المصدر: صوت لبنان
السفير انطوان شديد لـ “مانشيت المساء”: على المسؤولين القيام بما هو مطلوب ليصبح حضور لبنان على طاولات المفاوضات نعمة وليس نقمة
لفت السفير اللبناني السابق في واشنطن انطوان شديد الى اهمية ان يقوم االلبنانيون بما هو مطلوب منهم وتعهدوا به من اجل استعادة موقع لبنان المتقدم بين الامم. معتبرا ان حضورنا اليوم على طاولات المفاوضات الدولية من خلال الدور الايراني في لبنان بات يشكل نقمة لا نعمة. وتوقف امام سلسلة الرسائل التي حملتها كلمة عميد السلك الديبلوماسي السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتري في لقاء السلك السنوي مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لخصت الموقف الدولي الداعم للبنان واصراره على قيام المسؤولين بما عليهم من اجل مواجهة آثار الازمات الإقتصادية والنقدية السلبية واحياء المؤسسات الدستورية واهمها استئناف جلسات مجلس الوزراء معتبرا بان العالم يصر على اجراء الانتخابات النيابية المقبلة وتعزيز الديمقراطية ولن يتهاون بمن يسعى الى العكس.
وقال السفير انطوان شديد الذي كان يتحدث اثناء مشاركته في برنامج “مانشيت المساء” من “صوت لبنان” ان المفاوضات الجارية في فيينا بشأن الملف النووي الايراني بطيئة ومعقدة وكذلك بالنسبة الى المفاوضات الايرانية – السعودية معتبرا ان وجود لبنان فيها لا يعدو كونه موقعا من المواقع التي انتشرت فيها أذرعة ايران في العالم وهو امر جعلنا نربط كل ما يجري على ساحتنا بخيط رفيع عند البحث عن اسبابه ودوافعه الخارجية أو الداخلية. ومرد ذلك الى الغموض الذي يلف الحراك الدولي ونتائجه المرتقبة بالنظر الى حجم المطالب المتضاربة المطروحة على طاولاتها.
وتوقع السفير شديد ان تتوصل المفاوضات في فيينا الى اتفاق ما. ولكن متى وكيف لا يمكن لاحد التكهن بذلك. فالرئيس الاميركي جو بايدن يعرف العقل الايراني وهو كان حاضرا كنائب للرئيس الى جانب الرئيس السابق باراك اوباما عندما تم التوصل الى تفاهم العام 2015. وقياسا على الأستراتيجيات الايرانية المعتمدة في مثل هذه المفاوضات لا بد ان تجري على صفيح ساخن وعلى وقع النيران المشتعلة حيث ما تمكنت من اشعالها للكشف عن اوراق القوة التي تمتلكها على قاعدة من يصرخ اولا.
وبعدما لفت الى الموقف الايراني المتصلب قياسا على قدرته على اخفاء المصاعب المالية والإقتصادية التي تعانيها بلادهم، وتجاوز آلام مواطنيهم نتيجة عقود متتالية من العقوبات المفروضة عليها، اعتبر انه لا يمكن لاحد اخفاء التناقضات في الجانب الآخر من مجموعة الـ (5+1) التي تفاوضها على طاولة فيينا. فروسيا والصين لهما نظرة مختلفة عن باقي القوى الغربية والولايات المتحدة ولكن الموقف الاميركي كان وسيبقى هو الاقوى والقادر علىى فرض شروطه في النتيجة. فواشنطن قادرة على إدارة كل الازمات دفعة واحدة وهو ما تترجمه بالعقوبات التي فرضتها وما زالت على ايران وروسيا والصين ودول اخرى دفعة واحدة.
وبعدما اشار الى الجهود التي بذلها الرئيس فلاديمير بوتين لاستعادة امجاد الاتحاد السوفياتي في الدول المحيطة بروسيا اعتبر ان الصين هي اليوم الدولة العظمى التي تنافسه على الموقع الثاني بعد الولايات المتحدة على المستوى الدولي.
وعن مشروع توسيع نطاق مجموعة الـ (5+1) بضم السعودية اليها قال ان طهران عطلت كل المساعي التي جرت في هذا الاتجاه مستبعدا قدرة اي طرف على الجزم باسباب ما تشهده ايران من عمليات تستهدف منشآتها النووية فلا الإعلام هناك حر ولا معلومات دقيقة عما يجري فيها. واسرائيل المتهمة بالبعض منها لم تتبنى حتى اليوم سوى عملية اغتيال من سمي بـ “اب الملف النووي الايراني” العام الماضي
وعن مصير الحوار السعودي – الايراني استبعد السفير شديد التوصل الى اي تفاهم قبل الإتفاق النووي في فيينا. والدليل في فشل كل المحاولات السابقة لاستئناف التبادل الديبلوماسي بينهما والمساعي لانهاء حرب اليمن التي تختصر هذه المواجهة بينهما. وان ما جرى قبل ايام في ابو ظبي وصنعاء فيه الدليل الكافي على مستقبل الوضع في المنطقة. واعتبر ان القصف اليمني على مطار ابو ظبي كان خطا استراتيجيا كبيرا اعاد التعاون الذي كان مفقودا بين المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وهو استجر ما يجري في صنعاء واكثر من محافظة يمنية. فالسعودية وجاراتها لن تقبل باستمرار النزف في خاصرتها اليمنية الى ما شاء الله.