خاص
play icon
play icon pause icon
المطران مارون ناصر الجميل
الأحد ٩ شباط ٢٠٢٥ - 14:04

المصدر: صوت لبنان

مارون ناصر الجميل لصوت لبنان: الكنيسة المارونية “سفارة” اللبناني في بلاد الاغتراب

لفت الزائر الرسولي على موارنة اوروبا المطران مارون ناصر الجميّل في حديث الى برنامج”حكاية الانتشار”عبر صوت لبنان الى تأسيس القديس”مار مارون” نهج رهباني نسكي سميّ بـ”اهل العراء”بالقرب من مدينة “حلب” السورية، حيث عاش وتلميذه (وهو من الشخصيات المشرقة المؤثرة في منطقة انطاكيا كمثل ما انطونيوس الكبير في صحراء سيناء) وقد ترك بصمة مهمة جدا في بناء كنيسة تكنّت باسمه وذلك نتيجة لقربه الشديد من الله فكان مثالا لابناء الكنيسة المارونية كافة التي حافظت على مدى 1500 عام على الايمان المسيحي الموروث من الرسل والاباء الروحيين، رابطا ما بين تاريخ وجغرافيا جبل لبنان التي حمتّ بشكل او باخر الليتورجيا المارونية من الاندثار، موضحا حملها الرموز الاولى للديانة المسيحية، واصفا مار مارون بـ”خليفة شهودها وشهدائها” ومؤسس الحياة الرهبانية ابان سقوط الامبراطورية الرومانية.

الجميل كشف النقاب عن بداية الهجرة المارونية المنظمة الى مدينة”مارسيليا”الفرنسية في مطلع القرن التاسع عشر على يد الشيخ مرعي الدحداح (وقد كان كاتب لدى الامير بشير الكبير من بلدة عرمون – الكفور)، حيث استقر وعائلته وبقي محافظ على زّيه اللبناني التقليدي، مساعدا الكاتب لامارتين عام 1831على تنظيم رحلته الى لبنان، مراسلا البطريرك يوسف حبيش انذاك الذي عين الاب بولس مسعد دليلا له. الى ان، تلاه الكونت”رشيد دحداح” الذي انتقل الى مدينة باريس، حيث تعرف على امير تونسي الذي عيّنه مستشارا اعلاميا له، غير انه ما لبث ان عاد الى فرنسا بعيد كسبه مبلغا كبيرا من المال واشترى قصرا ضخما، اضافة الى بلدة”دينار”الواقعة على جبل النورماندي مشيدا كنيسة يؤمها البحارة العاملين لديه مستحصلا من بابا روما على لقب “الكونت البابوي” ومؤسسا اول صحيفة عربية تدعى”برجيس باريس”وكان صديقا للامبراطور نابوليون الثالث الذي ارسل بدفع منه عدد لا بأس من جنوده للفصل ما بين المسيحيين والدروز ابان حرب الجبل.

وربطا، لفت الجميل الى حب المغترب اللبناني الشديد الى وطنه الام، حاملا تقاليده وعاداته وهويته اينما وجد(بما فيها من اسرار مشرقية مميزة) مشيرا الى تأسيس اول مدرسة مارونية في روما في القرن الـ16 والتي كانت جسر وصل ما بين الشرق والغرب، واصفا مدينة “مارسيليا” الفرنسية بأكبر تجمع لابناء المشرق العربي في القارة الاوروبية. وفي اواخر القرن الـ19 سجلت اولى الهجرات المارونية المنظمة الى فرنسا، حيث طالب المطران الياس الحويك بانشاء مدرسة وكنيسة امّها انذاك 100 ماروني في العام 1893 وفي العام 1914 اقيمت القداديس الدورية في كنيسة”سيدة لبنان” – باريس.

الجميل روى تفاصيل توليه منصب مطران باريس في العام 2012، ابرشية ورعايا مارونية بهدف تنظيم الوجود المسيحي الناطق باللغة العربية، واصفا الكنيسة هناك بالعائلة الكبيرة الجامعة الـ16 مجلس رعوي يتوزعون على المانيا، ايطاليا، الدنمارك، بلجيكا، سويسرا، انكلترا، اسبانيا…)موضحا صعوبة ايجاد كهنة يتأقلمون سريعا مع نمط الحياة والثقافة القانونية والمدنية والعادات الاوروبية.وختاما، القى الجميل الضوء على سرعة استيعاب الشباب اللبناني المغترب لمتطلبات العيش الاوروبية في ظل وجود “الخيرين”، سيما الفرنسيين منهم، ما يسهّل عملية الاندماج والتواصل الحضاري، مؤكدا لعب الكنيسة دور”السفارة”في دول الاغتراب الاوروبي للبنانيين كافة ما يشكل فرصة لتبادل القيم الانسانية والكنوز المشرقية والتطور التكنولوجي والعلمي، مسجلا ما يقارب الـ200 الف ماروني مرتبطون ذهنيا وعاطفيا وماديا بوطنهم الام، ما يستوجب على الدولة لعب دور حاسم وتغيير الية تعاطيها للمحافظة على الخصوصية والفرادة اللبنانية”.