إقليمية
الأحد ٢٢ أيار ٢٠٢٢ - 16:08

المصدر: سكاي نيوز عربيّة

المغرب.. مصير “طلبة أوكرانيا” لا يزال مجهولا

مرت 3 أشهر والطلاب العائدون من أوكرانيا ينتظرون إدماجهم بالجامعات المغربية، إلا أن مصيرهم لا يزال حتى الآن مجهولا، في ظل أوضاع نفسية صعبة يعيشونها.

ولا يزال ملف تسجيل هؤلاء الطلاب بالجامعات والمعاهد المغربية يثير جدلا كبيرا في صفوف الطلبة أنفسهم وأولياء أمورهم، إذ رفضوا اقتراح الوزارة القاضي بالتسجيل في المنصة الإلكترونية الجديدة التي وضعت رهن إشارتهم، وتحميل وثائقهم.

قرار تسجيل المعطيات بالمنصة المذكورة، خلف تخوفا لدى الطلبة، بدعوى “عدم وضوح الرؤية والهدف من إحداثها”، متسائلين “عما إذا كان للأمر علاقة بإجبارهم على اجتياز مباراة الولوج للجامعات والمعاهد”.

وفي هذا الصدد، طالب أولياء أمور الطلبة العائدين من أوكرانيا، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بضرورة مقابلتهم وتقديم تفسير بشأن مضمون ومحتويات المنصة الإلكترونية التي أطلقتها الوزارة، لتحميل الوثائق الدراسية للطلبة، والتي ستفتح حتى نهاية مايو الجاري.

وقال محمد المحزوم، عضو لجنة خلية الإدماج، ووالد طالب بشعبة الهندسة المعمارية، في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”، إن “الطلبة العائدين من أوكرانيا وأولياء أمورهم، فوجئوا الأربعاء الماضي ببلاغ صادر عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بإطلاق المنصة الإلكترونية، دون تقديم أدنى توضيحات حول هذه المنصة والغاية منها”.

وتابع: “يتملكنا الخوف من تحميل الوثائق بالمنصة، لأن هناك ضبابية ولا نعرف ما إذا كانت وسيلة لإحصاء الطلبة الذي سيجتازون المباراة، أو إحصاء الطلبة الذين سيتم إدماجهم، أو أن الهدف هو سحب الوثائق الدراسية من الجامعات الأوكرانية”.

من جانبه، قال أب طالب آخر لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “أولياء أمور الطلبة سبق أن وجهوا رسالة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، مفادها أن الطلبة المعنيين يترددون في تحميل الوثائق الخاصة بهم بهذه المنصة، بانتظار تقديم توضيحات حول توقيت وعملية الإدماج”.

وأشار إلى أن الرسالة “ذكّرت بموقف الطلبة الرافض للمباراة، ولعملية إنقاص سنة من المستوى الدراسي”.

وحسب تصريح لجنة خلية إدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا، في اتصال مع موقع “سكاي نيوز عربية”، فإنها تطالب وزير التعليم بـ”برمجة لقاء تشاوري للاستماع لهم ومناقشة وتوضيح فحوى ومضمون المنصة الإلكترونية”.

وشدد أعضاء اللجنة، على أن “معظم الطلبة يتساءلون عما إذا كان ملء الاستمارة بالمنصة يعتبر بمثابة موافقة ضمنية على إجراء الامتحانات مع القبول بنتائجها، أم وسيلة إدارية للإدماج”.

ورأى المتحدثون أنه “بمجرد إعلان وزير التعليم في بلاغ عن وجود منصة للتسجيل من جديد المسؤولين بالوزارة، كان بالأحرى أن يشرح مضمون المنصة عبر التلفزيون”.

واعتبر أعضاء اللجنة أن هناك غموضا يلف وضع هذه المنصة رهن إشارة الطلبة. وراسلت اللجنة وزير التعليم حوالي 5 مرات، من أجل فتح باب الحوار والاستماع إلى مشاكلهم عن قرب، وتسوية ملف الطلبة وإدماجهم في الجامعات المغربية.

وكانت وزارة التعليم المغربي قد اقترحت على الطلبة الالتحاق بجامعات الدول المجاورة لأوكرانيا، وهي هنغاريا وبلغاريا ورومانيا، إلا أن أولياء الطلبة رفضوا أيضا هذا الحل، بدعوى أن “المستوى المعيشي لهذه الدول مرتفع مقارنة بأوكرانيا”.

وفي هذا الصدد، قال ممثل تنسيقية الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، أمين شباني، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “الدراسة في كل من ألمانيا والمجر وبلغاريا مكلفة ماديا، حيث سيتطلب الأمر من الآباء إنفاق مبالغ باهظة”.

يذكر أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار تنظر في مصير 4885 طالبا مسجلين في منصة إلكترونية سابقة، من بينهم 3744 بنسبة 77 في المائة، يتابعون دراستهم في تخصصات الطب والصيدلة وطب الأسنان، و220 طالبا في طور التخصص.

ومن أجل استشراف الحلول الممكنة لمعالجة إشكالية إدماج الطلبة، تحدث أخيرا وزير التعليم في البرلمان المغربي عن إجراء اتصالات مع الهيئات الدبلوماسية لبعض “الدول الصديقة” في أوروبا الشرقية، التي بها نظام تعليمي مماثل لنظيره في أوكرانيا، مثل رومانيا وهنغاريا وبلغاريا، ودراسة إمكانيات استقبال الطلبة المغاربة في مؤسسات التعليم العالي بهذه البلدان.