منوعات
الجمعة ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢١ - 17:57

المصدر: العربيّة

اعتراف أميركي بشخصية معنوية لحيوانات.. من “أحفاد اسكوبار”

أقرت محكمة أميركية للمرة الأولى بشخصية معنوية لحيوانات، إذ منحت هذه الصفة لأحفاد أفراس نهر كان يملكها بابلو إسكوبار وتكاثرت في كولومبيا منذ وفاة تاجر المخدرات الشهير قبل ثلاثة عقود.

ومُنح هذا الإقرار في إطار معركة قضائية ترمي إلى إعاقة عملية القضاء عليها.

وكان بابلو إسكوبار، عندما كان في أوج نشاطه، قد جلب من إفريقيا أفراس نهر إلى حديقة للحيوانات كان قد أنشأها في مزرعته في نابوليس على بعد حوالي مئة كيلومتر جنوب معقله ميديين.

وبعد القضاء عليه سنة 1993 على يد قوات الأمن الكولومبية، بيعت أكثرية الحيوانات (ومن بينها نحام وردي وزرافات وحمير وحشية وكنغر)، غير أن أفراس النهر بقيت وتكاثرت لتشكل ما بات يُعرف بأكبر مستوطنة لهذه الحيوانات خارج إفريقيا.

وأصبحت هذه الحيوانات تدريجاً همّاً بيئياً وتهديداً للسكان مع الإبلاغ عن هجمات على صيادين.

وبمواجهة هذه المشكلة، بدأت الحكومة الكولومبية تعقيم الحيوانات. وقد استُخدمت خصوصاً أسلحة مزودة بسهام تحوي مادة مانعة للحمل، لوقف تكاثر هذه الحيوانات، بدل اعتماد التعقيم الجراحي.

وتقدم المحامي لويس دومينغو مالدونادو في يوليو بالتماس قضائي في كولومبيا باسم أفراس النهر، مقراً بذلك بالشخصية القانونية لهذه الحيوانات. وترمي هذه الخطوة إلى منع القضاء الرحيم على أفراس النهر، ودفع الحكومة إلى اعتماد دواء تعقيم غير ذلك الذي تستخدمه حالياً.

وفي هذا الإطار، تقدمت جمعية “أنيمل ليغل ديفنس فاند” للرفق بالحيوانات بطلب للسماح لخبيري تعقيم في الولايات المتحدة بالإدلاء بشهادتهما لدعم الالتماس.

ووافقت كارين ليتكوفيتز، وهي قاضية في إحدى المحاكم الفدرالية بولاية أوهايو في وسط الولايات المتحدة الغربي، على هذا الطلب الأسبوع الماضي باسم القانون الأميركي الذي يسمح “لأي شخص معني” بالمطالبة بالتقدم بشهادة أميركية في نزاع قضائي يقام في الخارج. والمقصود بالأشخاص المعنيين في هذه الحالة هي أفراس النهر في القضية المثارة في كولومبيا.

ورأى المحامي عن جمعية “أنيمل ليغل ديفنس فاند” كريستوفر بيري في تصريحات لوكالة “فرانس برس” أن لهذا القرار أهمية مزدوجة، مضيفاً: “بدايةً، هو سيحمي أفراس النهر من الموت، وهي النتيجة المباشرة”.

وتابع: “وبصورة عامة أكثر، هذا أول مثال حسي لمحكمة أميركية تسمح للحيوانات بممارسة حق قانوني باسمها”.

وأشار إلى حالات أخرى تشق طريقها إلى المحاكم الأميركية. وتمثل الجمعية على سبيل المثال جواداً يدعى “جاستس” (عدالة) في قضية مرتبطة بإساءة معاملة وإهمال لحيوان.

وقال بيري إن تأثير هذا القرار الأميركي الجديد على حالات أخرى ليس مؤكداً “لكن من المؤكد أنه أمر مهم في إطار أوسع للنقاش بشأن حقوق الحيوانات”.

وقد أخذت الحركة لمنح صفة قانونية للحيوانات بعداً عالمياً أيضاً. ففي 2014، قررت محكمة أرجنتينية أن قرداً من نوع أورانغ أوتان تعرض لتسميم غير مبرر في حديقة حيوانات بوينوس أيرس. وهو بات يعيش في ملجأ بولاية فلوريدا الأميركية.