إقليمية
الثلاثاء ٤ أيار ٢٠٢١ - 18:00

المصدر: الحرّة

“الردع العسكري”.. صفقة الرافال وتوترات مصر وإثيوبيا

أثار إعلان وزارة الدفاع المصرية التوقيع على عقد مع فرنسا لشراء 30 طائرة مقاتلة من طراز رافال، تكهنات كثير بسبب توقيت الصفقة ودلالاتها، في ظل التوتر الذي تشهده المنطقة خاصة ملف سد النهضة.

ولم يذكر بيان الوزارة قيمة الصفقة، لكنه أشار إلى أنه “سيتم تمويل العقد المبرم من خلال قرض تمويلي يصل مدته كحد أدنى عشر سنوات”. 

وبحسب موقع ديسكلوز الاستقصائي، بلغت قيمة الصفقة 3.75 مليار يورو (4.52 مليار دولار). كما ستشمل الصفقة عقودا من شركة صناعة الصواريخ (إم.بي.دي.ايه) وشركة سافران للإلكترونيات والدفاع لتوريد عتاد قيمة 200 مليون يورو أخرى.

وقال الخبير الاستراتيجي، اللواء نصر سالم، إن هذه الصفقة تزيد القدرات القتالية للقوات المسلحة المصرية، وتوجه رسالة ردع لكل من يحاول أن يهدد الأمن القومي المصري من جميع الاتجاهات بما فيها التهديدات الجنوب المتمثلة في سد النهضة.

وأضاف سالم في تصريحات لموقع “الحرة” أن الطائرات تمتلك قدرة كبيرة على المناورة والتسليح والقذف.

الردع العسكري

وأوضح الخبير الاستراتيجي والعسكري، سمير راغب، إن طائرات الرفال إحدى طائرات التفوق الجوي في العالم، وأكد أنها توفر لمصر الردع العسكري في ملف سد النهضة.

وأشار راغب في تصريحات لموقع “الحرة” إلى أن مصر قبل هذه الصفقة تمتلك قوات توفر لها التفوق في حال لجأت للخيار العسكري لحل أزمة السد. مضيفا أن مصر لن تتسلم هذه الطائرات الجديد خلال الشهرين القادمين ، وهي الفترة التي قد تشهد عملا عسكريا إذا قررت مصر ذلك.

وأصبح استخدام الخيار العسكري في ملف سد النهضة يلوح في الأفق، بعد فشل المفاوضات الدبلوماسية على مدار 10 سنوات، وإصرار أديس أبابا على البدء في المل الثاني للسد في يوليو القادم حتى في حالة التوصل لاتفاق مع مصر والسودان.

في مطلع أبريل الماضي، حذر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مطلع أبريل، من المساس بحصة مصر من مياه النيل.

وقال السيسي في تعليق على تطورات مفاوضات سد النهضة الإثيوبي “لا يتصور أحد أنه بعيد عن قدرتنا.. مياه مصر لا مساس بها والمساس بها خط أحمر وسيكون رد فعلنا حال المساس بها أمر سيؤثر على استقرار المنطقة بالكامل”.

كما حذر وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في تصريحات سابقة، أن بلاده ستتخذ ما اعتبره بـ”الإجراءات الكفيلة بحماية أمنها المائي ضد أي تحرك غير مسؤول من إثيوبيا في قضية ملف سد النهضة”.

وأضاف “إذا حدث ضرر على مصر في الانتقاص من حقوقها المائية، فهذا يعتبر عملا عدائيا، وهناك أسلوب في القانون الدولي للتصدي للعمل العدائي وهو متدرج يبدأ بإجراءات دبلوماسية وسياسية وتدخل أطراف يمكن أن يكون لها ثقل في المشهد وينتهي بالعزيمة والإرادة واتخاذ الإجراء الذي نراه مناسبا”، مشيرا إلى أن الخيارات حينها “كلها ستكون مطروحة”.

خيار معقد

وتعتبر عمليات تدمير السدود من أعقد العمليات العسكرية في العالم، وتتطلب أسلحة خاصة. 

وبحسب تقرير لوزارة الأمن الداخلي الأميركية صدر في عام 2012، فقد وصلت عمليات ومحاولات تفجير وتخريب السدود منذ عام 2001 إلى 2011 إنحو 25 عملية في مناطق مختلفة حول العالم، لم تنجح منها واحدة في تدمير سد بشكل كامل، بل أدت إلى بعض الأضرار الجانبية التي سرعان من تم إصلاحها على الفور.

ويشكك محللون في قدرة مصر على استهداف سد النهضة، بسبب عدم امتلاكها الأسلحة اللازمة وبعد السد عن مصر.

لكن راغب أكد أن طائرات الرفال قادرة على تنفيذ الهجوم بدقة وتدمير السد إذا لجأت مصر لذلك.

وأوضح أن الطائرة تقوم بكل المهام الجوية من الاعتراض للقذف والإمداد، كما أنها تحمل كافة أنواع الصواريخ والأسلحة المتطورة بما فيها النووية وكروز المجنحة، بالإضافة إلى أنها مزودة بخاصية التزود بالوقود في الجو.

ولفت إلى أن الطائرة تستطيع قطع 3700 كلم، وهي مسافة كافية لتنفيذ الهجوم على السد دون الحاجة إلى القواعد الجوية السودانية، وأوضح أن العمليات ستستهدف أضعف جزء في جسم السد وهي أماكن توليد الكهرباء

وهذه الصفقة هي الثانية لمصر، التي كانت أول بلد يشتري مقاتلات رافال عندما أبرمت عقدا خلال عام 2015 لتوريد (24) طائرة منها لصالح القوات الجوية المصرية. 

وفي بيان منفصل، قالت شركة داسو الفرنسية لصناعة الطائرات “هذا الطلب الجديد يكمل عملية أولى اشترت خلالها (مصر) 24 مقاتلة رافال عام 2015، وبذلك، سيرتفع عدد مقاتلات رافال التي تحمل ألوان العلم المصري إلى 54، ما يجعل القوات الجوية المصرية الثانية في العالم بعد القوات الجوية الفرنسية من ناحية تشغيل مثل هذا الأسطول من رافال”.

وبحسب وزارة الدفاع المصرية، تتميز طائرات الرفال بقدرات قتالية عالية تشمل القدرة على تنفيذ المهام بعيدة المدى، فضلاً عن امتلاكها لمنظومة تسليح متطورة، وقدرة عالية على المناورة، وتعدد أنظمة التسليح بها، بالإضافة إلى تميزها بمنظومة حرب إلكترونية متطورة تمكنها من القدرة على تنفيذ كافة المهام التى توكل إليها بكفاءة واقتدار.

كما أن طول الطائرة يبلغ 15.27 متر، مزودة بمدفع رشاش من عيار 30 ملم من نوع GIAT 30/719B مع 125 طلقة، ويمكن تزويدهما بحمولة تصل حتى 9.5 طن، وتصل سرعتها القصوى في الارتفاعات العالية ألفي كيلومتر بالساعة، كما أنها قادرة قطع أكثر من 3700 كيلومتر. وتبلغ قدرتها القصوى على الارتفاع 16800 متر.

وفي مارس الماضي، اختتمت كل من القوات المسلحة المصرية والسودانية فعاليات مناورات التدريبات العسكرية “نسور النيل”، والتي أجريت في قاعدة “الفريق أول عوض خلف الله الجوية” في مدينة مروي السودانية.

وفق تقرير نشرته وكالة الأنباء السودانية، شملت التدريبات تنظيم أساليب التعاون لـ “توحيد المفاهيم وصقل المهارات لإدارة العمليات الجوية المشتركة بكفاءة عالية”، إلى جانب ” تنفيذ العديد من الطلعات المشتركة لمهاجمة الأهداف المعادية وحماية الأهداف الحيوية، بمشاركة مجموعة من المقاتلات متعددة المهام”.