خاص
play icon pause icon
ناجي ملاعب
الجمعة ٢٨ كانون الثاني ٢٠٢٢ - 08:27

المصدر: صوت لبنان

العميد ناجي ملاعب لمانشيت المساء: لبنان لا يتحمل مسؤولية ما يقوم به “الحزب” وما نعيشه لا مثيل له في العالم

راى العميد المتقاعد ناجي ملاعب انه ليس هناك دولة في العالم ذات سيادة مطلقة، حتى ان “الدولة الامة” لا تتمتع بهذا الامتياز فكيف بالنسبة الى الدول التي ولدت من رحم تفاهمات كاتفاقية “سايكس بيكو”. وقال ان طريقة تعاطي العالم العربي مع لبنان غير منطقية ويجب ان تخضع الى اعادة نظر كبيرة بطريقة تراعي خصوصية الوضع القائم فيه، وتجنيب ساحته ردات الفعل التي يتلقاها من وقت لآخر وخصوصا في هذه المرحلة بالذات التي يتغير فيها العالم بسرعة في ظل المفاوضات الجارية في فيينا بشأن الملف النووي الايراني او تلك القائمة بين المملكة العربية السعودية وإيران في ظل ما يجري في المنطقة ولا سيما الهجمات الحوثية التي استهدفت الإمارات العربية المتحدة.

وقال العميد ملاعب أثناء مشاركته في برنامج مانشيت المساء من صوت لبنان ان ما المبادرة الكويتية الاخيرة المدعومة من دول الخليج العربي والدول الكبرى تواجه صعوبات كبيرة في لبنان الذي يعيش ازمة لم تعرفها اي دولة في العالم. فالإنقسام العمودي في لبنان يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار ولا يجب ان يتعاطى العالم معنا بطريقة كاسرة وان الليونة مطلوبة لتجاوز الترددات السلبية التي انعكست على حياة اللبنانيين جميعا ومن دون استثناء وليس على فئة يقال انها مستهدفة بفعل خروجها على كل القواعد الدولية.

واكد العميد ملاعب عند مناقشة مضمون المبادرة الكويتية انه كان على الاقل على هذه الدول ولا سيما الخليجية منها ان تتعاطى مع لبنان كما تتعاطى مع الوضع في سوريا او العراق فاهل مكة ادرى بشعابها ونحن نعرف قدراتنا. وان كان العالم يريد ان يفرض عقوبات على ح-ز-ب ا-ل-ل-ه واذرعة ايران في المنطقة لا يمكنه معاقبة الشعب اللبناني بأكمله. فلبنان الرسمي واكثرية اللبنانيين دانوا تدخل ح-ز-ب ا-ل-ل-ه في اليمن وبكل ما قام به في سوريا والعراق. فالتدخل بحجة حماية لبنان من الارهاب لا تقنع أكثرية اللبنانيين. ذلك ان لبنان لم يكن يوما موطنا للارهاب وان كان ممرا له فهو قادر على مواجهته والحد منه.

وعن المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان قال العميد ملاعب ان بعضا منها قد نفذ، وأن اعيق تنفيذ اخرى فلاسباب مختلفة لا يتحمل لبنان وحده مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع. هناك اطراف اخرى مسؤولية عما حصل ويحصل ذلك، فالقرار 1701 أنعش الجنوب واحيا حركة اقتصادية لم يعرفها في حياته وها هي الامم المتحدة تلعب دورا كبيرا في السعي الى ترسيم الحدود البحرية التي تسمح بانتقال لبنان من دولة فقيرة الى دولة غنية منتجة للنفط .

وعما هو مطلوب لوقف اعمال التهريب وتصدير المخدرات وضبط الحدود وجه العميد ملاعب تحية خاصة الى القوى العسكرية والامنية التي تواجه هذه الشبكات المنظمة ولفت الى ان لبنان وباستثناء المساعدات البريطانية لتجهيز الوية الحدود البرية لم يحظى بالمساعدات التي تلقتها دول أخرى لضمان ضبط حدوده ومعابره المختلفة كالاردن مثلا او تلك التي قامت بها تركيا على حدودها ولكن ذلك لم يحل دون استمرار اعمال التهريب عبرها. اما بالنسبة الى وقف تدخل ح-ز-ب ا-ل-ل-ه في اليمن سال من يضمن ذلك في ظل وجود حليف له في رئاسة الجمهورية وطالما ان الحكومة التي شكلت كانت بفعل هندسات الحزب وحلفائه ضمانا لعدم وجود اي قوة سياسية تواجه تصرفاته في الخارج كما في الداخل. وان حصل العكس فعلينا توقع تكرار تجربة الحشد الشعبي في العراق تجاه الدولة ومؤسساتها وخصوصا في المرحلة التي تلت الانتخابات النيابية فيه.

وعن نتائج مفاوضات فيينا قال العميد ملاعب ان التاريخ لم يضع إيران يوما في موقع معاد لواشنطن فموقعها الجغرافي وضعها حجر عثرة في مواجهة التمدد الروسي والصيني وهو واقع لا تتجاهله الادارات الاميركية المتعاقبة. فإيران ستعود إلى التفاهم لأنه لا يمكنها ان تبقى بلا كهرباء تشتريها من الامارات العربية المتحدة التي يهددها الحوثيون وتعاني نقصا في الغاز وهي تمتلك ثاني أكبر احتياطي من الغاز في العالم.

وبعدما استبعد وقوع هجوم روسي على أوكرانيا قال ان بقدرة روسيا تعزيز القوى الموالية لها في شمال البلاد ويمكن ان تنجح بفصل اقليمين اكثريتهم من أصول روسية دون ان تشن حربا مباشرة من الخارج. ولكن اي حل يؤدي الى تخفيف من نشر قوة الدرع الصاروخي الاميركية في الدول المحيطة بروسيا سينعكس ايجابا على الازمة الأوكرانية.

وعن المواجهة الصينية – الاميركية توقع العميد ملاعب ان تستمر بكين في سباقها الى التسلح ونشر قواعدها البحرية لتحسين موقعها في المواجهة المفتوحة مع واشنطن وهي بنت وجهزت حتى اليوم اربعة حاملات للطائرات وهي تستعد لما هو اكبر بكثير في قوى البحر بعدما أنهت بناء اربعة موانئ لها في المحيطات خارج مياهها الاقليمية.