محلية
الخميس ١٥ نيسان ٢٠٢١ - 06:55

المصدر: الشرق الأوسط

إنذار أميركي أخير للمعرقلين… ورسالة إلى عون: أنت تتحمّل المسؤولية

كشفت مصادر لبنانية مواكبة للأجواء التي سادت لقاءات وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل مع القيادات اللبنانية في اليوم الأول من زيارته لبيروت لـ”الشرق الاوسط” أن العنوان الأساسي لمحادثاته يتعلق بحثهم على الإسراع بتشكيل الحكومة، وإلا فإن بلدهم إلى مزيد من الانهيار، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنه يحمل اليوم في اجتماعه برئيس الجمهورية ميشال عون رسالة في هذا الخصوص، محذراً من التمادي في تعطيلها لأن لا مجال لترف الوقت وبات من الضروري أن ترى الحكومة النور.

ولفتت إلى أن الرسالة التي سيحملها اليوم للرئيس عون باسم الإدارة الأميركية لن تبقى في حدود الدعوة لتشكيل الحكومة وإنما تتجاوزها إلى تحميله مسؤولية مباشرة حيال تأخير الحكومة، غامزاً في هذا المجال من قناة وريثه السياسي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ليس بسبب العقوبات الأميركية المفروضة عليه فحسب، وإنما لدوره السلبي في وضع العراقيل التي ما زالت تؤخر ولادة الحكومة.

وأكدت المصادر نفسها أن هيل حاول استكشاف الأسباب الكامنة وراء تعثر استئناف المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية، وقالت إن رئيس المجلس النيابي نبيه بري وضعه في صورة الأجواء السائدة حالياً، لافتاً إلى أنه كان وراء التوصل إلى اتفاق الإطار لبدء المفاوضات من دون أن يأتي على تحديد المساحات البحرية المتنازع عليها، تاركاً مهمة التفاوض للوفد اللبناني الذي ندعمه بلا شروط.

وقالت إن بري أكد لهيل أنه مع تشكيل الحكومة منذ ثمانية أشهر، وأنه طرح مبادرة لإخراج عملية تأليفها من التأزم، لكن هناك مَن لم يتجاوب معها، رغم أن الرئيس المكلف سعد الحريري أبدى كل مرونة في مقابل مَن لا يتوقف عن استحضار أمور من خارج جدول أعمال المرحلة الراهنة ببندها الوحيد الذي ينص على تأليفها.

وفي هذا السياق، شدد هيل – بحسب المصادر – على أن من شروط استعداد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان أن تبادر الأطراف المعنية بتأليف الحكومة إلى مساعدة نفسها وتكون قادرة على الاستجابة إلى متطلبات الشعب اللبناني. ونقلت عنه قوله إن الدول الأوروبية والولايات المتحدة والعدد الأكبر من الدول العربية تُبدي استعدادها لإنقاذ لبنان، لكن المشكلة تكمن في عدم استجابة الشريك اللبناني الذي يتطلب منه تشكيل حكومة ببرنامج إصلاحي يستعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان.

واعتبر هيل – كما تقول المصادر – أن لا قدرة للبنان للانتقال فوراً من مرحلة الانهيار الشامل إلى مرحلة التعافي، مستفيداً من الدعم الدولي ما لم تشكل الحكومة في أقصى سرعة ممكنة في منأى عن الرهانات الخارجية التي لن تقدم أو تؤخر بمقدار ما أنها تمعن في تفاقم الأزمات، مضيفاً أنه لا يرى جدوى للمماطلة لأن جميع الأطراف باتت محشورة محلياً وخارجياً، وهذا يفرض على من يعرقل تأليف الحكومة أن يعيد النظر في مواقفه، وصولاً إلى مراجعة حساباته لتأتي خياراته صائبة وتدفع باتجاه إنقاذه. وعليه، فإن هيل في زيارته الوداعية للبنان أطلق الإنذار الأخير ليستجيب أهل الحل والربط لإنذاره لتشكيل الحكومة قبل فوات الأوان، وإلا فإن لبنان إلى مزيد من الانهيار يستعصي إنقاذه في حال تأخرت ولادتها ولم تُسحب الشروط التي لا مبرر لها للانتقال بلبنان مع تشكيلها إلى بر الأمان.

لا مبادرة: وفي السياق نفسه، وصفت مصادر عين التينة زيارة هيل عبر “الأنباء” الإلكترونية بأنها “تندرج في اطار الاتصالات التي يجريها الموفدون الأميركيون أثناء زياراتهم الى لبنان والتأكيد على دعمهم المستمر للجيش والمساعدة في موضوع ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل”، مذكّرة بأن هيل قد شارك في المحادثات التي عقدت في الناقورة بين لبنان وإسرائيل للبحث في عملية ترسيم الحدود التي لا يزال هناك خلاف حولها.

وأوضحت المصادر ان “هيل لا يحمل مبادرة معينة في هذا الشأن، وهو يطالب المسؤولين اللبنانيين بضرورة تشكيل الحكومة لأن البلد لا يستطيع أن يستمر من دون حكومة”.

من جهة أخرى، أشارت معلومات “اللواء” من مصادر تابعت جولة هيل، انه لم يطرح اي مقترحات لا حول تشكيل الحكومة ولا حول ترسيم الحدود البحرية، لكنها استشفت عدم موافقة اميركية على الطرح اللبناني الجديد بتعديل مرسوم الحدود بما يضيف مساحات إضافية على حصة لبنان، ما يعني برأي المصادر انه لا استئناف للمفاوضات قريباً.

واكدت المصادر ان هيل قارب موضوع الحكومة من باب المبادرة الفرنسية اي تشكيلها من اختصاصيين غير حزبيين، وركز على ضرورة الاسراع بتشكيلها ضمن هذه المبادرة، “وإلا لن يحصل لبنان على اي دعم دولي”. لكنه لم يأتِ على ذكر حزب الله لا سلباً ولا إيجاباً لجهة المشاركة او عدم المشاركة في الحكومة.

واوضحت ان هيل “تحدث مع من التقاهم بدبلوماسية هادئة ولم يأتِ ليقلب الطاولة بوجه احد، ولا ليفرض شروطاً، بل لينصح ويستطلع المواقف”. لتقديم تقريره الى الادارة الاميركية قبل ان يغادر منصبه لمصلحة خليفته فيكتوريا نولاند.