دولية
الخميس ١٥ نيسان ٢٠٢١ - 09:52

المصدر: صوت لبنان

أطباء بلا حدود: السكان في الموزمبيق يحتمون في الغابات هربًا من الموت

تدير منظمة أطباء بلا حدود مشروعًا طبيًا في مونتيبويز منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020. وفي السنة الأخيرة، ارتفع عدد الأشخاص الّذين أجبرتهم الأزمة على الفرار على نحوٍ هائلٍ. فبلغ عدد الأشخاص الّذين يسكنون في المخيمات أو بين المجتمعات المضيفة حاليًا نحو 50 ألف شخص.

ما إن توضّحت معالم الهجوم على بالما حتى بدأت فرق المنظمة تستعد لاستقبال موجة جديدة من الوافدين في جميع أرجاء كابو ديلغادو بما فيها مدينة مونتيبويز. فوصل إلى المدينة خلال الأيام القليلة الأخيرة ما يقارب 400 شخص ثلثهم من الأطفال. وأكد الوافدون أنّ كثيرين ما زالوا في طريقهم إلى المدينة.

يصل النازحون إلى مونتيبويز بعد تجربة أرهقتهم وأثقلت كاهلهم. فكانوا يجهشون في البكاء عندما يتحدثون عن تجربتهم، ويفيد أحد النازحين في هذا الإطار، “أزهقت الكثير من الأرواح، لقد عمدوا إلى قتل بالما”. لاذ الناس بالفرار، فلجأوا إلى الغابات لإنقاذ حياتهم وساروا لأربعة أو خمسة أيام ليل نهار.

علاوة على ذلك، صادف الكثيرون جثثًا على طول الطريق. لقد لاقى الناس حتفهم نتيجة للجوع أو الجفاف، إذ لا تتوفر المياه إلا من نهر قذر. عادةً ما يسلك الأشخاص الطرق الرئيسية، لكنهم ينامون داخل الغابات لحماية أنفسهم، متجنبين القرى ومعتمدين على القليل الذي يتيسر لهم ليعيشوا.  

وتشكل مدينة نانغاد الداخلية التي تبعد 130 كيلومترًا عن بالما أولى المدن التي يصل إليها الهاربون. ويحصل بعض المحظوظين على أموال من أقاربهم ويستقلون المركبات من نانغاد نحو مويدا، المدينة الجبلية التي يسيطر عليها الجيش، بينما يكمل الآخرون طريقهم نحو مونتيبويز.

تعرب منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها حول الأشخاص الذين لا يستطيعون التعويل على أسرهم لدفع تكاليف التنقل، فيضطرون إلى متابعة طريقهم سيرًا على الأقدام من دون القدرة على الوصول إلى المأكل والمشرب. يصل هؤلاء الأشخاص في حالات يرثى لها. في هذا الإطار، تعمل فرقنا جاهدةً لتحديد الطرق التي يسلكها الهاربون من بالما في سبيل تكييف استجابتنا.

وعملت المنظمة على أن يتمركز فريق عند جميع نقاط الدخول في مونتيبويز لتأمين الدعم النفسي للنازحين عند وصولهم. فتساعدهم الفرق على التعامل مع تجاربهم الأليمة وعلى المضي قدمًا في رحلتهم، حيث يسعى الكثيرون إلى الذهاب إلى عاصمة المقاطعة بيمبا في سبيل الاجتماع مع أفراد عائلاتهم.

انفصل العديد من الأشخاص الذين يعيشون في المخيمات في مونتيبويز عن عائلاتهم في خضم الهجمات على كابو ديلغادو. في هذا الصدد، يتوجه بعض أفراد العائلة إلى مونتيبويز، بينما يتخذ آخرون من بالما ملاذًا لهم. يلغي هذا الأمر جميع سبل التواصل بين أفراد العائلة ويشكل عدم الاطمئنان على عائلاتهم مدعاةً للقلق والتوتر بين النازحين.

قدّرت أعداد السكان في بالما قبل الهجمات بما لا يقل عن عشرات الآلاف. وقد لاذ عدد كبير منهم بالفرار نحو العديد من الوجهات، فاتجه البعض نحو الجنوب، واتخذ آخرون من الغابات الداخلية أو الحدود مع تنزانيا ملجأً لهم، في حين ما زال البعض يختبئ في ضواحي بالما. في هذا الصدد، تلبي فرق منظمة أطباء بلا حدود الاحتياجات الطبية والإنسانية للنازحين من بالما في مويدا ونانغاد وبيمبا وماكوميا بالإضافة إلى مونتيبويز.

أرسلت أطباء بلا حدود هذا الأسبوع فريقًا آخر في شبه جزيرة أفونجي التي تقع على بعد 25 كيلومترًا من بالما، إذ نُقل إليها بعض الجرحى والتمس آخرون اللجوء فيها. لا يزال النزاع بين الجيش والقوات المسلحة غير الحكومية في كابو ديلغادو قائمًا منذ العام 2017، إلا أنه زاد قساوةً خلال العام الأخير. بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، دفعت أعمال العنف بنزوح ما يزيد عن 670 ألف شخصًا حتى الآن.