المصدر: صوت لبنان
عبد القادر: لولا إذن السيد نصرالله لما اقدمت الحكومة على اعلان التعبئة العامة
رأى العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر ان الظروف الحالية لا تستدعي بلوغ مرحلة اعلان “حال الطوارىء”. وان مواجهة النتائج التي ادى اليها انتشار “وباء الكورونا” يوائم مفاعيل “التعبئة العامة”. معتبرا انها خطوة كافية لهذه المرحلة وخصوصا ان المؤسسات الإدارية والطبية والاستشفائية والمالية ما زالت قائمة وقادرة على القيام بالمهام المنوطة بها على اكثر من مستوى.
وقال العميد عبد القادر أثناء مشاركته في حلقة “مانشيت المساء” من صوت لبنان ان الخطوة التي اقدم عليها مجلس الوزراء بالاعلان عن التعبئة بكافة مقوماتها ومقتضياتها جاءت متأخرة ولولا الضوء الأخضر الذي اعطاه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لما اقدم مجلس الوزراء على هذه الخطوة بعدما عبرت كل الخطوات السابقة عن حال التردد وفقدان القرار الحكومي المستقل كما وعد اللبنانيون عند تشكيل الحكومة الجديدة.
وأضاف: ان المؤسسة العسكرية كانت ولا زالت الحامية للمؤسسات والمواطنين وانها قادرة على القيام بالمهام المنوطة بها نتيجة التدابير الأخيرة وخصوصا على المستوى الأمني وان دعت الحاجة الى ضبط الوضع القائم في البلد ولا سيما ان تفلتت الأمور وخرجت عن اطارها الحالي الى ما يهدد المواطن والدولة في آن.
واعتبر العميد عبد القادر ان الفوارق بسيطة بين حالتي التعبئة والطوارئ ما خلا ما تعطيه الثانية من صلاحيات استثنائية للمؤسسة العسكرية في حال حصول اعمال شغب تعدت ما هو مسموح به في الأنظمة الديمقراطية او في حال الانقلاب على السلطة او اي كارثة طبيعية تعيق قيام المؤسسات المدنية بأدوارها فتتحول كل قدرات الأجهزة التي تلبس لباسا عسكريا بتصرف المؤسسة العسكرية. وقال رغم ذلك فالحالتين تعطيان الجيش والمؤسسات العسكرية الدور الذي يجب ان يقوم به ان عجزت السلطات الاخرى او تقاعست عن القيام بمهامها في مواجهة اي أزمة.
وقال ان اخطر ما ادت اليه هذه الأزمة الوبائية انها تسببت بحال من الذعر نتيجة الفيروس الغامض الذي ينتشر ولا يعطي اي اشارة قبل ان يفتك بمن يصيبه. لافتا الى اهمية التكاتف والتضامن بين كل القوى الحية لمواجهة آثاره المدمرة. ولفت الى ان العالم عجز حتى اليوم عن مواجهة هذا الوباء الجديد لافتا الى حجم الخسائر التي منيت بها الإقتصادات العالمية الكبرى والتي تقدر بتريليونات عدة من الدولارات قبل محاصرته والسيطرة عليه.
ولفت عبد القادر اخيرا الى ان الخروج من الأزمة امر ليس امرا سهلا ذلك ان الحصار الذي يعيش لبنان تحت وطاته ما زال قائما طالما ان بعض ابنائه مصر ان يبقى متورطا في حروب المنطقة والتدخل في شؤون دول الخليج العربي وهو امر يزيد من حجم المخاطر التي يمكن ان يشهدها لبنان ويبعد الحلول الممكنة اكثر مما هو متوقع.
وانتهى عبد القادر الى التمني بان يتوفر من يحيي الثقة بالدولة ومؤسساتها والقطاع المصرفي وان الرجل الذي يمكن عقد الرهان عليه ليس موجودا اليوم في الحكم. مستذكرا من نجح في بناء استراتيجية اقتصادية وسياسية ودبلوماسية متكاملة من اجل ادارة شؤون البلد.