
المصدر: السياسة
قاسم يفتح الصندوق الأسود: قدرات ح*ب الله وتفجيرات البيجر والعملاء
كشف الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في مقابلة أجرتها معه قناة “الميادين” بتاريخ 11 حزيران 2025، أنّ الحزب أنشأ لجنة تحقيق مركزية، إلى جانب لجان فرعية، للتحقيق في قضية البيجر واستشهاد السيدين القائدين، مؤكداً أن التحقيقات لا تزال جارية، وقد توصّلت إلى قواعد واضحة تشير إلى أن عملية الشراء التي اعتُقد أنها مموّهة كانت مكشوفة للإسرائيلي.
وأوضح قاسم أن المتفجرات التي زُرعت في أجهزة البيجر كانت من نوعية استثنائية لا تُكشف بالطرق الاعتيادية، وأن الإخوة المسؤولين لم يكونوا يعلمون أنّ سلسلة الشراء مُخترقة. “هناك تقصير أو قصور في وسائل الفحص… لكن لم نرصد خرقاً بشرياً نوعياً على مستوى القيادة”.
ووصف قاسم تفجيرات البيجر بأنها “ضربة كبيرة جداً”، مشيراً إلى أن آخر اجتماع شورى حضره الشهيد السيد حسن نصرالله كان ظهر يوم 18 أيلول، حيث كُلِّفت لجان التحقيق في تلك الجلسة التي اتسمت بالغضب الشديد.
وتحدث الأمين العام عن ثغرة في شبكة الاتصالات، مؤكداً أن التنصت الإسرائيلي كان واسع النطاق، واستمر على مدى 17 عاماً عبر طائرات استطلاع كانت تجمع البيانات بشكل منهجي عن التغيرات الميدانية.
وأضاف: “كل المعلومات تشير إلى أن القدرات الإسرائيلية التقنية باتت تشكل التحدي الأبرز، لكن رغم ذلك لم يثبت حتى الآن وجود خرق بشري نوعي داخل الصفوف القيادية للحزب”.
وعن الرد على الغارات التي استهدفت الضاحية الجنوبية مؤخرًا، قال قاسم إن “التنسيق الأميركي الإسرائيلي واضح، والمشروع الأميركي هو الضغط عبر الحرب لتحقيق مكاسب سياسية. لكن من يراهن على استسلامنا فهو واهم”.
وشدد على أنّ حزب الله يواجه خيارين فقط: “النصر أو الشهادة… لا مكان للاستسلام في قاموسنا”، مؤكدًا أن كل الخيارات مفتوحة عندما يُتخذ القرار بالمواجهة.
وأكد قاسم أن إعادة بناء القدرات مستمرة، قائلاً: “لن أتكلم عن الأعداد، لكننا نتعافى وجاهزون… كل مواقع القيادة كانت مملوءة وبدائلها حُددت فوراً”.
وفي ما يخص معركة “طوفان الأقصى”، قال قاسم: “في اليوم السابع من تشرين الأول، وصلت رسالة خاصة من الشهيد القائد محمد الضيف إلى الحزب عبر أحد الإخوة في لبنان، وقد حملت توقيعه شخصياً”، مضيفًا أن “القيادة في حماس، بعد شهرين، أبلغتنا أن المساندة التي قدّمها الحزب كانت كافية ومؤثرة”.
وأوضح أن حزب الله قرر خوض معركة إسناد وليس حرباً شاملة “لأن الدخول في حرب شاملة من دون استعداد مناسب كان سيؤدي إلى دمار شامل وتدخل أميركي أوسع”، مؤكدًا أن القرار اتُخذ بالإجماع في مجلس الشورى.
وفي معرض الحديث عن “وحدة الساحات”، أوضح قاسم أنها لم تكن تنظيمًا قائمًا بل رؤية استراتيجية تعززت بعد طوفان الأقصى نتيجة وحدة الأهداف.
ورداً على الشائعات حول التنسيق مع إيران، شدد قاسم على أن “القرار لبناني… هناك مشورة إيرانية نعم، لكن القرار والتنفيذ ضمن الهيكلية القيادية الخاصة بنا”.