المصدر: صوت لبنان
الاعلامية ليا عادل معماري لصوت لبنان: الإعلام رسالة والتكريم صليبًا ومسؤولية
حلّت الاعلامية والباحثة، ليا عادل معماري، ضيفة ضمن برنامج “انترفيو” عبر صوت لبنان، وهي نائبة رئيس جمعية بيت الموجوعين وممثلتها امام الحكومة ، مديرة مكتب الشمال في تلفزيون تيلي لوميير -نورسات، ومسؤولة الاعلام ومنسقة العلاقات الكنسية والاعلامية في مجلس كنائس الشرق الاوسط ،استاذة مادة القانون في المعهد المهني الارثوذكسي العالي، الاعلامية في اذاعة صوت فان، ورئيسة لجنة الاعلام في الجمعية الثقافية الرومية ورئيسة لجنة الاعلام في المرشدية العامة للسجون المنبثقة عن مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك.
وقالت: “الاعلام بالنسبة لي ليس مهنة بل رسالة ووديعة حملتها بمسؤولية ومحبة، رغم ان اختصاصي الاساسي في القانون والعلوم السياسية والادارية والاعلام، فلقد نشأت في عائلة كنسية مؤمنة ما دفعني الى اختيار الاعلام المسيحي كمجال للحياة لا مجرد مهنة، وعلى امتداد 18 عاما من العمل حرصت على ان تكون للاعلام وظيفة انسانية تخدم العدالة الاجتماعية والكرامة البشرية، مشيرة الى محافظتها رغم تعدد مسؤولياتها على التوازن بين العطاء والاستمرارية، وان تظل صامدة في وجه التحديات والمحافظة على قيمها الانسانية والايمانية”.
ولفتت إلى أن رحلة التضحية لم تكن سهلة، إذ فقدت زوجها الدكتور ميشال معماري قبل خمسين يومًا، وهو الذي شكّل السند الحقيقي لمسيرتها. وأشارت إلى أنها قصّرت في واجباتها تجاه أبنائها، إذ كانت تتركهم في رعاية والدهم ووالدتها، وتسافر إلى مناطق النزاع والحروب لتغطية الأحداث ميدانيًا في العراق وسوريا.
وقالت: ” الكنيسة حمّلتني قضية والاعلام بالنسبة لي كان وما زال رسالة”.
.
واضافت: “لم أندم أبدًا بل أفتخر بالقاعدة الإنسانية التي بينتها والتنشئة المسيحية التي غرستها مع زوجي في اولادي”.
وكشفت عن رفضها فرص عمل مهمة ربما كانت لتجعل حياتها المادية اسهل، لكنها اختارت ان تظل وفية لما وصفته بـ”وديعة” الاعلام المسيحي الملتزم بقضايا الانسان قبل اي شيء اخر.
وقالت:” لم أوظف الاعلام لخدمة الانسان،كما أنني أسست جمعية “بيت الموجوعين”، التي انطلقت كمبادة صامتة ثم اصبحت كيانا مسجلا رسميا ونالت على “العلم والخبر” من الدولة اللبنانية، بفضل التعاون مع رئيسة الجمعية جوسلين كيزانا، والهدف من الجمعية احتضان الفقراء، المهمشين، المرضى، السجناء والمشردين”.
واضافت: “مركزنا في مجدليا في قضاء زغرتا يضم قاعات متعددة، يعمل على مبادرات متنوعة منها اعادة تدوير الالعاب التي يعود ريعها للمصابين بالسرطان، تنظيم جلسات تعليم مجانية لتلاميذ لا يمتلكون دعما، دورات تدريبية للسجينات على حِرف، مثل الكروشيه، دعم النساء المعنفات، المحاضرات حول المخدرات، والوجود الدائم في السجون لتقديم المساندة”، مشددة على ان الجمعية لا تميز بين طائفة او دين.
ورأت ان الاعلام الصادق يتطلب شجاعة في النزول الى الشارع وفي الاصغاء الى أنين الناس، قائلة:”ما فيني اطلع على منبر وانا عم بسمع وجع الناس في الشارع”، مبدية اسفها على غياب لغة الحوار والاصغاء التي تعتبرها من اهم ما يفتقده مجتمعنا الحديث.
كما حذّرت من الاستخدام العشوائي لوسائل التواصل الاجتماعي ووصفته بانه موضة العصر، التي تهدد بنشر الكراهية والتنمر بدل نشر الوعي والعلم والمعرفة، مؤكدة ان الاخلاق ولغة الاصغاء اساس نجاح الرسالة الاعلامية.
من جهة اخرى، لفتت معماري الى انه رغم كل التكريمات التي نالتها في فرنسا ولندن والتي وصلت الى إدراجها بين افضل 50 شخصية مؤثرة لعام 2024 الا انها تعتبر هذه الأوسمة صليبا لا ترفا، صليب الالم والقيامة والفرح تحمل عبره قضايا الانسانية الموجعة، واصعبها الهجرة والتهجير.
وقالت: اكثر ما يوجعني رؤية الشبيبة تهاجر والقم تنهار والكرامة الانسانية تضيع، اضافة الى ما رأيناه امس التفجير الارهابي في كنيسة مار الياس بدمشق اثناء القداس الالهي وما خلفه من شهداء ومفقودين واشلاء”.
مؤكدة ان الاستهداف للمؤمنين في بيوتهم الروحية هو جريمة تمس كرامة الانسان وتتعدى اي حسابات طائفية اوسياسية.
ودعت الى موقف وطني موحد والى تحمل الجهات المعنية مسؤولياتها لان الكنيسة تُبنى دوما رغم الهدم، لكم من يعيد بناء الانسان بعد ان يُهدم داخليا؟
وفي ختام حديثها شددت على ان عملها ليس موجّها نحو المناصب او الشهرة بل هو لخدمة الانسان، فطموحها هو الوصول الى مجتمع يحافظ على كرامة الانسان وبان يعيش اولادها في مستقبل آمن مليء بالقيم والمحبة.