خاص
play icon
play icon pause icon
أنطوان شديد
الجمعة ٢٤ أيلول ٢٠٢١ - 08:29

المصدر: صوت لبنان

السفير انطوان شديد لمانشيت المساء: “المازوت الايراني” لفك الحصار عن ايران، والتجربة اللبنانية لا تشبه الافغانية

رأى السفير السابق في واشنطن انطوان شديد ان تشكيل الحكومة الجديدة لم يكن إنجازا بقدر ما كان واجبا على أركان السلطة تسهيل قيامها قبل فترة طويلة. منتقدا بقوة ترك البلاد ثلاثة عشر شهرا في مدار “تصريف الاعمال” وهو لم يكن أمرا جيدا. لكنه وجد ان تشكيل الحكومة اليوم أفضل من عدم وجودها. فالبلد لم يعد يحتمل ونحن بحاجة اليها في الداخل والخارج على قاعدة سعى اليها المجتمع الدولي المساند للبنان تقول”ساعدوا انفسكم لنساعدكم” وهو ما ننتظره اليوم.

وقال السفير أنطوان شديد اثناء مشاركته في برنامج “مانشيت المساء” من صوت لبنان انه كان بالامكان تشكيل حكومة أفضل من تلك التي تم التوصل اليها. وقال: كنا نفضل حكومة من الحياديين والمستقلين غير الحزبيين بعيدا عن منطق المحاصصة الذي شهدنا عليه بشكل واضح لا لبس فيه. وهو ما يعيق اي خطوة إصلاحية عندما ينغمس السياسيون من جديد في عرقلة الكثير من الأزمات التي ما زالت على لائحة القضايا الخلافية.

وعن زيارة الرئيس نجيب ميقاتي الى باريس قال من الواجب ان نبني إيجابا عليها، لمجرد أنها دولة صديقة للبنان. وقد سبق لرئيسها ايمانويل ماكرون ان عبر بعد انفجار مرفأ بيروت عن تعاطفه مع ضحاياه وسعيه لمساعدة لبنان لتجاوز مجموعة الأزمات التي نعيشها والتي شملت مختلف وجوه حياة اللبنانيين على اكثر من مستوى. وقال من الثابت ان العالم الذي حذر من وصولنا الى الهاوية يدرك اننا في قعرها ومن نبهنا الي خطورة وصولنا الى الإنهيار يدرك ايضا اننا في قلب الانهيار. ولكن ما يجري ما زال دون الوصول الى ما يهدد الحد الادنى من الامن والاستقرار في البلاد

ولفت السفير شديد ان من حظ لبنان ان نجونا بتشكيل الحكومة قبل ان تنفجر ازمة الغواصات التقليدية بين فرنسا والولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا رغم قناعته بأن ترددات هذه الأزمة التي نشأت لن تكون لها اي ترددات سلبية على الازمة اللبنانية. معتبرا ان جميع الفرقاء المختلفين نتيجة هذه الازمة كانوا وما زالوا من الساعين الى انقاذ لبنان وهم بحاجة الى لبنان المتعافي. لافتا الى أنهم سعوا الى تطبيق ما قالت به المبادرة الفرنسية ولم يوفروا جهدا بذل في هذا الاتجاه.

وعن احتمال استئناف المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل توقع شديد ان العودة الى طاولة الناقورة غير المباشرة ستكون اصعب من قبل رافضا التكهن بما ستكون عليه المرحلة المقبلة بالنظر الى ما يحيط بها من غموض.

وعن احتمال تكرار تجربة أفغانستان في مكان آخر من العالم، قال السفير شديد ان لبنان لا يمكن ان يشهد مثيلا لها. فليس في التجربة اللبنانية ما يشبه تلك التجربة بأي شكل من الاشكال. فما جرى هناك يتجاوز ما شهدته أفغانستان كأزمة داخلية  لتكون إشارة واضحة الى شكل من اشكال المواجهة الجديدة كما يراها الرئيس الاميركي جو بايدن مع عدوه الصيني وهو ما تثبته تطورات المرحلة المقبلة. ولعل ما شهدناه عند الحديث عن استبدال الغواصات الفرنسية التقليدية بأخرى اميركية تعمل بالطاقة النووية في المحيطين الهندي والهادئ خير دليل على شكل المواجهة الجديدة المتوقعة وقد استغل موقع اوستراليا الدولة القوية في تلك المنطقة.

وبشان مصير المفاوضات حول الملف النووي الايراني توقع السفير شديد ان تعود ايران الى طاولة المفاوضات في فيينا قبل ان تمتلك السلاح النووي الذي اقتربت طهران  من امتلاكه. وقال: ان بلغت هذه المرحلة فلن يكون الأمر مقبولا من اي طرف دولي. والى ان يتحقق الاميركيون من امكان التزام ايران بما هو مطلوب منها ستبقى العقوبات الاميركية قائمة وربما شهدنا على المزيد منها في وقت قريب ما لم تلتزم بلجم اذرعتها خارج أراضيها .

وعن الاتصالات الدولية الجارية على هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فلفت الى ان الجهود المبذولة لتطويق الازمة الفرنسية – الاميركية بدأت تعطي ثمارها لمجرد التفاهم على عودة السفير الفرنسي الى واشنطن. لافتا الى جانب آخر من اللقاءآت الجارية من اجل معالجة الملف النووي والوضع القائم في اليمن وسوريا والبحرين عدا عن تلك المخصصة للعلاقات بين السعودية وإيران.

ونوه السفير شديد بالدور العراقي الجديد في المنطقة وهو ما تترجمه الاجتماعات التي يستضيفها السفير العراقي في الأمم المتحدة في إطار المبادرات التي يقودها رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي متمنيا ان يكون هناك “كاظمي لبناني” ولو وجد لما كان لبنان يعاني اليوم مما يعانيه ولاستعاد لبنان دوره المحوري في المنطقة عندما كان يلعب دور الوسيط بين مختلف القوى الإقليمية.