محلية
السبت ٢٥ كانون الثاني ٢٠٢٥ - 20:05

المصدر: النهار

هل من تباينات بين التكتلات والأحزاب اللبنانية حول توزيع الحقائب؟

لا تزال “الطحشة” على التوزير سارية حتى الرمق الأخير، على الرغم من أن الرئيس المكلف نواف سلام بدأ يضع اللمسات الأخيرة على تشكيلته، وإن كان هناك بعض الإشكاليات، إلا أن الأمور لن يطول أمدها كما كان يحصل في السابق، وبالتالي ضمن الفريق الواحد أو الكتلة الواحدة والحزب والتيار وسواهم، فالجميع يريد أن يكون وزيراً ويرى أن إمكانياته واختصاصه تدفعه لتولي أي حقيبة وزارية وفق اختصاصه.

وعلى هذه الخلفية تبرز تباينات بين بعض الذين يرون أنفسهم أنهم أحق من غيرهم، ولا سيما أنه ليس هناك من تمثيل للنواب في حكومة العهد الأولى، أي إنها خالية الدسم النيابي، وكذلك من الوزراء السابقين، ما يعني أنهم يرون الفرصة متاحة أمامهم للمشاركة في الحكومة، وذلك يعود إلى رئيس كتلتهم وزعيمهم ومرجعياتهم السياسية، وبالتالي بدأت تظهر بوادر الخلافات من هؤلاء، فيما ثمة معلومات عن أن بعض الزعماء ورؤساء الكتل يقولون لمحازبيهم ستكونون على لوائحنا الانتخابية، وللبعض الآخر سنوزركم في حكومة ما بعد الانتخابات النيابية وسوى ذلك من الوعود، وقد تكون للتخدير ليس إلا.

رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون، يقر بأنه “زعلان وغير راضٍ على الإطلاق”، إذ يقول: “صحيح أنا في كتلة الجمهورية القوية، لكنني رئيس حزب الوطنيين الأحرار، ونحن من كنا نوزّر المسيحي والشيعي والسني والدرزي، فلماذا تجاهلنا ولماذا لم يستشرنا الرئيس المكلف؟ من هذا المنطلق، يجب أن يكون لنا تمثيل في هذه الحكومة من الوطنيين الأحرار، فلدينا أشخاص يحملون الشهادات العليا والكفاءات في كل الاختصاصات، فما يجري اليوم هو إرضاء للثنائي الشيعي، وباعتقادي لا ينبغي أن نعيّن شرطي سير من الثنائي في العهد الجديد والحكومة، بعد إخفاقاتهم وارتكاباتهم وخصوصاً في وزارة المال، وما أوصلونا إليه، فثمة في الطائفة الشيعية الكريمة من هم جديرون بأن يصلوا إلى أعلى المراكز، أو أن يكونوا وزراء، وبصراحة لن أقبل بكل ما يحصل من خلال عملية التأليف، ولا أقول إنني على خلاف مع الكتلة، لكني عبرت عن موقفي بكل وضوح، وسنراقب أداء رئيس الحكومة وعندها يبنى على الشيء مقتضاه”.

بدوره عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب وليد البعريني قال لـ”النهار”: “ليس هناك أي خلافات على الإطلاق داخل تكتل الاعتدال الوطني. أما بالنسبة لموضوع وزارة الداخلية وكل ما أثير حولها، فإننا نؤكد أن ذلك يعود للتقاطع المشترك بين سائر القوى السنية على مستوى لبنان، وهذه مسألة واضحة ومحسومة بالنسبة إلينا، أما ما نطالب به كتكتل فهو إحدى وزارات الداخلية أو الزراعة أو الأشغال أو الشؤون الاجتماعية، لكننا من الأساس كنا من سعى إلى انتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم التكليف، وهمنا الوطن أولاً ومصلحة أبناء عكار والشمال وكل اللبنانيين، وليس هناك أي خلافات داخل التكتل، بل نعمل من أجل خلاص البلد من أزماته وكبواته، لكن بالنسبة للخلاف وما يثار في هذا الصدد، نعمل لتسهيل مهمة الرئيس المكلف، وأعود وأؤكد أن الأهم بالنسبة إلى موضوع وزارة الداخلية أن يكون ثمة تقاطع سني مشترك على مستوى كل لبنان.

ويبقى أخيراً، من خلال المعلومات المستقاة من أكثر من جهة، ومن هذا التكتل وذاك، أو هذا الحزب وسواه، هناك زعل من بعض المحازبين والمقربين من التكتلات، بمعنى أنهم يعتبرون أن لهم الحق بدخول الحكومة العتيدة، وهو ما تجري معالجته، فيما الواضح أن رؤساء الكتل والأحزاب والزعامات أرسلوا أكثر من اسم، لا بل إن منهم من أرسل خمسة أسماء وأكثر لينتقي منهم الرئيس المكلف ما يراه مناسباً، مع التوصية والتشدد على بعض الأسماء بأنها ثابتة.