المصدر: سكاي نيوز عربية
هدنة لبنان تعيد غزة إلى صدارة المشهد.. هل تقترب التهدئة؟
بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ، باتت الأنظار تتجه نحو غزة، حيث أبدت حركة حماس استعدادها للتوصل إلى هدنة تشمل صفقة لتبادل الأسرى، بشرط التزام إسرائيل.
هذه التصريحات تزامنت مع حراك دولي تقوده إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بهدف التهدئة في غزة، مما يثير تساؤلات حول إمكانية نجاح جهود الوساطة في ظل التعقيدات الميدانية والسياسية.
رادار ناقش آفاق هذه التطورات مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، الدكتور حسام الدجني، والمحاضر في أكاديمية الجليل الغربي الدكتور موشيه إلعاد، والباحث في السياسة الخارجية، جوردان شاكتيل.
غزة بين مبادرات التهدئة وخيارات التصعيد
النقاش بدأ بالسؤال عن أسباب انفتاح حماس غير المسبوق على التهدئة، رغم استمرار العمليات العسكرية، حيث أرجع الدجني هذا التوجه إلى قراءة حماس للمشهد الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى أن نجاح اتفاق لبنان دفع الحركة إلى التفكير بمرونة أكبر.
وأكد أن المطالب الفلسطينية تركز على رفع الحصار وإعادة الإعمار، معتبرًا أن التفاوض لا يعني التنازل عن الثوابت، بل محاولة لإنهاء الإبادة الجماعية التي يواجهها القطاع.
إسرائيل والموقف من الهدنة
من جانبه، رأى موشيه إلعاد أن إسرائيل قد تكون مستعدة للتفاوض مع حماس، ولكن بشروط واضحة، منها الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
وأشار إلى أن الضغوط الداخلية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تدفع نحو إنهاء الأزمة، لكنه شدد على أن إسرائيل لن تقبل بأي صيغة تمنح حماس دورًا مستقبليًا في حكم غزة.
الدور الأميركي.. فرصة أخيرة لإدارة بايدن
انتقل النقاش إلى جوردن شاكتل، الذي تحدث عن الدافع وراء تكثيف إدارة بايدن جهودها للتوصل إلى هدنة في غزة. وأشار إلى أن الإدارة تسعى لاستثمار ما تبقى لها من وقت قبل تسليم السلطة لدونالد ترامب، الذي يُتوقع أن يتبنى مقاربة أكثر صرامة تجاه حماس.
وأكد شاكتيل أن بايدن يحاول استغلال الزخم الناتج عن نجاح هدنة لبنان لإحراز تقدم مماثل في غزة، لكنه أشار إلى أن إسرائيل قد تتردد في تقديم تنازلات قبل تغيير الإدارة في واشنطن.
قيادة حماس بين الداخل والخارج
تطرق النقاش إلى الانقسامات داخل قيادة حماس، إذ أكد الدجني أن الحركة تعمل بمؤسسة تنظيمية موحدة، نافياً تأثير الخلافات الداخلية على قرارها.
وأوضح أن قيادة الداخل، التي تعاني من وطأة الحرب، هي الأكثر حماسة للتوصل إلى هدنة، لكن ليس بأي ثمن.
في المقابل، رأى إلعاد أن الانقسامات داخل حماس قد تعرقل أي تقدم نحو التهدئة، مشيرًا إلى أن قيادات الخارج، مثل خالد مشعل، تفتقر إلى الصلاحيات الميدانية، مما يزيد من تعقيد المفاوضات.
اليوم التالي للحرب
وحول استعداد إسرائيل وحماس لمرحلة ما بعد الحرب، أشار إلعاد إلى أن إسرائيل بحاجة إلى شريك فلسطيني بديل لحماس لإدارة غزة، مقترحًا تشكيل ائتلاف يضم شخصيات فلسطينية معتدلة.
في المقابل، أكد الدجني أن استبعاد حماس من المعادلة السياسية يُعد قفزة في الهواء، مشيرًا إلى أن الانتخابات الفلسطينية المقبلة ستحدد الدور الذي ستلعبه الحركة، سواء كفصيل أول أو ثاني.
الموقف الدولي والإقليمي
من جهته، أشار جوردن شاكتيل إلى أن إدارة ترامب القادمة ستدعم إسرائيل بقوة، مشددًا على أن واشنطن لن تقبل بأي صيغة تُبقي حماس في السلطة.
وأضاف أن هناك ديناميكية جديدة تتشكل في المنطقة، مع تراجع الدعم لحماس من بعض الدول الإقليمية، مما قد يعيد تشكيل ميزان القوى.
التحديات والمآلات
وحول إمكانية تحقيق تهدئة مستدامة في غزة، في ظل استمرار الاستقطاب السياسي والميداني. أكد الضيوف أن الحل يعتمد على توازن المصالح بين الأطراف المختلفة، مشيرين إلى أن التهدئة تتطلب جهودًا دولية وإقليمية مكثفة لتحقيق الاستقرار.