swiper image
swiper image
محلية
gallery icon
الأربعاء ٤ آب ٢٠٢١ - 18:24

المصدر: صوت لبنان

الكتائب يحيي ذكرى شهدائه في 4 آب والجميل : لن نقبل إلاّ برفع الحصانات عن كل مسؤول كان يعلم فلا أحد فوق المساءلة

أحيا حزب الكتائب ذكرى تفجير مرفأ بيروت في لقاء من أمام بيت الكتائب المركزي في الصيفي حضره عدد من النواب المستقيلي وممثلين عن القوى التغييرية واعضاء المكتب السياسي الكتائبي وحشد من الكتائبيين والأصدقاء . اللقاء بدأ بالنشيدين اللبناني والكتائبي، من ثم تمّ تدشين لوحة في مكان سقوط أمين عام حزب الكتائب الراحل نزار نجاريان في بيت الكتائب المركزي في الصيفي.

وكانت كلمة لرئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل  اعلن فيها أن قبل الرابع من آب ليس كما بعده، مؤكداً عدم القبول إلاّ برفع الحصانات عن كل مسؤول كان يعلم، فلا أحد فوق المساءلة  أكانو رؤساء أجهزة أم نوّاباً أم وزراء أم رؤساء حاليين أو سابقين. وشدد على أن 4 اَب 2020 ليس حادثاً ناتجاً عن سوء إدارة أو تقصير، بل هو جريمة منظّمة ضد الإنسانية ولهذا السبب هو حد فاصل في حياتنا الوطنية، لافتاً الى أن انفجار بيروت زادنا عزيمة لمواصلة النضال من أجل لبنان جديد ومن أجل المحاسبة والعدالة.

الجميّل استهلّ الكلمة التي ألقاها خلال اللقاء أمام بيت الكتائب المركزي في الصيفي في ذكرى جريمة إنفجار 4 آب، قائلاً: “الثلاثاء 4 آب الساعة 6 و7 دقائق قتلوا 218 واحداً منّا، 218 ضحكة اختفت، 218 مستقبلاً أهدر، 218 ولداً وأمًا وأباً وأخاً وزوجاً وزوجة تركونا”، مضيفًا: “أهل لن يروا أبناءهم وأولاد سيكبرون من دون أهلهم، 7000 جريح، 77 ألف بيت دُمّر، مئات آلاف العائلات تشرّدت و4 مليون لبناني تغيّرت حياتهم، و”بعد إلن عين”.

وتابع: “بعد إلن عين يحكوا بعد إلن عين يحكموا، بعد إلن عين يضلّوا قاعدين على كراسيهم، بعد إلن عين يطلّعوا بعيوننا، بعد إلن عين يكذبوا علينا وبعد إلن عين يتهرّبوا من الأسئلة الأساسية” .

وسأل رئيس الكتائب: “لماذا أتت مادة النيترات إلى بيروت؟ من أرسلها؟ ولمن؟ لماذا بقيت 8 سنوات بالمرفأ؟ لماذا لم تتم ازالتها ؟ لماذا الكمية التي انفجرت 550 من أصل 2700 طن؟ واين ذهبت الكمية المتبقية؟ كيف خرجت من المرفأ؟ بشاحنات من؟ بعلم من؟ وإلى اين نُقلت؟” والسؤال الكبير: “هل ح-ز-ب ا-ل-ل-ه حوّل العنبر رقم 12 لمستودع متفجرات بالتواطؤ مع الدولة اللبنانية؟ هل كان يزوّد النظام السوري بالنيترات ليحوّلها براميل متفجرة لرميها على رأس شعبه؟ ما الذي أشعل الحريق؟ ما الذي انفجر في أول انفجار؟ لماذا الرئيس دياب كان سيتوجه الى المرفأ قبل أسبوع من الانفجار وغيّر رأيه؟ من قال له لا تذهب؟ ولماذا قالوا له ذلك؟ ما العلاقة بين انفجار المرفأ واغتيال المصوّر جوزيف بجاني والعقيد المتقاعد بالجمارك جوزيف سكاف ومسؤول مكافحة التهريب بالجمارك العقيد منير أبو رجيلي؟ والمناضل الشريف الأخ والصديق لقمان سليم؟”

وشدّد الجميّل على اننا لن نقبل إلاّ بإجابات عن كل هذه الأسئلة، ولن نقبل إلاّ برفع الحصانات عن كل مسؤول كان يعلم، فلا أحد فوق المساءلة، أكانوا رؤساء أجهزة أم نوّاباً أم وزراء أم رؤساء حاليين أو سابقين. وتابع: “رئيس الجمهورية اعترف أنّه كان يعلم قبل 15 يوماً، لماذا هو فوق المساءلة؟ أجهزة ح-ز-ب ا-ل-ل-ه ناشطة في المرفأ بعلم الأجهزة الأمنية وكل اللبنانيين، لماذا السيد حسن ن-ص-ر-ا-ل-ل-ه فوق المساءلة والمحاسبة؟ مشددًا على أن أي شخص كان يعلم ممنوع أن يكون فوق المساءلة من دون أي استثناء”.

وأكد أن 4 اَب 2020 ليس حادثاً ناتجاً عن سوء إدارة أو تقصير، بل هو جريمة منظّمة ضد الإنسانية ولهذا السبب هو حد فاصل في حياتنا الوطنية، هناك قبل 4 آب وهناك بعد 4 آب، مشدداً على ان هذا الانفجار يختصر كل مأساة لبنان بحادثة واحدة: من السيادة المفقودة والحدود السائبة، الى سيطرة ميليشيا ح-ز-ب ا-ل-ل-ه على قراره، إلى الفساد والإهمال وعدم الكفاءة لغياب مؤسسات الدولة وترك الناس لمصيرهم، الى الطلاق بين الناس والمنظومة السياسية التي بعد سنة من الانفجار ما تزال غير قادرة على مواجهة عائلات الضحايا، وصولاً إلى الهروب من المسؤولية، عدم استقالة المسؤولين والتمسّك بالكراسي وبالحصانات وعرقلة التحقيق بكل الوسائل.

وأردف الجميّل: ” انفجار المرفأ يختصر لبنانكم المهترئ والمعفّن، نعم 4 آب هو حدّ فاصل بين لبنانكم ولبناننا، ولنؤكد على هذا الحدّ الفاصل استقلنا من مجلس النواب نحن وزملاؤنا لنقول لكم ألّا عودة إلى الوراء، فقبل 4 آب ليس كما بعده !”

وشدّد على أن انفجار بيروت زادنا عزيمة لمتابعة النضال من أجل لبنان جديد ومن أجل المحاسبة والعدالة، والنضال من أجل كل اللبنانيين الشرفاء، من أجل مئات الأبطال الذين خاطروا بحياتهم لينقلوا المصابين إلى المستشفيات على أكتافهم وبسياراتهم، ومن أجل مئات الأبطال الذين دخلوا إلى منازل ستسقط على رؤوسهم لإنقاذ حياة الناس ورغم كل الأسى كانوا في اليوم التالي ينظّفون الشوارع ويرمّمون المنازل، وبعد 3 أيام تظاهروا ورفعوا الصوت وواجهوا بصدورهم القمع والضرب”.

وأكد الجميّل مواصلة النضال من أجل الذين خسرناهم ومن أجل الابطال الأحياء، رغم كل المأساة التي نعيشها كل يوم، وقال: “هذا وعدنا لكل ضحايا 4 آب”.

وتابع: “وعدنا لرفاقنا نازو وجو وأنطوان وجو أنّ حزبكم صامد، بيتكم صامد، رفاقكم صامدون ولن يرتاحوا إلاّ بعد أن تؤدي الدعوى التي رفعناها نحن ونقابة المحامين غايتها، أي محاسبة كل مسؤول عن الذي حصل، وسيُكملون المواجهة التي بدأناها معكم على كل المحاور، إلى جانب كل الأصدقاء الذين أصبحوا رفاقًا، هؤلاء اللبنانيين الشرفاء: صبايا وشباب، مجموعات، شخصيات، ونواب استقالوا معنا”.

وأردف: “كلنا سويا يداً واحدة لبناء لبنان الجديد، لبنان الحياة والأمان والسلام، لبنان السيد على أرضه والمسيطِرعلى حدوده، لبنان الذي لا يميز بين لبناني ولبناني، لبنان الانسان والتعددية، لبنان الحياد واللامركزية، لبنان التطوّر والازدهار، لبنان الكفاءة، لبنان الواحد، الـ10452”.

وختم الجميّل بالقول: “وعدنا لكم، هذا اللبنان سنبنيه غصباً عنّهم كلّهم وفاءً لكم، سنكسر كل التوقعات، سنحوّل القهر لغضب ولقوة تغيير ولن نتوقّف إلاّ بعد أخذ حقنا ونُسقط منظومة القتل والدمار، “جايي الحساب”.

اللقاء كان استهل بدقيقة صمت عن أرواح الضحايا ثم ألقت شقيقة الأمين العام لحزب الكتائب الراحل نزار نجاريان، جولي نجاريان كلمة أهالي الرفاق الضحايا وقالت: “تخيّلوا ابنك زوجتك رفيقك، 365 يومًا مرت ولم نستوعب ما حصل”.

أضافت: “بعد عام على الانفجار اعتقدوا أنّ القصة تنتهي ونكتفي بكلمة “الله يرحمهم” ويتحوّل الضحايا الى صورة على الحائط”.

واكدت نجاريان أن الامر لم يكن صدفة، مشددة على أن استيعاب الفاجعة ضروري ويمرّ بمراحل عدة بعدها يأتي الغضب ومن ثم الاكتئاب وتقبّل الفراق، لكن نحن اهالي الضحايا غير قادرين على تقبل الأمر، لأن تطوّر هذا المسار توقف عند مرحلة الغضب، وتابعت: “لن نتخطى الصدمة لأننا عالقون بمرحلة الغضب، لأن العدالة لم تتحقق حتى اليوم، ولأن لا أحد قدّم أجوبة عن اسئلة اساسية، من نوع لماذا؟ وكيف؟”

وتوجهت الى المسؤولين بالقول: “إجرامكم دمّر العاصمة بيروت، والأسوأ تفكرون أن ما حصل سيمر، كلّا فالحساب آت”.

وأردفت: “من تعتقدون انهم تحت التراب لن نقبل ان ندفهنهم قبل ان يأخذ سياق العدالة حقهم، وتابعت: “انتم فاسدون ولن نرضى الا ان نراكم في السجون، أنتم وقحون “فلّوا” فلا حصانة تحميكم”.

واستطرت تقول للطبقة الحاكمة: “الدم الذي هُدر هزّ العالم كله إلا ضميركم الميّت”.

واشارت إلى انها تشعر بالغضب والحزن لأننا ظُلمنا وكل الضحايا ظلموا، لكن يوم الحساب آتٍ وعندها سيكون نازو مرتاحًا وكل الضحايا بسلام، وختمت: “المسيرة طويلة سنمشيها سويا لنحقق لبنان الذي نحلم به”.