي بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، وبالتالي تؤكّد التغطية الأميركية لهذه العملية التي ستُنفّذ في رفح وسينتج عنها المجازر بحق الشعب الفلسطيني بحجة القضاء على حركة حماس، التي تمتلك هامشًا كبيرًا للمناورة بوجود شبكة الأنفاق.
وأكّد ان ايران اصبحت لاعبًا كبيرًا في المنطقة وان اي تسوية في المنطقة سيدفع ثمنها الطرف الضعيف، ولبنان يشكل الطرف الأضعف بسبب الانقسامات والخلافات الداخلية وسقوط مشروع الدولة وتحول الدولة الى دولة فاشلة، عاجزة عن الحفاظ على الحقوق البديهية، ولفت الى ان لا تصّور واضح قابل للتنفيذ لليوم التالي في غزة بعد انتهاء الحرب فيها.
واشار إلى ان لبنان كوطن بحاجة للعودة إلى اتفاقية الهدنة في العام 1949، التي تحفظ حقوقه وسيادته على كامل اراضيه بحدوده الدولية المعترف بها منذ العام 1923 والتي تضمن سلامته وأمنه، واعتبر في هذا الإطار ان القرار 1701 لا يمكن فصله عن التسوية التي طرحها هوكشتين.
ورأى سلام ان الانتخابات البلدية تصطدم بحسابات سياسية وحزبية ضيقة ستؤدي الى تطييرها، بحجة عدم وجود الأموال اللازمة لإجرائها، وخاصة في ظل الوضع السياسي المتأزّم وتعطيل المؤسسات الدستورية، وأكّد ان العلّة الأساس تكمن في الجسم السياسي المريض بالانقسامات والصراعات.