دولية
الخميس ٢٩ أيلول ٢٠٢٢ - 11:48

المصدر: الحرة

“بوتين الأحمق”… نيويورك تايمز تكشف محتوى آلاف من اتصالات الجنود الروس

في مكالمات هاتفية مع الأصدقاء والأقارب في الداخل، قدم جنود روس موجودون في أوكرانيا روايات داخلية تضمنت أدلة دامغة عن إخفاقات ساحة المعركة والجرائم ضد المدنيين، وانتقادات لاذعة لأوامر أصدرها قادتهم بعد أسابيع فقط من الحملة للسيطرة على كييف.

وأظهرت الاتصالات، التي اعترضتها ونشرتها أوكرانيا كيف كان من المفترض أن تسقط العاصمة الأوكرانية في غضون أيام، لولا “الأخطاء التكتيكية والمقاومة الأوكرانية الشرسة”، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

وعصى الجنود الروس المنتشرون في الخنادق والحفر وفي المنازل المحتلة في المنطقة المحيطة ببوتشا، وهي ضاحية غربية من كييف، الأوامر من خلال إجراء مكالمات غير مصرح بها من هواتفهم المحمولة إلى زوجاتهم وصديقاتهم وأصدقائهم وآبائهم على بعد مئات الأميال من خط المواجهة.

وحصلت صحيفة نيويورك تايمز حصريا على تسجيلات لآلاف المكالمات التي أجريت طوال شهر مارس واعترضتها وكالات إنفاذ القانون الأوكرانية.

وقالت الصحيفة إن صحافييها تحققوا من صحة هذه المكالمات من خلال الرجوع إلى أرقام الهواتف الروسية مع تطبيقات المراسلة وملفات تعريف وسائل التواصل الاجتماعي لتحديد الجنود وأفراد الأسرة.

وأمضت الصحيفة ما يقرب من شهرين في ترجمة التسجيلات وقامت بنشر عدد منها.

ويصف الجنود، بحسب الصحيفة، أزمة في الروح المعنوية ونقصا في المعدات، ويقولون إن قياداتهم كذبت بشأن المهمة التي كانوا يقومون بها، وكلها ظروف ساهمت في الانتكاسات الأخيرة للحملة الروسية في شرق أوكرانيا.

وشملت بعض المحادثات “انتقادات حادة لبوتين والقادة العسكريين”، وفقا للصحيفة التي قالت إنها تستخدم الأسماء الأولى للجنود فقط، من أجل حماية هوياتهم خوفا من تعرضهم للعقوبة.

وقال جندي، عرفته الصحيفة باسم أليكسندر “بوتين أحمق، يريد أن يأخذ (يحتل) كييف ولكن من غير الممكن القيام بهذا”

ويشكو الجنود من أخطاء استراتيجية ونقص حاد في الإمدادات، ويعترف بعضهم بأسر وقتل المدنيين، ويعترفون علنا بنهب المنازل والشركات الأوكرانية.

ويقول كثيرون إنهم يريدون إنهاء عقودهم العسكرية.

وتمثل المكالمات وثيقة مهمة تدحض الدعاية التي تبثها وسائل الإعلام الروسية في الوطن بالحقائق الصارخة للحرب من حولهم، وفقا للصحيفة.

وأخبر الجنود الروس أقاربهم أن الاستراتيجية العسكرية تفشل وعبروا عن دهشتهم من احترافية القوات الأوكرانية، ويقول أحدهم بصراحة: “نحن نخسر”.

ويصف الجنود الأخطاء التكتيكية ويشكون من افتقارهم إلى الأسلحة والمعدات الأساسية، مثل أجهزة الرؤية الليلية والسترات الواقية من الرصاص المناسبة.

وقال جندي اسمه نيكيتا، ضمن الفوج 656 من الحرس الوطني، يخبر شريكه أن 90 رجلا قتلوا من حوله عندما تعرضوا لكمين.

وفي اتصال مشترك بين أعضاء الفوج 331 المحمول جوا، يقدر جندي يدعى سيميون أن ثلث فوجه قتل، بينما يصف آخر صفوفا من التوابيت تحتوي على جثث 400 مظلي شاب ينتظرون إعادتهم إلى ديارهم من حظيرة المطار.

وأفاد جنود من الفوج 331 المحمول جوا أن الكتيبة الثانية بأكملها المكونة من 600 جندي قد تم القضاء عليها.

ويخبر جندي يدعى أندريه والده أن أكثر من نصف فوجه “رحل”.

ويقولون إن قائد الفوج، سيرغي سوخاريف، قد قتل خلال المعارك، وهو حدث أكدته تقارير إخبارية حديثة.

وفي روسيا تكشف المكالمات الهاتفية أن الوفيات المتزايدة بدأت تتردد أصداؤها في البلدات التي ينحدر منها الجنود، حيث تتبادل المجتمعات والعائلات أخبار الإصابات.

ويصف الأقارب صفوفا من التوابيت تصل إلى مدنهم، بينما يحذر الجنود في المكالمات من أن مزيدا من الجثث سيصل قريبا.

وأخبرت إحدى النساء زوجها أن جنازة عسكرية كانت تقام كل يوم في ذلك الأسبوع.

جرائم الحرب

وفي ما قد يرقى إلى دليل على ارتكاب جرائم حرب، يعترف جندي يدعى سيرجي لصديقته بأن قائده أمر بإعدام ثلاثة رجال كانوا “يسيرون بجوار مخزننا”، وأنه أصبح “قاتلا”.

ويجيب عن سؤال صديقته عن السبب الذي جعلهم لا يأخذون الأوكرانيين كسجناء فيجيب “كنا سنضطر إلى إطعامهم، ونحن لا نملك ما يكفي من الطعام لأنفسنا”.

وأخبر جندي من الفوج 331 المحمول جوا يدعى أندريه زوجته أنه هدد بقتل رجل أوكراني مخمور وإلقاء جثته في الغابة حيث لن يجدها أحد.

وفي وقت لاحق، يقول سيرجي إن قائدا أمرهم بأن يفعلوا الشيء نفسه.