المصدر: النهار
وزير خارجيّة مصر في لبنان: أزمة إنهاء الشغور يجب ألا تكون مشروطة بوقف النار
وصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي قبل ظهر اليوم إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، على متن طائرة مصرية تنقل مساعدات ومستلزمات إغاثية وطبية. كان في استقباله وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين وسفير مصر علاء موسى ومدير المراسم في وزارة الخارجية أسامة خشاب.
وأوضح الوزير عبد العاطي أنه أتى بتوجيه من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “لنقل رسالة تضامن ودعم كامل من القيادة والحكومة المصرية والشعب المصري الى شعب لبنان الشقيق والحكومة المصرية في هذا الظرف العصيب“.
وإذ أكد أن “مصر لن تألو جهدا في العمل على الوقف الفوري للعدوان الغاشم بأسرع وقت حفاظاً على مقدرات الشعب اللبناني”، شدد على أن “مصر تقف الى جانب لبنان وتقدم له كل أشكال الدعم الممكنة لمساعدة الشعب الشقيق في المحنة التي يواجهها“.
أضاف: “أتيت برسالة وبتوجيهات من الرئيس السيسي وهذه هي الشحنة الرابعة في إطار الجسر الجوي الذي تقيمه السلطات والحكومة المصرية لدعم الشعب اللبناني. هذه الشحنة ليست منحة من مصر بل واجب ومسؤولية تجاه أشقائها في لبنان وستستمر بسيعها المخلص والدؤوب لوقف هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم والتوصل لوقف فوري لإطلاق النار وأيضاً تقديم كل أشكال الدعم الذي سيستمر بتوجيهات من الرئيس السيسي ولن نتوقف عن هذا الجهد الصادق ولدينا اتصالات مع كل الأطراف الدولية والاقليمية واتصالات يومية مع الولايات المتحدة الأميركية ومع الجانب الفرنسي والاتحاد الأوروبي والاشقاء في المنطقة العربية والهدف واحد الاسراع في وقف العدوان الغاشم ولا يمكن السماح باستمرار العدوان تحت أي ذريعة او مبرر أو حجة”.
وأعلن انه سيعقد لقاءات مع رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون ووليد جنبلاط، وقال: “الهدف الأساسي كما ذكرت نقل رسالة دعم من القيادة المصرية والشعب المصري، ونؤكد الجهود والحرص المصري على وقف هذا العدوان بالاضافة للاستماع الى رؤية كبار القادة السياسيين حول مجريات هذه الأمور وتكثيف الضغوط التي تمارسها مصر بالتعاون مع الاشقاء العرب والدول الإسلامية واصدقائها في العالم الغربي وأيضاً في الصين وروسيا الاتحادية والبرازيل والهند وكل محصلة هذه الجهود سوف تنصب في إطار هدف واحد هو وقف هذا العدوان وأعمال القتل الممنهجة التي تتم وسط صمت مخجل من المجتمع الدولي وعجز وشلل من جانب مجلس الأمن وكل آليات الأمم المتحدة”.
وأكد “وجود افكار مطروحة يتعين ان تنصب في إطار هدف واحد هو وقف العدوان وهناك أيضا قضية الشغور الرئاسي وهي قضية مهمة ودعم مؤسسات الدولة وتمكين هذه المؤسسات بما فيها مؤسسة الرئاسة ومؤسسة الجيش الوطني وهي مسائل مهمة جدا و نرفض تماما ان يكون انتخاب الرئيس شرطًا من شروط وقف إطلاق النار فهذه مسألة وتلك مسألة اخرى، و يتعين ان يسيرا بشكل متواز و ان يكون للبنان رئيسا للجمهورية في هذه الظروف الصعبة وفي هذه المحنة امر مهم جدا لكن نرفض الاملاءات واي ضغوط خارجية في هذا الملف ونكرر رفضنا لأن يكون هذا شرطا لوقف إطلاق النار وهذه مواقف واضحة لمصر ونؤكد مره أخرى على الملكية الوطنية اللبنانية لهذا الملف “.
ورأى ان “القمة العربية الاخيرة كانت هامة للغاية وفي توقيت هام ونتج عنها مخرجات هامة وهناك آلية للمتابعة وهناك آلية وزارية سداسية من دول عربية واسلامية من بينها مصر طبعا وهذه اللجنة منوط بها تكثيف اتصالاتها مع المجتمع الدولي”. وقال:” اذا كان هناك تخاذل دولي فهذا لا يمنعنا من مواصلة الضغط ولا يوجد سوى مسار واحد حتى نصل الى وقف إطلاق النار وهو بطبيعة الحال الضغط على الجانب الإسرائيلي وتكثيف هذه الضغوط واستمرار تواصلنا مع الولايات المتحدة الأميركية ومع الجانب الأوروبي و الغربي وكل الأطراف الدولية لاستمرار الضغط على حكومة رئيس الحكومة الإسرائيلية لوقف هذا العدوان في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان“.
ختم:” ان الاتصالات مستمرة مع الإدارة الأميركية الحالية ونتطلع الى التعاون مع الإدارة الأميركية الجديدة وسيكون على رأس هذه الملفات وقف العدوان الإسرائيلي ويجب الا يستمر هذا العدوان حتى العشرين من كانون الثاني المقبل موعد تسلم الرئيس ترامب ويجب عدم ترك هذه الفترة للطرف الإسرائيلي لمواصلة عدوانه، وبالتالي ينبغي تكثيف الجهود في هذه الفترة من كل الدول العربية وكل الدول المتشابهة بالفكر التي تتوافق معنا حول هذا الهدف وصولا لوقف إطلاق النار بخاصة في هذه الفترة حتى لا يكون هناك مجال لتوسيع رقعة العدوان وجر المنطقة إلى حرب شاملة لا تخدم مصالح اي طرف“.
من جهته رحب الوزير ياسين بالوزير المصري وشكر للحكومة المصرية والشعب والدولة على رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ” الدعم الذي نتلقاه والعلاقة التاريخية والعريقة بين بلدينا”، وقال :”مصر هي الدولة التي يلجأ اليها لبنان عندما يمر بالمحن والازمات وهي مع لبنان بشكل صادق ومخلص كما اليوم سواء من ناحية الشكر السياسي والديبلوماسي لا سيما في ما يتعلق بضرورة وقف العدوان اليوم قبل الغد وهذا هو المدخل الصحيح لكل شيء آخر وكل شيء سيليه، ويجب وقف إطلاق النار بسرعة وما تقوم به مصر والدول العربية والصديقة هو ان نذهب بهذا الاتجاه”.
وختم شاكرًا لمصر “العمل الاغاثي الذي تقدمه وخصوصّا أننا بأمس الحاجة الى هذه الأمور الاغاثية”.
لقاء ميقاتي
والتقى عبد العاطي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وقال عبد العاطي بعد اجتماعه:” تشرفت بمقابلة دولة الرئيس نجيب ميقاتي، وكان اللقاء يعكس العلاقة القوية بين البلدين والقيادتين والشعبين الشقيقين. ونقلت لدولة الرئيس رسالة تضامن من مصر، قيادة وحكومة وشعبا، واستمرار كافة اشكال الدعم الى لبنان الشقيق في هذا الوضع الصعب وهذه الظروف الحالية”.
أضاف: “أكدت لدولة الرئيس ان مصر لن تتوقف عن كل الجهد المخلص لوقف العدوان الاسرائيلي والتوصل الى وقف فوري لاطلاق النار. كما اكدت اولوية قضية وقف اطلاق النار ووقف العدوان الاسرائيلي واهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة اللبنانية وتمكينها والحفاظ عليها وفي مقدمتها بطبيعة الحال مؤسسة الرئاسة اللبنانية واهمية اختيار رئيس توافقي للبنان، يحظى بتوافق كل الطوائف اللبنانية، وكافة فئات الشعب اللبناني الشقيق”.
وتابع:”تحدثنا ايضا عن أن إنهاء الشغور الرئاسي لا يجب ولا يمكن القبول بأن يكون شرطا من شروط وقف اطلاق النار وانما لا بد ان يكون بملكية وطنية لبنانية. نحن نعوّل بطبيعة الحال على دولة الرئيس ميقاتي وعلى قيادته وحكمته جنبا الى جنب مع رئيس مجلس النواب السيد نبيه بري في قيادة لبنان في هذا الوقت المضطرب نحو شاطئ الامان حتى نوقف هذا العدوان الاسرائيلي ويتم انتخاب رئيس لبناني توافقي ضمن ملكية لبنانية وطنية”.
وقال: “أكدت لدولة الرئيس الرفض الكامل لاي املاءات خارجية. ولا تملك اي دولة او جهة خارجية ان تملي على اللبنانيين من يكون رئيسهم المقبل”.
أضاف: “استمعت الى شرح مطول من دولة الرئيس ميقاتي حول تطورات الاوضاع وكيفية الخروج منها اضافة الى طلبات الحكومة اللبنانية واحتياجاتها من المواد الغذائية والايوائية والصحية والطبية. هناك جسر جوي ممتد من القاهرة الى بيروت، وهو مستمر وقد اتيت اليوم ومعي شحنة من الدعم والمساعدات وهذه ليست هبة من مصر الى لبنان، بل هي مسؤولية ملقاة على عاتق مصر باعتبار انها الشقيقة الكبرى ولن نتوقف عن تقديم هذا الدعم. وهذا الجسر ممتد للتخفيف من اعباء هذا العدوان والنزوح القسري الداخلي الذي يعد جريمة مكتملة الاركان”. واكد ان مصر”لن نتوانى عن دعم لبنان ولا يمكن اقصاء اي طائفة او فئة، فلبنان لكل الشعب اللبناني ، ونحن مستمرون في تواصلنا مع الجانب الاميركي ومع الاوروبيين واشقائنا العرب وكل الاطراف الدولية بما فيها الصين وروسيا وغيرها حتى يكون هناك وقف فوري لاطلاق النار”.
لقاء بري
والتقى في عين التينة برئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أوضح بعد اللقاء أنه “نقل الى الرئيس بري رسالة دعم كامل من الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن الدولة المصرية والاستمرار في تقديم كل الدعم للبنان حتى يتجاوز محنته“.
وقال: “اكدت للرئيس بري ان الاولولية في كل التحركات المصرية هي مسالة وفق النار من دون اي شروط. ندين العدوان ونواصل اتصالاتنا لوقفه .تحدثنا عن المسائل المرتبطة بالنزوح والاستقرار الداخلي. ونحن نثمن حكمة الرئيس بري كسياسي لبناني مخضرم، ونؤكد ضرورة استكمال مؤسسات الدولة وخصوصاً الرئاسة وبالتالي إنهاء الشغور فيها، واستمعت الى رؤية الرئيس بري واكدنا ضرورة ان يكون هناك انتخاب في اطار لبناني صرف دون املاءات خارجية، انتخاب رئيس توافقي بمشاركة الجميع. ونحن نقدر اهمية وجود الرئيس في هذا الوضع، وانهاء ازمة انهاء الشغور يجب الا تكون مشروطة بوقف النار”.
ونوه بـ”دور الجيش في احداث تماسك في الدولة”، وقال: “لقد زرت العماد جوزاف عون وأكدنا له دعمنا للجيش“.
أضاف: “تحدثنا عن ضرورة تنفيذ القرار 1701 وقد أكد لنا الرئيس بري وقائد الجيش استعداد الدولة لتنفيذه و استعداد الجيش للانتشار الفوري لتحقيقه“.
لقاء جنبلاط
استقبل الرئيس وليد جنبلاط في كليمنصو، وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي، يرافقه السفير المصري في لبنان علاء موسى، بحضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، النائبين مروان حمادة ووائل أبو فاعور، ونائب رئيس “التقدمي” زاهر رعد. وكان خلال اللقاء عرضٌ لمختلف المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة.