منوعات
الأربعاء ١٦ حزيران ٢٠٢١ - 09:06

المصدر: الحرة

أسماك تختنق بالبلاستيك…أكبر كارثة بيئية في تاريخ سريلانكا

لا تزال سريلانكا تكافح للحفاظ على الحياة البحرية في سواحلها على خلفية الانسكاب البلاستيكي غير المسبوق الناجم عن احتراق سفينة حاويات سنغافورية نهاية الشهر الماضي.

وفي حادثة وصفت على أنها أسوأ كارثة بيئية في تاريخ سريلانكا، تنجرف الأسماك النافقة نحو الشواطئ وخياشيمها مليئة بالحبيبات البلاستيكية على ما أفادت صحيفة “واشنطن بوست”.

ومع ذلك، تبدو المياه أكثر هدوءا الآن بعد غرق السفينة المعروفة باسم “إكس برس بيرل” التي بدأت تحترق 20 مايو الماضي قبالة سواحل سيرلانكا في المحيط الهندي.

وتظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطت يوم 22 مايو، النار والدخان يتصاعد من سطح السفينة دون معرفة السبب الحقيقي وراء الحريق حتى الآن.

وكانت السفينة البالغ ارتفاعها 610 أقدام تحمل مادة حمض النيتريك – وهو مركب يستخدم في صناعة الأسمدة والبلاستيك – تسرب في الفترة التي سبقت تصاعد النار” وفقا للشركة المالكة.

في 2 يونيو، بدأت السفينة بالغرق بشكل كامل، لتستقر نهاية المطاف في قاع المحيط على بعمق 68 قدما. وبعد 25 يوما من بدء الحريق، لا تزال السفينة في البحر، ما أثار مخاوف بين دعاة حماية البيئة بشأن احتمال تسرب النفط والمواد الكيميائية الخطرة الأخرى إلى المحيط.

يقول الخبراء إن الآثار الكارثية للحادثة بدأت في الظهور، حيث كانت تحتوي السفينة على مواد كيميائية سامة ومواد ضارة أخرى يمكن أن تدمر الحياة البحرية في سريلانكا، فضلا عن مجتمعات الصيد فيها.

وكان على متن السفينة ما يقرب من 1500 حاوية، تحتوي العشرات منها على بضائع خطرة، بما في ذلك حمض النيتريك وميثوكسيد الصوديوم والميثانول. 

وبالإضافة إلى المواد الكيميائية القابلة للتفاعل مع الماء بسهولة، تشكل الكريات البلاستيكية الصغيرة الناجمة عن الاحتراق خطرا على الحياة البحرية.

قال رئيس الحركة الوطنية للتضامن مع مصايد الأسماك في سريلانكا، هيرمان كومارا، إن الكارثة ستلحق الضرر بكل من الحياة البحرية والأشخاص الذين يعتمدون عليها، حيث منعت الحكومة الصيادين من الذهاب إلى البحر.

وأضاف أن “المنطقة التي احترقت فيها السفينة وغرقت فيها هي منطقة غنية جدا بالأسماك”، مشيرا إلى أن ذلك يمثل تهديدا كبيرا على دخل الصيادين.

وعلى الرغم من أنها ليست سامة في حد ذاتها، إلا أن الكريات البلاستيكية، المعروفة باسم “nurdles”، يمكن أن تخنق الكائنات البحرية الصغيرة وتتسبب في موتها عندما تتناثر على الشواطئ الرملية. كما يمكن أن تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض، ما يؤثر على حضانة بيض السلاحف.

وشوهد عدد من الكائنات البحرية نافقة قبالة السواحل في وقت يعمل فيه سريلانكيون على تنظيف تلك السواحل من بقايا المخلفات الناجمة عن احتراق السفينة وهم يرتدون سترات واقية خاصة.

المنسقة في منظمة حماية اللؤلؤة، وهي منظمة تطوعية ملتزمة بحماية الحياة البحرية في سريلانكا، موديثا كاتواوالا، قالت إن ما حدث قريبة من أن يكون كارثة.

ولفتت أن المشكلة في الأسابيع المقبلة ستكون إقليمية ولا تتعلق بسريلانكا فقط.

من جانبها، قالت الأستاذة في معهد المحيط بجامعة أستراليا الغربية، شاريثا باتيراتشي، “إن الحدث الأكثر استمرارا والأوسع انتشارا في المنطقة هو بالتأكيد البلاستيك الذي سيبقى في المحيط للأبد”.

وأضافت باتيراتشي أن الحادثة ربما كانت أسوأ تسرب في تاريخ سريلانكا، مشيرة إلى أن الانتشار البلاستيكي قد يصل لدول أخرى مثل اندونيسيا والهند والمالديف خلال وقت لاحق.