خاص
play icon pause icon
فؤاد ابو ناضر
الثلاثاء ١٣ نيسان ٢٠٢١ - 19:45

المصدر: صوت لبنان

ابو ناضر لمانشيت المساء: لا أحد يستطيع السيطرة على لبنان


عن أوجه الشبه بين ذكرى 13 نيسان 1975 واليوم تحدّث الدكتور فؤاد ابو ناضر في حديث لبرنامج مانشيت المساء عبر صوت لبنان 100.5 وقال: “الوضع يختلف عن 1975 فأجواء ال75 بعد حرب الأيام الستة أصبح الفلسطينون يعملون كما يحلو لهم في لبنان وفيما بعد اي بعد اتفاق القاهرة حصلوا على صك براءة حتى يتصرفوا كما يريدون في لبنان، عندها وصلنا الى مرحلة ان الفلسطيني خلق دولة داخل الدولة وسيطرعلى كل مفاصل الدولة وللاسف هناك الكثير من اللبنانيين وبخاصة الاحزاب اليسارية الذين انضووا حتى راية فلسطين واصبحوا يحاربون ابناء بلدهم بدلا من الوقوف الى جانبهم”.

اضاف: “الفريق المسلم اللبناني لم يكن مقتنعا بنهائية الكيان اللبناني وكان يفكر اكثر بان لبنان خطأ تاريخي حدث في ال1929 وكنا نسمع من رجال الدين ان الفلسطينيين هم الجيش المسلم في لبنان ولم يعترفوا حتى بالجيش اللبناني”.

وتابع: “الاتحاد السوفياتي كان الراعي الاساس لكل هذه المنظمات الفلسطينية وكان يسلّح ويؤهل ويدرّب ويخطط ويوجه وكان انذاك السوفياتي عنصر ضغط”.

واردف: “بعض الدول العربية كانت تعلن التأييد لهذه المنظمات الفلسطينية وكانت تسلح وتدرب وبالوقت نفسه الدول التي لم تكن ترغب بالسير الى جانب ياسر عرفات كانت تمده بالسلاح كي يكفّ شره عنها”.

ولفت ابو ناضر الى اننا في ال75 سمعنا من أمنا الحنون فرنسا ان المسيحيين في لبنان هم من يسيطرون على المال وهم الاغنياء في حين ان الجانب الاخر هو الفقير، مشددا على ان الموقف الفرنسي انذاك لم يكن عادلا، وكانوا منحازين الى الفلسطينيين .

وبعد ان استعرض ابو ناضر احداث ال 75 أوضح ان الوضع اليوم يختلف شارحا: “المنظمات الفلسطينية اصبحت اليوم مهمشة وكل اللبنانيين نبذوا ما الأخطاء التي ارتكبتها هذه المنظمات”.

اضاف: “المسلم اللبناني يقول اليوم اكثر من غيره ان لبنان اولا ولبنان بلد نهائي، ولم يعد هذا الموضوع مطروحا”.

وتابع: “الاتحاد السوفياتي تحوّل وقامت روسيا ولم يعد هناك من حرب باردة، وروسيا لديها موقف واضح بالنسبة لمسيحيي الشرق، وهذا الموقف لم نكن نسمعه في السابق”.

واردف القول: “الدول العربية وبخاصة الدول المحيطة بنا والتي على رأسها زعماء كانوا يريدون تدمير لبنان هي اليوم في ازمات وهي اليوم اصبحت تلتفت الى داخلها لحل مشاكلها ولم يعد لديها وقت لفعل او حل مشاكل لبنان”، واستطرد يقول: “زد على هذا كله أن الدول العربية تطبّع مع اسرائيل”.

وردا على سؤال قال: “الدول العربية أعطت الكثير للفلسطينيين الذين تلهوا بالمشاكل مع اللبنانيين والاردنيين والمغربين وغيرهم ونسوا اسرائيل، ووجد العربي نفسه انه دفع الكثير وعليه اليوم الالتفات الى وضعه، والدول العربية ملّت من القضية الفلسطينية، اضف الى ذلك ما فعله عرفات في اتفاق أوسلو حيث خسر انشاء دولة فلسطينية ومع جزء من القدس وهذه الفرصة لم تعد وهم سيدفعون الثمن ونحن ايضا لأن على ارضنا يوجد 400 الف لاجىء فلسطيني وهم يرغبون بحل قضيتهم للعودة الى بلادهم ونحن ايضا تهمنا عودتهم.

ولفت ابو ناضر إلى ان الغرب اليوم اصبح يفكر اكثر بالارهاب الموجود في المنطقة، لذا فان الغرب وروسيا اصبح لديهم مجموعة جيوش في الشرق الاوسط اي لم يعودا يعملان بالواسطة عبر اسرائيل بل هم يعملون على حل الامور، ومن المؤكد اننا قادمون على تغييرات .

وإذ لفت الى الارهاب الذي هو هاجس اليوم، اشار الى ان هناك تغييرًا هامًا ايضا وهو تواجد ح–ز-ب ا-ل-ل-ه في الداخل اللبناني الذي يمتلك السلاح والذي خلق دولة داخل الدولة والفرق بينه وبين الفلسطيني انه لبناني ويملك صك ملكية، معتبرا ان الحل معه قد يأخذ منحى مختلفًا، وعليه ان يعلم انه لا يستطيع السيطرة على لبنان برغم انف السني والدرزي والمسيحي وهيبة الدولة وحتى داخل مجموعة شيعية لا تؤيد الحزب.

وتابع ابو ناضر سرد أوجه الاختلاف بين ال 75 واليوم لافتا الى ان الانهيار المالي والاقتصادي الذي تكلم عنه عون أخرجته ثورة 17 تشرين الى العلن، مشددا على ان الازمة الاقتصادية ليست وليدة الثورة بل هذه الطبقة الفاسدة التي لا لون لها ولا طائفة التي سرقت البلد وحرمتنا من حلمنا وهم من اوصل البلد الى الحضيض وجعل اللبناني ذليلا امام ابواب المصارف والمدارس، مؤكدا ان هذا الانهيار المسيطر على البلد يدفع اللبناني الى التفكير بالهجرة.

وشدد ابو ناضر على انه بالاضافة الى هذا المشهد المختلف هناك ثورة 17 تشرين التي قيل عنها انها فشلت وهذا غير صحيح بل هي اصبحت مزروعة بالنفوس واللبناني تخطّى لعبة السلطة والفوارق الدينية واصبح يفكر بخلق مواطن لبناني ينقذ اجمل بلد في الشرق الاوسط.

وسأل ابو ناضر هل الارضية اليوم مؤهلة لحمل اللبناني السلاح بوجه اللبناني الآخر، فأجاب: “كلا فهناك طرف لبناني مسلّح واحد هو ح-ز-ب ا-ل-ل-ه ويوجد خلايا ارهابية مسلحة ولا يوجد مجموعات مسلحة، ففي ال75 كانت الاحزاب التي تمتلك السلاح، والحرب تتطلب تواجد جهتين ترفعان السلاح بوجه بعضهما البعض الامر غير المتوافر اليوم كما أن القناعات اختلفت، مشيرا الى انه يلقي باللوم على افرقاء اتفاق الطائف الذين قاموا بما يشبه الترقيع لتقاسم الجبنة، معتبرا انه اليوم اصبح هناك قالب حلوى تطلب اقتسامه بينهم اكبر تفليسة بتاريخ الكون، وهؤلاء الافرقاء لم يدركوا انذاك ان لبنان يعاني من مشكلة اساسية وهي الصراع على السلطة بين الطوائف وهي نقطة الضعف التي يدخل اليها الغريب ليخلفنا بين بعضنا البعض.

وعن تهميش حقوق المسيحيين قال: “بمعزل عمن يقول هذا الكلام، بعد اتفاق الطائف خسر المسيحيون الحرب والرابح فرض نفسه على الارض، ولكن المسيحي اليوم هو المحروم والمهمّش ولكن من جهة اخرى عليه ان يلعب دوره على الساحة بعد الانكفاء، معتبرًا ان المعطيات اليوم تغيّرت واليوم نعيش بصراع سني شيعي على الارض والمسيحي هو صلة الوصل بينهما وعليه لعب دوره وعليه الفهم انه الضامن لبقاء لبنان”.