المصدر: اللواء
لا بوادر حلحلة حكوميّة…
عاد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى بيروت امس، ولم يحمل لقاؤه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أي معلومات او تسريبات تفيد بقرب تحقيق إنفراج على صعيد تشكيل الحكومة، فيما أفاد مصدر في الإليزيه لـ «سكاي نيوز»: ان الرئيس الفرنسي لن يزور لبنان ما لم تتقدم الأمور في البلاد ويتم تشكيل حكومة، ما يعني لو صحّت هذه المعلومة ان لا تقدم في المبادرة الفرنسية ما لم يحسم اللبنانيون خلافاتهم الداخلية، وهو الامر الذي لم يتحقق في ظل المواقف الثابتة للرئيسين ميشال عون والحريري من التركيبة الحكومية، برغم الحديث مجدداً عن احتمال توسيع الحكومة إلى عشرين وزيراً بما يُرضي كل الاطراف وهو ما نفته اوساط تيار «المستقبل»، عدا عمّا يمكن ان يبرز من عقدُ جديدة، منها ما تردد عن عقدة شيعية بسبب عدم تسمية حزب الله للوزراء الذين سيمثلونه في الحكومة وعدم رضاه عن الاسماء التي طرحها الحريري في تركيبته.
وفي حين لم تصدر من القصر الجمهوري اي أصداء او معلومات عن لقاءات الحريري في باريس، قالت مصادره ان الرئيس عون ينتظر عودة الرئيس الحريري وهو منفتح على استقباله ليستمع إلى ما عنده من معطيات واجواء جديدة ليُبنى على الشيء مقتضاه.
وقد كتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر» قائلا: هل العشاء فتح الطريق للذهاب الى المريخ للتخلص من جليد الثلث المعطل؟.
ويبدو ان الامور ستبقى معلقة حتى يوم الاحد في14 شباط، ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، حيث يُرتقب ان يتوجه الرئيس الحريري بكلمة الى اللبنانيين للمناسبة، يضمنها موقفاً من الوضع الحكومي وقضايا اخرى ووصفت مصادر بيت الوسط كلمته بانها ستكون شاملة.
ولم ترشح اي معلومات عن فحوى ما دار في العشاء الذي ضم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس سعد الحريري امس الاول بالاليزيه.
وفيما التزم الطرفان بالتكتم التام حول ما تم التوصل اليه من مقاربات لأزمة تشكيل الحكومة الجديدة والمقترحات المطلوبة لحلها، ترددت معلومات في العاصمة الفرنسية بأن الرئيس ماكرون متمسك بمبادرته وحريص كل الحرص على توفير مقومات نجاحها برغم كل المعوقات والعراقيل التي تقف في طريق تنفيذها باعتبارها تشكل الوسيلة المناسبة لحل الأزمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان.
وكشفت النقاب بأن ماكرون ينتهج سياسة التحرك الهادىء بين كل الاطراف بعيدا عن الانفعالات والاستفزازات التي يمارسها البعض في سبيل ازالة الخلافات القائمة وتحقيق التفاهم بينهم على الحلول المطلوبة لهذه المشكلة.
وتوقعت ان يواصل تحركاته في هذا الخصوص شخصيا او عبر ايفاد احد ممثليه الى بيروت في سبيل تحقيق هذا الهدف. الا ان المصادر المذكورة، توقعت ان ينشط بتحركاته تجاه الأطراف اللبنانيين بعد انتهاء جولته على بعض دول الخليج العربي في غضون الايام القليلة المقبلة، بحيث تكون صورة تطورات الأوضاع والمواقف العربية والاقليمية قد تظهرت اكثر لمعرفة مدى الترابط القائم بين العراقيل المفتعلة لتشكيل الحكومة الجديدة ومصالح بعض الدول وتحديدا ايران وكيفية فصل بعضها لتسهيل عملية تشكيل الحكومة وتنفيذ المبادرة الفرنسية.