خاص
play icon
play icon pause icon
ميا عطوي
السبت ٧ تشرين الأول ٢٠٢٣ - 19:36

المصدر: صوت لبنان

عطوي لمش فالين: جمعية EMBRACE تطلق أول عيادة نقالة للصحة النفسية

 تحدّثت الاختصاصية في علم النفس العيادي ورئيسة جمعية EMBRACE مِيا عطوي عبر صوت لبنان ضمن برنامج “مش فالين” عن حالة القلق الجماعية التي يمر بها اللبنانيون التي قد تترجم بحالة غضب وسرعة انفعال وتترافق مع الضغط النفسي، يعجزون نتيجة ذلك عن ضبط ردات فعلهم كغيرهم ممن لا يعيشون هذه الضغوطات اليومية الحياتية والاجتماعية والمعيشية التي يعيشها الشعب اللبناني اليوم لنشهد حالات من القلق المتزايد مع الوقت والمتراكم عبرالسنوات، مع ازدياد الضغوطات من دون افق او متنفّس لهذا الضغط الاجتماعي المستمر منذ أربع سنوات.   

   ونبّهت عطوي من المحفّزات التي قد تكون سببًا لشيء سيّء كالزلزال الذي شهده اللبنانيون منذ أشهر، والأصوات العالية وأصوات الرعد، نتيجة التعرّض لصدمات عدة في الفترة الماضية واثرها الذي يمتد لسنوات، وما تعرّض له اللبنانيون مؤخرًا من تفجير المرفأ، مشيرة إلى أنّ هذا التنبّه يهدف للحماية وأخذ الاحتياطات، من منطلق الجزء الإيجابي لردة الفعل على أي صدمة، مشيرة إلى التأثيرات النفسية للصدمة الاقتصادية.      

   واعتبرت عطوي أن القلق الذي يعيشه اللبنانيون قد يكون من علامات وعوارض الصدمة، مؤكّدة ان فهم اسباب الصدمة (الأحداث) يساعد على استعادة حالة الأمان فيسيولوجيًا، التي تتجسّد بالتنفس الطبيعي، والهدوء وعدم التوتر، متطرّقة إلى مفهوم الـ PTSD (إضطراب ما بعد الصدمة) كحالة نفسية تتضمن عوارض معينة متكررة نتيجة التعرض لصدمة، منها الصور الذهنية للحادثة، والتعرض للكوابيس، والقلق المستمر، والخوف، وتجنب الذهاب إلى بعض الأماكن المرتبطة بالصدمة، في الأشهر الأولى، وعدم التمكن من العيش بصورة طبيعية، عند استمرار هذه العوارض بعد ستة أشهر من الحدث الصادم وتأثيرها بشكل واضح على حياة الفرد، العملية او العائلية، حيث تصنّف هذه الحالة كإضطراب ما بعد الصدمة، مؤكّدة أن عدم العلاج يؤدي إلى تطور الحالة.

   وأشارت عطوي إلى أن الإعلام يلعب دورًا كبيرًا في الإضاءة على حالات الاضطراب النفسي في المجتمع التي تزداد مع مرور البلد بأزمات اجتماعية واقتصادية وأمنية وغياب الرقابة، بالإضافة إلى الجرائم والعنف، مع أهمية الإضاءة بشكل توعوي من خلال الاعلام على العقوبات المترتبة على ذلك، وعدم التطرق إلى الحياة الشخصية للأفراد، لافتة إلى ان ردات الفعل الجماعية تصنّف الصدمة الجماعية، وان اضطراب ما بعد الصدمة لا يلي كل صدمة، مع احتمال الإصابة بالإكتئاب بعد الصدمة او الإصابة بحالات القلق، مشيرة إلى ازدياد حالات الاكتئاب والأمراض النفسية مؤخرًا في لبنان وفقًا للإحصاءات نتيجة الأحداث التي مرت عليه، موضحة ان الذاكرة الجماعية تنتج عن الصدمة الجماعية التي تحاول ايجاد معنى لما حصل، مع عدم فهم الأسباب وصدور نتائج التحقيقات في تفجير المرفأ مثلًا، لتناقل الصدمة من جيل الى جيل للحماية والمساعدة على التكيف، والاستمرار في الدفاع عن الحقوق ولمعرفة الحقيقة، الأساسية في العلاج النفسي، والتحضر لما يمكن ان يحصل في المستقبل وايجاد معنى لاستمرار الحياة.

   وأوضحت عطوي أن حملات التضامن والتكاتف اثر الكوارث الجماعية تهدف لاستمداد القدرة على الاستمرار وتخطي الصدمة من المجموعة، لافتة إلى الشعور بالذنب لدى الناجين، وإلى تعرض النساء والرجال بنسب متساوية للاضرابات النفسية مع قدرة النساء على التعبير بشكل اكبر، داعية الجميع إلى طلب المساعدة النفسية عند الحاجة إليها سواء في العيادات الخاصة او مؤسسات الرعاية الصحية الأولية والجمعيات ضمن الإمكانيات المادية، متطرقة إلى الخط الساخن 1564 خط الحياة الذي يشكل الخط الوطني للدعم النفسي والوقاية من الانتحار التي تشغله جمعية EMBRACE بالتعاون مع البرنامج الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة المشغل 24/24 لأي شخص يعاني من ضائقة نفسية او افكار انتحارية، مع تزايد اعدادهم، لافتة إلى اطلاق الجمعية لأول عيادة نقالة للصحة النفسية، وان عنوان الحملة القادمة للجمعية سيتناول الاستمرارية في تقديم الخدمات النفسية كحق لكل فرد والتوعية على أهمية الصحة النفسية، موجّهة رسالة إلى الشباب اللبناني للتمسّك بما يُشعرهم بالأمان لإنجاز التقدّم والقدرة على العطاء.