المصدر: صوت لبنان
لينا تنّير لصوت لبنان: مقدمة الدستور تعطينا الوصفة لكيفية إدارة الدولة… ونيكول معوض: الكل بحاجة الى الايجابية للإستثمار والبقاء في لبنان
لفتت الخبيرة المالية والأستاذة المحاضرة في الجامعة الأميركية الدكتورة لينا تنّير في حديث ضمن برنامج “نحنا والاقتصاد” عبر صوت لبنان الى أن لبنان اليوم أمام فرصة للنهوض خصوصًا بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون، مشيرة الى أننا كنا من المتفائلين بلبنان وبطاقاته الكبيرة، فمن يعمل ويدير من اللبنانيين في الخارج ليس من الصعب عليه الإدارة في بلده.
وقالت: “نعمل اليوم على توطيد العقد الاجتماعي الذي انكسر في ظل غياب الدولة، من هنا نريد العمل على الاصلاحات التي لا تتم الاّ من خلال تقوية الدولة، فلا طائفة ولا حزب قادر على اعطاء الأمن والأمان للمواطن سوى الدولة، والاقتصاد لا يمكن أن ينفصل عن الدولة التي هي صاحبة الشرعية والتواصل مع الخارج لوضع لبنان على السكة الصحيحة”.
وأكدت أنّ ما الميّزة الهامة في لبنان تمكن بدستوره، مشيرة الى أننا دفعنا ثمنه دمًا، وهو يقول لنا كيف نعيش مع بعضنا البعض، واليوم لدينا فرصة استثنائية لتطبيقه، وعلينا أن نثبت ذلك كي نلتحق بالعالمية، فمقدمة الدستور تعطينا الوصفة لكيفية إدارة الدولة وما علينا الاّ تطبيقه.
وشددت على ضرورة اعتماد الجدارة والكفاءة بالعمل كي نصل الى قرار الصحيح، مؤكدة أن الدستور واضح وليكن هو الفيصل بيننا، ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام قال الدستور هو الفيصل ونحن معه بذلك.
وقالت: “علينا تطبيق الدستور أ،ولا ومن ثم بالممارسة نقوم بالتعديل فهو ليس منزلا، ونرى اليوم كيف تسير الامور في موضوع التشكيل الحكومي والعرقلات التي تضع امامه”.
وحيّت الاستاذة لينا تنّير جهود القاضي نواف سلام، مشيرة الى انه نادى “بالدستور”، وبأنه لن يتخطّى ما نص عليه والاّ سيكون عرضة للإنتقادات.
وأضافت: “ننتظر بأمل تشكيل الحكومة الجديدة فلبنان يستحق كل الخير”.
وقالت: “إن اعتمدنا معيار الجدار والكفاءة في التعيين، فلا يعود هناك من ضياع للوقت لإجراء التعديلات التي الدولة تحتاج اليها”.
وعن القطاع الخاص، قالت: ” عانى كثيرًا وتحمل الأعباء، إنّما في النهاية البلد لا يقوم على القطاع العام بل على القطاع الخاص، وأن الأوان للدولة للتقدم الدعم له”.
وأضافت: “كثيرون في القطاع العام لديهم الجدارة والخبرة ويجب أن يكونوا في الصدارة ،وعلينا أن نضع أيدينا مع بعضنا البعض كي نكبر ونستمر”.
وعن الاصلاحات المطلوبة من الوزراء الجدد، قالت: “يجب الإبتعاد عن المناكفات، والعمل ضمن فريق عمل، فالإصلاح لا يكون منفردًا، مضيفة: “على الوزراء وضع الخطط القريبة والبعيدة المدى من أجل النهوض السريع في تقديم الخدمات للمواطن ونهوض لبنان، واعتماد التكولوجيا والمعلوماتية لتسهيل العمل والابتعاد عن البيروقراطية”، مشددة على ضرورة بناء الثقة بين الدولة والمواطن فهذا أساس على الدولة وواجب، مؤكدة على ضرورة ارجاع ابنائنا من الخارج من أجل استفادة البلد من خبراتهم “.
من جهة أخرى، وعن التعليم من بعد اثناء الحرب، قالت: “الطلاب عانوا كثيرا اثناء الحرب جراء أصوات الغارات وخسارة الأحباء”، مشيرة الى أن الجامعة الأميركية احتضنت الطلاب والأساتذة ، وكانت العودة الى التعليم من بعد، وبث روح الأمل، فالجامعة الأميركية منارة في التعليم، وهي دفعت دمًا اثناء الحرب اللبنانية، لافتة الى أن صمودها دفع بالطلاب للصمود والتواصل مع العالم.
وعن تطوير المناهج التعليمية، أوضحت أن نظام التعليم الخاص يضاهي المناهج الأجنبية، إنّما علينا تطبيق الشراكة بين القطاعين الخاص والعام من أجل تطوير الأنظمة والأبحاث، معتبرة أن العالم يتجه صوب الذكاء الاصطناعي، والاقتصاد اللبناني مرن ومبادر، لذا التطور والذكاء الاصطناعي من مصلحتنا، مشددة على ضرورة بناء الدولة والاعتماد على الجدارة والكفاءة في التوظيف.
وختمت حديثها بالقول: “ننتظر تشكيل الحكومة الجديدة وفق معيار الجدارة والكفاءة لتقوم بتنفيذ الاطلاحات وبناء الدولة والمؤسسات، والنظر في قانون الانتخابات النيابية، ومشددة على ضرورة اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية من أجل تحريك عجلة الدولة، كما وتطبيق اللامركزية الادارية، ومكررة كلامها بأن الدستور يقول لنا “الوصفة” لإدارة البلد.
بدورها، قالت رائدة الأعمال نيكول معوض ضمن البرنامج عينه:” اللبنانيون يعانون منذ العام 2011 ولغاية اليوم ،الاّ انهم صادمون ويؤمنون بلبنان ويستثمرون فيه، ففي عز الأزمة والحرب قررت الاستثمار في لبنان بالرغم من التحديات التي واجهتها كغياب القطاع المصرفي الأساسي في التمويل، وهجرة الأدمغة التي أثّرت على عملي”.
وأضافت:”هي “أعجوبة” أننا وصلنا الى هنا بالرغم من كل الظروف التي مررنا بها، ومن قلب التحديات خلقنا الفرص التي سمحت لنا بالبقاء والاستمرار في العمل”.
وعن الأزمات المتتالية، قالت: ” القطاع الخاص يلعب دورًا كبيرًا في لبنان، خصوصًا في الاقتصاد الذي ركيزته الدولة لجلب الاستثمارات الخارجية”.
وعن دخول الذكاء الاصطناعي الى مختلف المجالات خصوصًا التعليم، لفتت الى أن “مشكلتنا سببها غياب التمويل والاستثمار من أجل التطوير والتطور ومن أجل الحصول على المعدات التي تستعمل في التعليم”، مشددة على أننا نريد التطور وبالوقت نفسه الوقوف الى جانب الأهل والأساتذة.
وقالت: “بداية الأمل لنا كان مع انتخاب الرئيس جوزاف عون فالكل يريد اليوم الاستثمار في لبنان، والكل بحاجة الى الايجابية للإستثمار والبقاء في لبنان.
وختمت حديثها بالقول: ” فخورة بأنني لبنانية وبأني بقيت في لبنان ولم أهاجر”، معتبرة أنّ سر نجاح البلد ارتكازه على نجاح أبنائه، الذين صمدوا وتغلبوا على الأزمات وعرفوا كيف يخططون للمستقبل.