إقليمية
الثلاثاء ١٩ تشرين الأول ٢٠٢١ - 08:47

المصدر: سكاي نيوز عربية

بعد الاجتماع الودي.. هل سيشكل أكراد العراق كتلة موحدة؟

زار وفد رفيع من قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، للقاء عدد من قيادات الأحزاب الكردستانية، بهدف تشكيل كتلة كردستانية موحدة في البرلمان العراقي القادم.

حيث استهل الزيارة بلقاء المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، والذي كان بافل الطالباني رئيسه المشترك، على رأس مستقبلي وفد الديمقراطي الكردستاني.

وبحسب مصادر مقربة، فإن اجتماعات تمت بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، الاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني، وكان خلالها اللقاء وديا وتمهيديا تمحور حول البحث في سبل وآليات تشكيل تحالف كردستاني برلماني موسع، وبلورة رؤى موحدة في العاصمة العراقية بغداد.

وقال مصدرمطلع لسكاي نيوز عربية قائلة: “لم يتم بحث التفاصيل، لكن وفق الخطوط العريضة فإن الطرفين متفقان على أهمية توحيد الموقف والرؤية الكرديين، قبل بدء جولات التفاوض الحقيقية والماراثونية، ما بعد انتهاء فترة تقديم الطعون الانتخابية، والبت فيها ومن ثم اعلان النتائج النهائية، كما يفترض أن يتم ذلك خلال أسبوعين تقريبا”.

وتتابع المصادر المطلعة: “الحزبان الكرديان يملكان شبكة علاقات تاريخية وواسعة مع مختلف ألوان الطيف السياسي العراقي، ومن مختلف المكونات وهما كانا دوما طرفين محوريين في معادلات الحكم والتوافق في العراق”.

وتابع بالقول: “سيحاول هذه المرة الجانب الكردي، تعزيز حضوره ودوره أكثر من السابق، خاصة وأن النتائج تثبت أن الأكراد طرف أساسي، لا بل هم يشكلون الكتلة الثانية الآن بعد الكتلة الصدرية، حيث يبلغ عدد مقاعدها نحو 65 مقعدا برلمانيا، وهو رقم كبير سينعكس إيجابيا”.

ورغم أن التسريبات والتكهنات تشير لقرب الديمقراطي الكردستاني من التيار الصدري، لكن أجواء اجتماعات السليمانية تفيد أنه لا اتفاقات بعد في هذا الاطار، وإنما هي مجرد تفاهمات عامة لم تتحول لمبادىء عمل متفق عليها، وهي لا تشكل قاعدة تحالف سياسي بعد .

ويرى مراقبون أنه في ظل الانقسام الشيعي، على خلفية إعلان نتائج الانتخابات، فإن الأكراد يحاولون ترتيب بيتهم الداخلي، بما يؤهلهم للعب دور وسطي وتوفيقي على الصعيد العراقي العام.

وفي هذا الإطار يقول الكاتب الصحفي جمال آريز، في حديث مع موقع سكاي نيوز عربية: “مثل هذه اللقاءات مهمة وكلما أبكر الأكراد في توحيد كلمتهم والتحضير لمطالبهم التفاوضية، بشكل واضح ومنظم خلال الحوارات التي ستنطلق قريبا في بغداد بين مختلف الفرقاء السياسيين، فسيصل ذلك في صالح تعزيز مكاسبهم ومكانتهم في التشكيلة الحكومية الجديدة”.

ويتابع: “من المهم تبديد مشاحنات ما قبل الانتخابات ومراحل الدعاية لها، والبدء بالتنسيق والتكامل بين مختلف القوى الكردية، وفي مقدمها الحزبان الأساسيان الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني”.

هذا وتأمل الأوساط الشعبية الكردية أن تكون هذه الزيارة واللقاء الذي جمع الحزبين الكبيرين، بداية لبلورة القواسم المشتركة للقوائم الكردستانية تحت قبة البرلمان الاتحادي في بغداد، مبدية خشيتها في حال عدم تحقق ذلك، من تكرار مشهد الانقسام الكردي خلال مفاوضات هندسة حزمة الرئاسات الثلاث، البرلمان والجمهورية والحكومة، كما حصل بعيد انتخابات العام 2018.

وقد حل الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي حصد 33 مقعدا أولا على الصعيد الكردي ورابعا على صعيد القوى العراقية، وفق نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة، فيما حصد الاتحاد الوطني الكردستاني 17 مقعدا، وحل ثانيا كرديا، حاصدا المرتبة الخامسة على الصعيد العراقي العام، وبذلك فإن مجموع مقاعدهما الحالية يبلغ 50 مقعدا.

وفضلا عن الحزبين الرئيسيين، فإن قوى كردية أخرى ستكون حاضرة في البرلمان العراقي المقبل، كحركة الجيل الجديد التي حصدت 9 مقاعد، والاتحاد الإسلامي الكردستاني الذي حصل على 4 مقاعد، فيما حازت الجماعة الاسلامية في كردستان العراق على مقعد واحد فقط.