swiper image
مجتمع
gallery icon
الخميس ٢٩ تموز ٢٠٢١ - 16:18

المصدر: صوت لبنان

المطران مراد شرح أيقونة “العائلة المقدّسة للمشيئة الإلهيّة” وبرنامج مسيرة الحج في لبنان والشرق

عقد قبل ظهر اليوم، رئيس اللجنة المنظمة لزيارة أيقونة العائلة المقدسة المنبثقة من لجنة “عدالة وسلام”، المطران مار متياس شارل مراد، مؤتمراً صحافياً، في المركز الكاثوليكي للإعلام وبدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، عرض خلاله برنامج رحلة الحج لأيقونة “العائلة المقدسة للمشيئة الإلهية” في لبنان، بعد أن تمّ تبريكها وترصيعها بذخيرة من كنيسة البشارة في الناصرة وبمناسبة تكريس الشرق للعائلة المقدسة من قبل بطاركة الشرق الكاثوليك يوم 27 حزيران 2021.
شارك فيه مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبده أبو كسم، رئيس اللجنة الأسقفية عدالة وسلام المطران شكرالله نبيل الحاج والمنسّقة العامة في اللجنة السيدة سوزي الحاج ، وحضور عدد من الإعلاميين.

أبو كسم قال:
“يطيب لي في هذا الصباح أن أرحب بكم في المركز الكاثوليكي للإعلام باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام سيادة المطران انطوان نبيل العنداري، وقد تغيب لإرتباطه برياضة سنوية لكهنته في أبرشيته وكلفني أن أنقل لكم محبته القلبية.”
تابع “المؤتمر مخصص اليوم لشرح أيقونة العائلة المقدسة التي سوف تزوز الشرق متابعة لتكريس قداسة البابا فرنسيس هذا الشرق للعائلة المقدسة. نحن نسأن الله أن تبارك العائلة المقدسة عيالنا، أن تبارك عائلة لبنان الكبيرة هذا البلد الذي يأن تحت وطأة المشاكل والأزمات المالية والإقتصادية والإجتماعية والسياسية، أن تبك هذا البلد وتنور عقول المسؤولين لكي يعملوا على إنقاذه.”
وختم أبو كسم بالقول “نسأل الله أن تكون هذه الأيقونة زبارتها لوطننا العزير لبنان زيارة إنقاء وزيارة أمل ورجاء للعائلات المسيحية التي تعيشه اليوم في زمن من الياس حيث يهاجر شبابنا إلى أقاصي الأرض ليأمنوا لقمة العيش. بالأختصار لم يبق لنا إلا الصلاة والتضرع إلى الله لأننا نحن نؤمن أنه بالصلاة يمكن أن يصنع الله المعجزات فليصنع هذه المعجزة وينقذ لبنان. “

المطران الحاج قال:
“نحن بفرح اليوم نعلن وصول الأيقونة إلى لبنان بعد مرورها في الأراضي المقدسة ويعد أن كرّسها بطريرك اللاتين بيار باتيستا بيزابيلا في احتفال كبير جداً في كنيسة الناصرة، وبدأت رحلتها من متجرة مار يوسف، لأن هذه الأيقونة ستمر على الشرق وتحمل له نفحة السماء، وكم نحن اليوم بحاجة دائماً بأزماتنا وصعوباتنا مرة جديدة نرجع لنستمطر رحمة السماء ونضع أنفسنا بين يديها، ولا شيء أعظم من العائلة المقدسة نكرس لها أوطاننا و”ما في ناس بيسمعوا لنا كما تسمع لنا السما”. “
وختم “من هنا بدأت رحلتها من لبنان وإلى بلدان الشرق كله وستنتهي على مذبح مار بطرس في روما الفاتيكان في ختام سنة مار يوسف التي أعلنها قداسة البابا فرنسيس. نحن متفائلين لأن قلوب كثيرة بعد هذه الرحلة ستتغير وانشالله ربنا وبصلاة العائلة المقدسة يمن علينا جميعاً اولاً براحة البال ولنطلع من هذه الأزمات كلها.”

مراد
ثم كانت كلمة المطران مار متياس شارل مراد حول أيقونة العائلة المقدّسة للمشيئة الإلهيّة، أيقونة الوحدة والسلام فقال:
“ببركة أصحاب الغبطة في مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، وبالتعاون والتنسيق مع المركز الكاثوليكي للإعلام، وفي إطار مبادرتها السنويّة “يوم السلام للشرق” التي أطلقتها في 27 حزيران 2021، تنظّم اللجنة الأسقفيّة “عدالة وسلام” المنبثقة عن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، رحلة الحجّ لأيقونة “العائلة المقدّسة للمشيئة الإلهيّة” في لبنان، والتي قد تمّ تبريكها وترصيعها بذخيرة من كنيسة البشارة في الناصرة حيث بشّر الملاك جبرائيل سيّدتنا مريم العذراء. كتب هذه الأيقونة الأب سمير بولس روحانا، كاهن رعيّة مار الياس في عسفيا – جبل الكرمل للروم الملكيين مستلهمًا من لوحة العائلة المقدّسة المرسومة فوق المذبح في كنيسة القدّيس يوسف المُشَيَّدة فوق بيته ومنجرته في الناصرة، بحسب ما يرويه التقليد.”
تابع “سميّت الأيقونة بحسب الجواب الموحَّد الذي أتى على لسان أفراد العائلة المقدّسة يسوع ومريم ويوسف، كما ورد في الكتاب المقدّس:”لتكن مشيئتك”، وذلك بهدف تحقيق رغبة الآب والمشيئة الإلهيّة، من أجل خلاص البشريّة بأسرها.
أضاف “تحمل الأيقونة في طيّاتها دائمًا رسالة خلاصيّة. ‏هي كتاب لاهوت. ترتكز قوانين كتابتها على أسس عقائديّة، تنطلق من واقع الحدث في التاريخ والمكان، لتنقلنا الى واقع‏ متألّه متجلٍّ. أيقونة العائلة المقدّسة: القدّيس يوسف مع مريم العذراء والسيّد المسيح، لم تكن أسرة مكوّنة بالجسد! جمعتها العناية الإلهيّة، من أجل إنجاز المسيح لعمله الخلاصي، لافتداء الجنس البشري.”
‏وقال “الحدث هذا هو في الناصرة. الروح القدس يظهر بهيئة حمامة، والسماء الدائرة المستديرة لا ‏بداية ولا نهاية لها، والموطن هو موطن القدّيسين في الذخيرة، وثمر الروح القدس هي القداسة.”
تابع “العذراء مريم تنظر إلى بعيد، ترى آلام ابنها، ترى الصلب، فملامح الوجه تبدو حزينة، سيف سيجوز في قلبها. تستقبل في يد مشيئة الله كاملةً، وتشير في اليد الأخرى إلى الطريق يسوع المسيح، هو الطريق والحقّ والحياة. تلبس الأموفوريون الأحمر القاتم، لباساً يغطي الرأس والكتفين، يرمز إلى الإنسانية المتألمّة، وإلى محبّة المسيح، أعطت حياتها كلّها لله. كما تمثّل الكنيسة المصّلية التي تحبل بالكلمة المتجسّد، وتتقبّل تدبير الربّ ببساطة قلب. ‏الثوب الأزرق يرمز إلى كونها إنسانة بطبيعتها، ورمز المعرفة التي لا تدرَك بالعقل ولكن بالقلب. و‏نرى ثلاث نجوم على كتفيها والرأس: هي بتول قبل الولادة، في الولادة، وبعد الولادة.”
‏أضاف “أما يوسف، فيلبس الثوب البني الذي يرمز إلى الأرض و‏الثوب الأخضر الذي يرمز إلى التجديد وإلى الطبيعة البشريّة. القدّيس يوسف هو حارس هذه العائلة، وفي الأيقونة نراه يضع يده على صدره إذ يأخذ على عاتقه المسؤوليّة بالحراسة وبالعمل كنجّار بأمانة لتعيش هذه العائلة بكرامة. ‏في اليد الأخرى يمسك يوسف العصا، وفي ذلك دلالة على أنّه كونه المسؤول عن كلّ ما يحدث لهذه العائلة، ‏وهو يحميها ويبعد كلّ شرّ عنها، حتّى بهروبه إلى مصر. ‏هو ذلك الشخص الذي يطيع دائمًا ارادة الله ومشروعه الخلاصي.” ‏
أردف “يمكن لمثال القدّيس يوسف أن يساعدنا جميعًا اليوم، فهو لم يفصل بين إعالته للعائلة المقدّسة وساعات تعبه في ورشة العمل إذ كان يعتني بمريم من خلال العمل ويظهر حبّه للمسيح من خلال جهوده اليوميّة، في حياة كاملة التماسك.”
وقال “يلبس يسوع المسيح لباس البالغين، رمز السلطة والقوّة والجبروت! في يده اليمنى يبارك ويشير إلى الثالوث الأقدس الآب ‏والإبن والروح القدس وإلى الطبيعتين البشريّة والإلهيّة، في يده الأخرى وبكلّ حنان يمسك الكرة الأرضيّة يضعها على صدره عند قلبه. فكل همّه خلاص البشريّة، والكرة الأرضيّة مكلّلة بتاج المجد الذي حصلنا عليه بصليبه، فقد غسلنا بدمه الثمين. “
أضاف “يلبس الثوب الأحمر كالأباطرة ورمز الألوهيّة. واللون الأزرق حصل عليه من الطبيعة البشريّة. وهنا الكتابة: “او اون” أنا هو الكائن! الإسم الذي أعطاه الله لموسى وقال عنه السيّد المسيح عندما ترفعون ابن الإنسان تعرفون أنّني أنا هو، أنا هو الكائن.”
وقال “ونرى الأفواه مغلقة تدعونا إلى الصمت، إلى التأمّل. دعوة للصلاة من أجل السلام في العالم وخاصّة في الشرق الأوسط.”
تابع”لقد شدّد قداسة البابا فرنسيس في رسالته الموجّهة إلى اصحاب الغبطة بمناسبة تكرّيس الشرق للعائلة المقدّسة في 27 حزيران 2021، على كون العائلة المقدّسة، يسوع ويوسف ومريم، التي اخترنا لتكريس الشرق الأوسط لها، تمثّل جيدًا هويتنا ورسالتنا. وأضاف الحبر الأعظم: “التكريس للعائلة المقدّسة يدعو أيضًا كلّ واحد منكم، أفرادًا وجماعات، إلى أن تعيدوا اكتشاف دعوتكم أن تكونوا مسيحيّين في الشرق الأوسط: ليس فقط بأن تطالبوا بالإعتراف العادل بحقوقكم كمواطنين أصليّين في تلك الأراضي الحبيبة، بل أيضًا، بأن تعيشوا رسالتكم، رسالة حراس وشهود للأصول الرسوليّة الأولى…”.
وأضاف سيادته “في وسط عالم يتخبط بنفسه وبما حوله، تعيش عائلاتنا في الشرق تحديّات جمّة. وإذ يشكل الانقسام في العائلات أول تهديد لمجتمعنا، تذكّرنا العائلة المقدّسة بأنّ العائلة تشكّل واحدة من أهم الأعمدة لبناء المجتمع، وأنّه رغم جميع الخلافات يجب علينا أن نبقى متحدّين وأن نثق بالله. في الواقع إنّ الأسرة هي في نفس الوقت مجتمعًا شيّد من خلال العمل، ومدرسة العمل الأولى لكلّ شخص في المنزل.
وقال “تحثنا الكنيسة اليوم الى الوعي والمسؤولية، وتجعلنا ننظر الى الأمام، فالأجيال التي ستتولى المسؤولية في المستقبل ستعتمد على الموارد الروحيّة والأخلاقيّة التي تتلقاها اليوم، لا سيما في العائلة. لذا من الضروري أن نأخذ هذه المهمة الرسوليّة على محمل الجد وليبدأ كلٌّ منا بأسرته ومن دون إبطاء. “
أضاف “رسالتنا اليوم كمسيحيّين في هذا الشرق، هي أن نسعى بإصرار لجلب روحانيّة المسيح للمجتمع كلّه من حولنا. دعوتنا أن تكون عائلتنا منارة تضيء، بفضل الجهود التي نبذلها لإفاحة عطر المسيحيّة في بيوتنا وفي تربية أطفالنا، كي يصبح المجتمع في لبنان، مجتمع سلام ومحبّة. ولا يغيب عن ضميرنا ووجداننا أن نحترم الإنسان ونحبّه كما هو، كي نعيش جمعينا في عائلة واحدة وهي لبنان، ونحوّل ثقافة الموت والعنف إلى ثقافة الحياة والسلام.
لنسعى جميعًا أن نكون ملحًا لأرضنا وأن نعطي طعمُا ومعنىً لحياتنا الإجتماعيّة، ونساهم في بناء الخير العام، وفقا لمبادئ تعليم الكنيسة الإجتماعي. ولتتبارك مناطقنا وضيعنا وشوارعنا وعائلاتنا من رحلة الحج لهذه الأيقونة المباركة.”
وختم المطران مراد بالقول “أيّتها العائلة المقدّسة يسوع ومريم ويوسف، نضع بثقة صلاتنا هذه مع تكريس شرقِنا بين ايديكم. وللثالوث الأقدس الشكر والحمد الآن والى الأبد، آمين. “

الحاج
ختاماً تحدثت السيدة سوزي الحاج فقالت:
“بداية تحية محبة وشكر كبير للجنة اللاتينية في الأراضي المقدسة وعلى رأسها غبطة البطريرك بيار باتيستا بيزابيلا والمنسقة العامة السيدة نصره صايغ روحانا والأباء الأجلاء فراس عبد ربه، وعبد المسيح فهيم وبخاصة الأب سمير بولس روحانا كاتب أيقونة العائلة المقدسة للمشيئة الإلهية.”
تابعت “البرنامج العام لرحلة حج الأيقونة ينطلق من لبنان وقد بدأت زيارتها الرسمية من المركز الكاثوليكي للإعلام، وتتابع رحلتها إلى سوريا والعراق ومن ثم إلى مصر والأردن لتعود إلى الأراضي المقدسة وفي ختام سنة القديس يوسف البتول التي كان قد أعلنها قداسة البابا فرنسيس ستشارك أيقونة الوحدة والسلام حاملة صلوات الشرق ورجاءه في قداس ختامي لسنة مار يوسف في الفاتيكان في 8 كانون الأول 2021 عيد الحبل بلا دنس.”
وقالت “برنامج زيارة الأيقونة للرعايا والكنائس في مختلف المناطق اللبنانية يتوزع على خمسة آحاد:

  • الأسبوع الأول في بيروت بعد استقبالها في كاتدرائية البشارة للسريان الكاثوليك في المتحف بيروت نهار السبت الواقع فيه 31 تموز الجاري، الساعة 11 صباحا حيث يترأس الذبيحة الإلهية غبطة بطريرك السريان الأنطاكي مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي ، وبعدها تشارك في قداس شهداء انفجار المرفأ في 4 آب القادم حيث يحتفل غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بالذبيحة الإلهية. وتزور العاصمة والكنائس منها على سبيل المثال كنيسة المخلص في برج حمود للأرمن الكاثوليك.
  • الأسبوع الثاني في الجنوب في كاتدرائية سيدة مغدوشة.
  • الأسبوع الثالث في الشمال في كاتدرائية الوحدة في ضهر العين الكورة…
  • الأسبوع الرابع في زحلة والبقاع وبعلبك في سيدة زحلة والبقاع…
  • الأسبوع الخامس في جبل لبنان .
    وختمت بالقول “تحية محبة وشكر كبيرلمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك وعلى رأسهم صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وللجنة المركزية التي تضم أعضاء من مختلف الكنائس الكاثولكية، والمركز الكاثوليكي للإعلام ولرابطة الأخويات في لبنان ومجلس كنائس الشرق الأوسط ومؤسسة تنمية الحج والسياحة الدينية في لبنان APL وكل جماعات الصلاة الداعمة ولشبيبة RAYA رسل الوردية والسجود التي ستهتم بتوزيع صورة الأيقونة مع صلاة التكريس للعائلة المقدسة.”