إقتصادية
الخميس ٢٠ كانون الثاني ٢٠٢٢ - 17:57

المصدر: MTV

بوشكيان: قرار إصلاح العلاقات بين لبنان والعراق قد اتُخذ

افتتح وزير الصناعة جورج بوشكيان ممثلا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزير الصناعة والمعادن العراقية منهل عزيز الخباز، معرض “صنع في لبنان” في معرض بغداد الدولي بالعاصمة العراقية. وضم المعرض الذي نظمته شركة “الهيبة” Prestige، ثمانين عارضا يمثلون قطاعات انتاجية عديدة لا سيما في مواد التجميل والمواد الغذائية والألبان والأجبان والمونة والكرتون والتعبئة والتغليف والألبسة والمعدات الصناعية المطبخية. كما أقيم جناح لكل من السفارة اللبنانية في العراق وغرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال الذي حضر رئيسها توفيق دبوسي بصفته ممثلا اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة اللبنانية.

وحضر سفير لبنان في العراق علي الحبحاب وقنصل لبنان العام وسام كلاكش والملحق التجاري صلاح صالح، وممثل رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين فادي الجميل عضو مجلس الادارة زياد الشماس.

كما شارك مطران بغداد والكويت وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران غطاس هزيم، وحضور رسمي وديبلوماسي عراقي عالي المستوى مثل وزارات الصناعة والمعادن والتجارة والخارجية، وممثلين عن القطاعين الخاص في الدولتين، فضلا عن تغطية اعلامية واسعة تولتها المحطات الأرضية والفضائية العراقية واللبنانية.

وأبرز ما تحقق هو الدعوة التي وجهها بوشكيان إلى الخباز لزيارة لبنان وإقامة معرض “صنع في العراق” في لبنان، الأمر الذي لاقى ترحيبا لافتا من قبل الجانب العراقي.

وركزت المواقف التي أطلقت في الافتتاح على أهمية عودة الصناعة اللبنانية إلى السوق العراقية بزخم، تواكبها خبرات اللبنانيين في مجالات صناعة الدواء والتدريب والتعبئة والتغليف والتسويق والبرمجة والتكنولوجيا والتوثيق والأرشفة والأبحاث والدراسات.

وبدا الاستعداد العراقي واضحا لمد لبنان بالمواد الأولية ولا سيما النفطية منها الضرورية لتصنيع منتجات عديدة تدخل في قطاعات الصناعات الكيميائية والبتروكيميائية.

وكان التوافق تاما على التقاء المصالح لمصلحة البلدين والشعبين، وتوطيد العلاقات وإرسائها على أسس متينة وثابتة وطويلة الأمد.

افتتح المعرض بالنشيدين الوطني والعراقي، فالوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء في العراق ولبنان، ثم قال المدير العام المفوض لشركة “الهيبة” المنظمة للمعرض وسام غلاييني: “يأتي تنظيم معرض “صنع في لبنان” في العراق لدعم الشركات اللبنانية الناشطة في قطاعي الصناعة والخدمات، ولمساندتها في تسويق منتجاتها ولايجاد شراكات مع قطاعي الخاص والعام في العراق”.

وعدد بعض القطاعات المشاركة ومنها: “الصناعات الغذائية، الأدوات الكهربائية، الصناعة التجميلية، الأزياء والألبسة، التصاميم والاستشارات الهندسية والقطاع الطبي والسياحي وشركات النقل التجاري”.

بدوره، رحب النجار ببوشكيان والصناعيين اللبنانيين وبكل “محاولة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتبادلية بين لبنان والعراق”. وقال: “نحاول الاطلاع من خلال هذا المعرض على الخبرات والامكانيات التي يمكن الاستفاده منها من الدول المجاورة. سبق ان استقبلنا معارض “صنع في الاردن” و”صنع في مصر” و”صنع في سوريا”، والهدف كما قلت ليس التبادل التجاري ونقل البضائع وزيادة المبيعات بل الاطلاع على منتجات هذه الدول وكيفية التعامل معها وما هي اساليب التعبئة والتغليف والكفاءة والجودة، ولمعرفة مميزات هذه المنتجات وكيفية الاستفادة من هذه الخبرات ونقلها من خلال التدريب والشراكة والتعاون والاستثمار المتبادل ومن خلال التكامل الاقتصادي العربي الذي نتمناه في المستقبل للمنطقة، على أن يصب في مصلحة العراق. وهذا ما حدث مع الأشقاء اللبنانيين الذين نعتز بجودة منتجاتهم، وأتمنى التوفيق لهم في المعرض”.

أضاف: “كما نرمي الى التطلع على الامكانيات والصناعات التي يمكن ان تخدم المنطقة والعراق. نحن نبحث اليوم عن الكفاءة واعادة الصناعة الى العراق من خلال التطوير والتدريب وتحسين الاداء والبحث عن نوع جديد من التسويق يظهر المنتج العراقي بشكل جديد. أشكر وزير الصناعة اللبناني جورج بوشكيان على دعوته لنا لزيارة لبنان واقامة معرض “صنع في العراق” في لبنان، في إطار التعاون والتكامل والعمل المتبادل والمشترك”.

وحيا الصناعيين اللبنانيين، متمنيا لهم “المزيد من التألق والتوفيق”.

وختم : “لبنان دولة مهمة جدا والشعب اللبناني كريم ويستحق التقدير، ونحن مؤازرون لهذا الشعب ونقف الى جانبه لتحمل الصعاب”.

أما بوشكيان فقال: “شرفني دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي بتمثيله في افتتاح معرض “صنع في لبنان” في أرض الخير، وبين إخوتنا وأحبائنا في العراق الشقيق، بلد المحبة والإلفة، بلد العلم والثقافة، بلد الاستضافة والكرم، بلد الأصالة والنبل والفروسية. والشرف مضاعف بالنسبة إلي، مع حضوري الأسبوع الماضي إلى بغداد، وإجرائي محادثات مثمرة لمست خلالها المودة والانفتاح والتصميم والقرار العراقي على أعلى المستويات بإقامة علاقات مميزة مع لبنان الذي يعتبره العراقيون الشقيق المميز”.

أضاف: “أرغب في كشف سر يتعلق ببداية سيرتي المهنية وعملي الخاص، حيث كانت لي انطلاقة موفقة ومباركة في العراق انعكست ايجابا وخيرا علي وعلى عائلتي وشركتي والعاملين معي. أقول ذلك وأضيف أن العديد من اللبنانيين اشتغلوا في العراق منذ عشرات السنين وتدفقت الخيرات عليهم. وأجزم الآن أن عراق اليوم هو أرض الفرص، وللبنانيين في العراق مكانة مميزة، وبينهم وبين العراقيين اعتبار خاص، يعلو فوق المصالح، ولا يتوقف عند معبر حدودي، أو اجراءات جمركية، أو تدابير احترازية. يشارك اليوم ثمانون عارضا من مختلف القطاعات الانتاجية، وأعتبرها بداية جيدة لمد الجسور وتثبيتها. كما يؤشر هذا الحضور إلى انغماس القطاع اللبناني الخاص واندفاعه وحماسه بكل قوة في عملية شبك العلاقات والشراكات والتعاون بين البلدين”.

وتابع: “اطمئنوا إلى أن قرار اصلاح العلاقات حيث يتطلب الأمر، وتطويرها إلى أبعد الحدود متخذ في رأس الهرم السياسي في كلا البلدين، ونحن هنا من أجل تنفيذ هذه المهمة التي نؤكد على أنها أساسية ومحورية واستراتيجية لمستقبل الدولتين ولإقامة علاقات طويلة الأمد. لقد كنت هنا الأسبوع الماضي كما ذكرت، ووقعت مذكرة تفاهم مع معالي الوزير الخباز، ويبدأ تطبيقها فور أخذها المسار القانوني. إن موقفنا موحد إزاءها، وأجمعنا على أهميتها في التأسيس للتعاون المشترك على صعيد الوزارتين، وإبداء الأشقاء العراقيين الاستعداد لتبادل الخبرات، وطلبهم مهارات اللبنانيين في التدريب على مستويات عديدة. ويعود الفضل الكبير إلى مساعي وجهود ودور السفير العراقي في بيروت حيدر البراك والسفير اللبناني في بغداد علي الحبحاب”.

وأردف: “إن العراقيين يفتحون قلوبهم للبنانيين، ونحن في لبنان نفتح قلوبنا للاخوة العراقيين، وهذا الإصرار والتصميم من قبل القطاع الخاص على شبك العلاقات دفع بالدولتين والوزارات المعنية والقطاع العام إلى أن يسارعوا ويستعيدوا المبادرة ويواكبوا التطور التفاعلي عبر سن التشريعات والقوانين وتفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة وتوقيع مذكرات تعاون ووضع الخطط التحديثية وتبادل الخبرات. نعتبر معرض “صنع في لبنان” ملتقى جامعا لبلدين وشعبين يريدان التجارة الحرة والتبادل بينهما، هذه التجارة التي تطورت عبر العصور وأصبحت ركنا وحاجة للانسان”.

وختم: “بالعودة إلى معرض “صنع في لبنان”، فإن الصناعيين يضعون في تصرفكم أفضل السلع والمنتجات التي تعرفونها جيدا، وتعرفتم إليها سواء خلال اقامة العراقيين في لبنان، للعمل أو الدراسة أو السياحة، وسواء هنا في العراق التي تستقبل البضاعة اللبنانية. أتمنى أن يحتل “صنع في لبنان” الصدارة والأولوية في خيارات مشترياتكم، لا لشيء، وإنما لجودتها ونوعيتها وتمتعها بالمواصفات الدولية. لبنان والعراق يسيران على سكة تعاون متقدم ويخطوان معا خطوات ثابتة في ارساء علاقات متينة وثابتة نحو المستقبل. أهنىء شركة Prestige المنظمة، كما نفتخر بكل زائر عراقي يدخل إلى المعرض للتعرف والإطلاع أو للشراء. معكم تحل البركة بيننا”.

وألقى دبوسي كلمة اتحاد الغرف اللبنانية، فشدد على “تمسك لبنان واللبنانيين بأفضل العلاقات السياسية والانسانية والاقتصادية والاجتماعية”. وقال: “العراق هو قبلة العرب وقبلة لبنان. نحن اليوم هنا تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ممثلا بالوزير بوشكيان، وفي حضور الوزير الخباز المميز بفكر عربي وثقافة واسعة وايمان راسخ. كما أشكر السفير اللبناني في العراق على جهوده لانجاح المعرض، وكذلك الشكر للصناعيين المشاركين. نحن نضع امكاناتنا بتصرف اقامة المعرض العراقي في لبنان لنؤكد على تمسكنا بأفضل العلاقات مع العراق، والقطاع الخاص اللبناني مستعد لبذل الجهود من أجل ذلك. ونذكر باللبنانيين المنتشرين في العراق ويشكلون قوة اغترابية للبنان والعراق، ويمكن القول إننا طبقنا العولمة قبل غيرنا، ونجحنا فيها وحققنا انجازات عبر تفوق اللبنانيين في الخارج”.

وقال الشماس ممثلا رئيس جمعية الصناعيين: “نعتبر السوق العراقية سوقا واعدة للمنتجات الصناعية اللبنانية. ونتطلع في جمعية الصناعيين الى توسيع أطر التعاون وصولا الى تحقيق شراكات حقيقية مستقبلية، ونرى في اقامة المعارض الطريقة الفضلى للاطلاع والتسويق والتعارف والتبادل والتجارة. ونطمح إلى إرساء علاقات متينة ومتجذرة تقوم على أسس راسخة ترتكز على السياسة والاقتصاد والثقافة والعلم، وزيادة الصادرات وتكبير حجم التبادل. جل ما نطلبه كقطاع خاص، هو مواكبة القطاع العام وتقديم التسهيلات في معاملات النقل والترانزيت وتخفيف القيود ومنح الحوافز المشجعة من خلال إعفاءات جمركية على البضائع ذات المنشأ اللبناني. أمامنا مستقبل واعد، وعمل مشترك ومسيرة طويلة يمكننا من خلال تعاوننا ان نحقق سلسلة من النجاحات للأجيال المقبلة”.

وكانت كلمة لنائب رئيس غرفة بغداد رعد كاظم أشاد فيها بالعلاقات، وشدد على “الرغبة في تطويرها”.

بعد ذلك افتتح بوشكيان والخباز المعرض، وجالا مع الحضور على الأجنحة، واستمعوا إلى شروح عن المنتجات المعروضة والخدمات المؤمنة. ثم سلم غلاييني دروعا تقديرية الى الوزيرين والحبحاب.