محلية
الخميس ١٣ أيار ٢٠٢١ - 08:19

المصدر: المركزية

الأزمات والانهيارات متواصلة… ولا أفق مرتقباً لحل حكومي

دخل لبنان في مدار عطلة عيد الفطر السعيد، وسط استمرار الأزمات المتراكمة لا سيما الازمة الحكومية، حيث غادر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى الامارات لقضاء عطلة العيد مع العائلة وتوقفت كل المحاولات التي جرت مؤخراً للخروج من النفق المقفل. بينما سجل حراك اوروبي حيث استقبل البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي السفيرة الفرنسية آن غريو التي غادرت من دون الادلاء بتصريح.

وذكرت بعض مصادر المعلومات لـ “اللواء” ان زيارة غريو تهدف بالدرجة الاولى الى استرضاء البطريرك الراعي لعدم شموله بلقاءات وزير الخارجية جان إيف لو دريان خلال زيارته الاخيرة لبيروت، ووضعته في اجواء ونتائج اللقاءات التي عقدها والموقف الفرنسي مما يجري.

وقللت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة من اهمية ما تروجه اوساط بعبدا عن افكار او مبادرات يزمع رئيس الجمهورية ميشال عون  طرحها قريب التحريك المشاورات بخصوص تشكيل الحكومة لأجل حشر الرئيس الحريري وكشف نواياه بعدم رغبته بالتشكيل على حقيقتها، وقالت:ان كل ما يروج بهذا الخصوص، ما هو الا استكمالا لمسلسل هروب العهد الى الامام والاستمرار بتعطيل تشكيل الحكومة.

وتساءلت لماذا ينتظر رئيس الجمهورية كل هذا الوقت الطويل منذ تكليف الرئيس الحريري ليبادر الى طرح الافكار والمخارج لازمة التشكيل، ولو أراد ذلك منذ البداية،لكان وفر على اللبنانيين كماً كبيرا من الخسائر والانهيارات المتواصلة ووضع الازمة المالية والاقتصادية على سكة الحلول المطلوبة.

واشارت المصادر إلى ان اللبنانيين ملوا سماع اسطوانة الشعارات والوعود البراقة للعهد  ولكنهم كانوا يحصدون العجز والخواء والفشل على انواعه،ما اوصل البلد الى حال الخراب والانهيار وتفكك المؤسسات وتحلل الادارة. واعتبرت انه بدل ان يتلهى فريق العهد بطرح الشعارات والتسلي بعبارات ومفردات القوة الخارقة لرئيس الجمهورية،ولو أراد بالفعل تشكيل الحكومة الجديدة، لكان تلقف من الرئيس المكلف التشكيلة الوزارية التي قدمها اليه وما تزال في عهدة جوارير القصر وباشر جوجلتها والبت بها مع الرئيس المكلف باسرع وقت ممكن. الا انه لم يفعل واستمر بمسلسل التعطيل تحت ذرائع ومسميات ملتوية، بدءا بوحدة المعايير وحقوق المسيحيين، ومرورك بصلاحيات رئيس الجمهورية واخرا تسميات الطوائف وماالى هناك من مبررات جاهزة غب الطلب للعرقلة.

وختمت المصادر الكل يذكر وعود رئيس الجمهورية منذ اشهر، بانه ينتظر عودة الرئيس المكلف من الخارج ليبادر الى تحريك ملف تشكيل الحكومة  ولكن وحتى اليوم لك يقم رئيس الجمهورية باي تحرك، مايعني ان ما يروج بخصوص وضع حد لحكومة تصريف الأعمال من جهة، والمبادرة لتسريع عملية تشكيل الحكومة الجديدة، ماهو الا من باب تخدير الناس والضحك على الدقون كما يقولون بالمثل الدارج.

من جهتها، لفتت “الجمهورية” الى ان الجو السابق لمرحلة ما بعد العيد، عَبق في الساعات الاخيرة بكلام في بعض الصالونات السياسية عن توجّه لدى الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري الى تحريك الملف الحكومي “بروح ايجابية ومنفتحة” إجراء مقاربة جديدة له تفضي الى ايجابيات، الا ان اجواء الرئيسين لا تعكس تبدلاً في المواقف السابقة.

بل اكثر من ذلك ثمة من يتحدث عن ان الاشتباك سيحتدم بينهما بعد عطلة العيد، فالرئيس المكلف الذي يمضي عطلة العيد في دولة الامارات العربية المتحدة، يعتصم بالصمت منذ لقائه وزير الخارجية الفرنسية. والمحيطون به يؤكدون على مواقفه الثابتة والمعلنة منذ ما بعد انتفاضة 17 تشرين الاول 2019، وعلى وجه الخصوص حكومة اختصاصيين من غير السياسيين ولا ثلث معطلاً فيها لأي طرف. اما الاجواء المحيطة برئيس الجمهورية فلم تنف او تؤكد ما قيل عن ان رئيس الجمهورية سيطلق مبادرة للحل في فترة ما بعد العيد. لكن كرة المسؤولية عن التأليف موجودة في ملعب الرئيس المكلف الذي ينبغي عليه ان يعدّ مسودة حكومية وفق الاصول والمعايير القانونية والدستورية ويقدمها الى رئيس الجمهورية للاتفاق عليها.