المصدر: صوت لبنان
عبد القادر وسالم التقيا على عدم الربط بين الانتخابات الأميركية والملف الحكومي
أجمع كل من العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر ورئيس معهد الشرق الاوسط في واشنطن الدكتور بول سالم على اهمية ان يقتنع اللبنانيون بانه ليس للانتخابات الرئاسية الأميركية اي تداعيات تشكيل الحكومة اللبنانية وانه من غير المتوقع ان تتغير السياسة الأميركية بشكل مفاجىء فالتوافق قائم بين الحزبين على برامج العقوبات ضد حزب الله كما بالنسبة الى الوضع في المنطقة. ونصحا اللبنانيين بنزع الفكرة التي تقول ان لبنان نقطة المركز في السياسة الخارجية الأميركية لئلا يستخف العارفون بحجم فهم اللبنانيين لما يجري في الولايات المتحدة الأميركية. فالإدارة العميقة رسمت الاستراتيجيات في السياسة الخارجية وهي ثابتة ولن يغير إداء اي رئيس سواء كان ديمقراطيا او جمهوريا سوى في الية العمل التي تؤدي الى الهدف عينه. فلكل منهما راي في طريقة الوصول الى الغايات المرسومة بدقة. كما التقيا على انه ليس منتظرا ان يتغير شيء بالنسبة الى نظرة اي رئيس اميركي سواء بقي ترامب او جاء بايدن الى البيت الابيض بالنسبة الى دعم الجيش اللبناني فهو المؤسسة التي تحظى بتقدير القيادة العسكرية الأميركية التي لا تتاثر بالإنقسامات الأميركية السايسية في اميركا.
كان كل من العميد عبد القادر والدكتور سالم يتحدثان اثناء مشاركتهما في برنامج “مانشيت المساء” من صوت لبنان حول النتائج المترتبة لنتائج الانتخابات على الأوضاع في لبنان والمنطقة والفوارق في برنامجي الرجلين تجاهها والفوارق في ما بينهما وموقع لبنان فيها.
وقال العميد عبد القادر ان الانقسام الأميركي الذي ظهر بحدة ليس جديدا، فالتجارب السابقة تقول بانه رافق انتخابات عدة من العام الفين الى اليوم بين الرئيس جورج بوش وآل غور كما بالنسبة ما بين الرئيس ترامب وهيلاري كلينتون العام 2016 حيث اعلن فوز كل من بوش وترامب بفارق بسيط للغاية وبآلاف عدة من الأصوات في ظل انتخاب عشرات الملايين من الأميركيين.
وقال عبد القادر ان الانقسام بين الأميركيين حاد للغاية الى درجة أن لكل من الديمقراطيين والجمهوريين مؤسساتهم التلفزيونية التي تغسل عقولهم وتحدد لهم خياراتهم السياسية والوطنية التي يلتزمون بها الى حدود الانقسام مناصفة بين الطرفين على غرار الوضع في لبنان فلكل فئة مؤسستها التلفزيونية ووسائل اعلامها هذا عدا عن الخلافات التي تسببت بها مواقف ترامب المتشنجة من وسائل الاعلام .
واعتبر عبد القادر ان الرئيس ترامب اساء الى علاقات بلاده الخارجية والدولية ليس على مستوى علاقاته مع الخصوم فحسب انما على مستوى ما جرى مع جيرانه في المكسيك واميركا اللاتينية الى اوروبا ودول الشرق الاوسط وان على الرئيس بايدن ان يتعب كثيرا عندما يصل الى البيت الابيض لاعادة ترميم علاقات بلاده مع هذه الدول والمجتمع الدولي كما على مستوى اعادة النظر بالآلية التي اعتمدها في مواجهة جائحة الكورونا التي انعكست سلبا على الوضع الداخلي من جوانب اقتصادية واجتماعية ومالية وهو ما انعكس على نسبة التأييد لترامب لصالح بايدن.
من جهته راى الدكتور بول سالم ان الإنتخابات الأميركية لم تحمل جديدا في مجراها باستثناء الحدة التي لم تعرفها اي انتخابات سابقة بسبب مشاركة ملايين إضافية للمرة الأولى بالبريد وعبر الوسائل الالكترونية كما في صناديق الاقتراع. وان الوقت الذي تحتاجه للوصول الى مرحلة الاعلان النهائي عن الفائز لا تخرج عما تحتاجه عملية العد من وقت لاصوات الملايين الذين انتخبوا بالبريد وهو امر لا سابق له.
ولفت الدكتور سالم الى ان طريقة تعاطي الرئيس ترامب في الانتخابات لم تعرف من قبل ولا سيما التحريض على التظاهر وصولا الى الدعوة الى حمل السلاح وان آلية اللجوء الى القضاء للطعن بالأرقام التي نالها بايدن لا تعدو كونها عملية تقليدية فالقضاء يفصل في النهاية ويحدد الفائز في الانتخابات ان بقيت الخلافات قائمة حول عد الأصوات وتوزيعها والتشكيك بصدقيتها.
وردا على سؤال شرح الدكتور سالم بالتفصيل برنامج كل من الرئيسين ترامب وبايدن وتحديدا بما يعني الملف النووي الإيراني والعلاقات مع الصين وروسيا واوروبا كما بالنسبة الى الوضع في لبنان وسوريا والعراق ولفت الى وجود ملف اسمه لبنان لدى الحزبين الجمهوري والديمقراطي فلبنان حاضر في اذهانهم وادبياتهم السياسية ويقدرون دوره في محيطه والمنطقة ويقدرون ما يقدمه للنازحين السوريين بحجم لا تتحمله دولة اكبر من لبنان. كما شرح للظروف التي دفعت لبنان الى القبول بالعودة الى طاولة المفاوضات من اجل ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل معتبرا انه أمر لم يبت به الصدفة انما في اطار واضح ملمحا بطريقة غير مباشرة الى العقوبات التي طالت لبنانيين وما يمكن ان تستتبعه من قرارات ممائلة.