خاص
play icon pause icon
الدكتور سليم الصايغ
الثلاثاء ١٣ نيسان ٢٠٢١ - 19:53

المصدر: صوت لبنان

الصايغ لمانشيت المساء: الـ 6000 شهيد الذين قدّمتهم الكتائب سقطوا دفاعًا عن لبنان وليس دفاعًا عن زعيم أو عائلة أو حزب

لفت نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ إلى أنه كي نفهم 13 نيسان 1975 تمامًا لا بد من العودة إلى لحظة تأسيس الكتائب ومن ثم معارك الاستقلال التي قامت بها عبر مختلف الأجيال الكتائبية ومختلف عهود الحكم في لبنان.
وأكد أن الكتائب وُلدت منذ الأساس كحركة استقلالية شبابية تسعى إلى إعطاء لبنان الاستقلال من الانتداب الفرنسي وبناء الدولة حيث يكون المواطن محميًا بكرامته، ومن ثمّ تطورت المعركة إلى معركة بناء المواطنة بدولة تحترم نفسها.
وذكّر الصايغ في حديث لبرنامج “مانشيت المساء” عبر صوت لبنان أن الكل يتحدث عن عهد فؤاد شهاب وينسى أن بيار الجميّل مؤسس الكتائب كان وزيرًا في أكثر سنوات عهد شهاب، وتولّى أهم الوزارات وأكبر المشاريع التي نُفذت كان موجودًا فيها، مؤكدًا أن هذا هو مشروع الكتائب أي تحقيق العدالة الاجتماعية، حرية وكرامة الانسان على أساس المواطنة والمساواة بين المواطنين.
وشدد نائب رئيس الكتائب على أن استقلال الوطن وتحريره من الانتداب يعني أنك تسير بمشروع حرية لبنان وحرية الانسان اللبناني، ذلك أنك لا تستطيع أن تحرّر وطنك إن لم تحرّر إنسانك وتحرّر العقلية، جازمًا بأن الكتائب كان حزبًا طليعيا بين القوى السياسية في لبنان وهذا هو النمط الذي جعلنا نتألق في الستينيات بكل الحركات الطلابية وغيرها، إنما قدوم البندقية الفلسطينية الى لبنان بكل ثقلها بعد الأردن دفع في 13 نيسان 1975 بالحركة الاستقلالية لتعود الى نشأتها عندما كانت حركة شبابية رياضية تقاوم الانتداب الفرنسي، وأصبحت الكتائب تقاوم المقاومة الفلسطينية التي كانت تسعى إلى انشاء إن لم نقل وطنا بديلا أقله سلطة بديلة عن السلطة الفلسطينية على أرضها.
وتابع: “في 1958 عندما قامت الحركة الناصرية والصراع بين المحاور لم تدخل الكتائب في هذه اللعبة، لكنها رأت ان الدولة مهددة وكان واجبها ان تقف الى جانب الجمهورية أكثر مما وقفت الى جانب رئيس الجمهورية، فالقضية كانت المحافظة على المؤسسات عندما كان هناك خطر عليها”.
واوضح الصايغ أنه في 13 نيسان 1975 كان موقف الكتائب أن هناك محاولة لوضع اليد على لبنان وهناك عملية تعطيل للجيش اللبناني وأصبحت السلطة اللبنانية داخلة في تناقضاتها الداخلية لحسابات البعض منها طائفي والبعض الآخر لمصلحي سياسي وهذه الثغرة التي دخل منها الفلسطيني إلى لبنان وجعلته يتمكّن الى حدّ بعيد من السياسة اللبنانية، مشددا على أن الكتائب لطالما كانت مع لبنان ومع قضية الحرية والانسان .
واكد أنه بعد انهيار الدولة أصبح من واجبنا أن نحافظ على أرضنا ووطننا وقرانا بالحد الذي نحن مستعدون له، وأردف: “ميدانيا لا يعتقدنّ أحد أن الكتائب كانت حاضرة ل13 نيسان 1975 فهي كان لديها مخيّمات تدريبية شبابية بسيطة تواجه فيها البندقية الفلسطينية المدرّبة لتحرير فلسطين وتواجه العدو الاسرائيلي على أرض فلسطين، إذًا كنا نواجه هذه البندقية من خلال طلاب مدارس وجامعات وناس خرجوا من بيئة مخملية غير معتادة على التقشف وخشونة الحياة”.
وشدد على أن الكتائب وقفت ميدانيًا في 1975 بالرغم من عدم جهوزيتها لأن القضية التي كانت تدافع عنها هي قضية وجود لبنان وهي قضية واضحة وقد أظهرت طليعية فيها أي نموذج نجاح، لافتا الى أن العقل التجاري اللبناني كان بأغلبه يفكّر بالترقيع والتسوية لكن بيار الجميّل وقف موقفا تاريخيا ومعه لاحقا كميل شمعون والرهبنة في الكسليك وبقية القيادات، لكن عند الصدمة الأولى في الاشتباكات، كانت الكتائب بالهبة الشعبية وبإيمانها أن هذه أرضها ولم تنتظر من أحد أي من جيش وقوى أمن وسلطة سياسية ان يتحركوا لأجلها، فواجبها الدفاع عن النفس وهذه كانت معركة استقلال ومعركة دفاع عن لبنان وقد تابعناها مع السوري لاحقا بحركة طلابية وحركة شبابية سُمّيت المقاومة الطلابية وهذه الحركة التي أتت ببيار الجميّل نائبًا وقد قالوا “العين لا تقاوم المخرز” وقد قاومته، مشيرا الى ان أكبر عدو للكتائب هو عقلية أن “اليد اللي ما فيك ليها بوسها ودعي عليها بالكسر”، موضحا أن هذه العقلية كانت سائدة خلال الامبراطوية العثمانية لكن الكتائب قالت لا، لأن القضية هي قضية وجود لبنان وكيانه وتابعت في 2005 فقد كانت معركة الاستقلال الكبرى وكانت الكتائب في الطليعة فيها، فأول خيمة في ساحة الحرية وضعها سامي الجميّل مع رفاقه بكل تواضع وسكوت من دون التفكير بالمركز والسلطة لكنه موقف تمليه عليه التربية الكتائبية أي الدفاع عن الكيان”.
واعتبر الصايغ أن ما حصل بعد 17 تشرين هو معركة ليست أقل من المعارك والوقفات الجبّارة بتاريخ لبنان، والكتائب تواضع ودعا الى أن نضع أيدينا بأيدي بعضنا الآخر، وبقي في الصفوف الخلفية إنما جديا كان في الصفوف الامامية وحفاظا على روح التضامن في قلب الثورة تماما كما حصل في 14 اذار من خلال النزول بالأعلام اللبنانية.
وتابع: “معركة تحرير المواطن اللبناني بكرامته وحقوقه والاصلاحات هي معركة استقلال بكل ما للكلمة من معنى، لأننا عندما نقول ان القرار السياسي هو تحت سيطرة ايران وحزب الله فمعناه أن هذا الأمر اخذ بعدًا سياديا لأن المطلوب تحرير القرار اللبناني وهذه المعركة لن تتوقف قبل أن تقف الدولة على رجليها”.
واكد أننا استقلاليون وسياديون إنما إنقاذ لبنان مسؤولية عربية ودولية لأن لبنان حمل وزر القضية الفلسطينية وعندما نناشد لإنقاذ لبنان فلأن كل مشاكل العرب “تنفّس” فيه ومن لبنان تحوّل الوجع الى وجع كل العرب.
وشدد على أن ما يهمنا أن نؤكد ان معركة الاستقلال الجديدة هي معركة انقاذ الدولة تمهيدا لإنقاذ السلام والطمأنية في العالم العربي فلا طمأنينة وراحة بال إن لم يستعد درة الشرق مكانته وسيادته وحياده بعيدا عن صراعات المنطقة، لبنان الذي يحترم التعددية، لبنان الديمقراطي بالفعل من دون طغيان فريق على آخر.
وذكّر أنه في 13 نيسان كان حجم الهجمة على لبنان كبيرًا جدًا وقد قدّمت الكتائب 6000 شهيد، ما لم يقدّمه أي مكوّن سياسي أو حزب سياسي آخر، وأضاف: “شهداؤنا سقطوا دفاعًا عن لبنان ولم يسقطوا دفاعًا عن زعيم أو عائلة أو حزب أو أصنام واشخاص، فشهداؤنا لم يكونوا عبدة أصنام لكنهم يعبدون ربنا ولبنان”.