المصدر: صوت لبنان
باحوط: لمانشيت المساء: حزب الله سيشكل حكومة مقاومة بشكل مهذب وهي بالعمق حكومة مواجهة
اعتبر الباحث الزائر في مركز كارنيغي، الاستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس الدكتور جوزيف باحوط ان “بعد السابع عشر من تشرين الاول بدأ جبل الجليد يذوب، لا نعلم الى اين سيذهب، ثمة شيء انكسر، سليم وصحي، كان منتظراً ومطلوباً، بذور زرعت، نبتت، تربة خصبة في جو ملوث جداً”.
واعرب باحوط في حديث الى مانشيت المساء من صوت لبنان عن اعتقاده ان الحكومة ستتشكل في الاطار المعقول زمنياً، فالافرقاء الذين اتخذوا الرهان الكبير بتخطي العوائق الموجودة لن يسمحوا بالتراجع. لكنها لن تقلع.
وقسّم المشهد بعد السابع عشر من تشرين الى ٤ مسارح متوازية، و كل واحد منها يملك جزءاً من القرار، ولا احد يملك القرار بالكامل: صراع السلطة مع الشارع، صراع سلطوي داخل منظومة سلطوية واحدة، يتضمن تصفية حسابات ما يعكس تآكل السلطة وهو ما ظهر في انتهاء التسوية، التي اصبح الحريري خارجها الى نهاية العهد.
المسرح الثالث هو المسرح الدولي الاقليمي المحيط بلبنان، اما المسرح الرابع فهو اهم مسرح، لا يرتبط بشخص او بقوة، انما سيحتم على كل اللاعبين سلوك طريق معين، وهذا ما يجعل الممسك بالعصا، هو طرف غير ملموس هو طرف الانهيار الاقتصادي.
وإعتبر باحوط أن الحكومة ستكون حكومة التكيف مع الانهيار، التي ستحمل القنبلة الموقوتة لستة او سبعة اشهر.
ولاحظ من مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وحديثه عن اقتصاد مقاومة وممانعة، ان لبنان لن يخضع لشروط الاسرة المالية، فطالما ان حزب الله سيشكل حكومة مقاومة بشكل مهذب وهي بالعمق حكومة مواجهة فانها لن تقبل بسهولة شروط البنك الدولي وصندوق النقد، لكنها ستترجم نوعاً.
وشدد على ان المجتمع الدولي لا تهمه الاسماء انما البرنامج الاصلاحي، وهو امر من المستبعد ان تكون الحكومة العتيدة على قدر هذه المهمة.
ولاحظ ان ايران اتخذت القرار بقمع كل الانتفاضات في مناطق نفوذها، تاركة ترجمة ذلك الى كل القوى الدائرة في فلكها بحسب ما يمليه الواقع.
وفي هذا السياق أضاف باحوط: جاءت الثورة المضادة على يد اربابها، العهد، عون وباسيل، حزب الله، وآخر نقطة تمثلت في ادراج دخول سعد الحريري عبر تطييف معارضته واستعمال الشارع.
واشار الى مراهنة حزب الله على الزمن، وتعويله على الانهيار الاقتصادي الذي سيطلق ثورة الجياع، والتي حكماً سيكون بحكم فائض قوته في مواجهة التطورات، اما الجو الاميركي فهو يربط شروط المساعدة بالاصلاح، ويعتبر ان البلد ساقط بيد حزب الله، فليترك الامر له في مواجهة قنبلة الانهيار الاقتصادي والمالي.
ورأى ان افضل هدية من الاميركيين للثورة هو عدم التعاطي بشوؤنها او تسخيرها الى غير مصلحة لبنان.
واشاد باحوط بصلابة الثورة، مشيراً الى ان في افقها بوادر هيكلتها ولامركزيتها التي يجب استثمارها الى اقصى الحدود.
واذ رفض اقامة الثورة لحكومة الظل، رأى ضرورة تحقيق شفافية اكبر في اتخاذ القرار، ووضع اطار واسع مثل برلمان الشعب او مجلس وطني تتمثل فيه كل القوى وتناقش كل التحديات.
ورأى من الواجب على الثورة ان تستعد الى بوادر الانهيار المالي، عبر انشاء شبكات أمان.
ورأى باحوط ان هذه السنة مفصلية ومحورية في لبنان والمنطقة، يجب على السلطة ان تتعقلن، وان تتقدم السلطة الى مستوى المسؤولية في العديد من النقاط.