منوعات
الأحد ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٢ - 16:19

المصدر: الحرة

تطور الثدييات وهيمنة البشر.. ماذا لو لم تنقرض الديناصورات؟

يعتقد علماء أن الديناصورات انقرضت قبل 66 مليون سنة نتيجة سقوط كويكب فضائي على الأرض، أدى إلى توقف النباتات عن التمثيل الضوئي، مما أدى إلى اختفائها ومن ثم ماتت الحيوانات التي كانت تتغذى عليها، ومنها الديناصورات.

هذا الحدث أدلى إلى انقراض أكثر من 90 في المئة من جميع الأنواع، باستثناء حفنة من الطيور، وفق تقرير لموقع phys.org، لكن هذا الحدث الكارثي جعل تطور البشر ممكنا، إذ ازدهرت الثدييات الباقية، بما في ذلك الرئيسيات البدائية الصغيرة التي تطورت لتصبح البشر.

لكن ماذا كان سيحدث لو لم يصدم هذا الكوكيب بالأرض؟

يقول التقرير :”تخيل الطيور الجارحة المتطورة للغاية وهي ترفع علمها على القمر”، وهو ما يبدو وكأنه خيال علمي سيء، لكن علماء استبعدوا حدوث هذا الأمر في الديناصورات، إذا لم يجدوا دليلا خلال حوالي 100 مليون سنة من تطورها على أنها كانت ستصبح مخلوقات ذكية مثل الإنسان.

ويقول التقرير إن الأدمغة والأدوات واللغة هي التي تجعلنا النوع المهيمن على كوكب الأرض، ويوضح أننا قمنا بتعديل نصف مساحة الأرض لإطعام أنفسنا، لكن هل كان بمقدور الحيوانات أيضا فعل ذلك؟

ويشير التقرير إلى أنه في الثمانينيات، قدم عالم الحفريات، ديل راسل، تجربة لفكرة تطور ديناصور آكل للحوم إلى مستخدم أداة ذكية. وكان لهذه الديناصورات أدمغة كبيرة وتستطيع الوقوف منتصبة، لكن التقرير يشرح أن هذا الاحتمال لم يكن مرجحا حدوثه.

وبعض الديناصورات كان حجمها هائلا، مثل ديناصورات برونتوسورس والأنواع المشابهة لها التى وصل وزنها إلى 50 طنا وطولها إلى 30 مترا، أي 10 أضعاف وزن الفيل وطول الحوت الأزرق.

كانت الأجسام كبيرة لكن الأدمغة لم تكن كذلك، وبحلول أواخر العصر الطباشيري، أي بعد 80 مليون سنة من ظهورها، طورت الديناصورات أدمغة أكبر.

لكن دماغ التيرانوصوروس مثلا بلغ 400 غرام فقط، وكان وزن دماغ فيلوسيرابتور 15 غراما، فيما يبلغ متوسط وزن الدماغ البشري 1.3 كيلوغرام.

وبمور الوقت، تطور آكلات أعشاب عملاقة وآكلات لحوم ذات أدمغة صغيرة، وأصبحت آكلات الأعشاب أكثر شيوعًا، وتطورت الأشكال ذات الأرجل الطويلة في وقت لاحق.

ولو لم يحدث الحدث الكارثي للأرض، لكن من المحتمل أنه سيكون لدينا آكلات عشب عملاقة ذات أعناق طويلة، وحيوانات مفترسة شبيهة بالتيرانوصورات.

وربما طورت الديناصورات أدمغة أكبر، لكن هناك القليل من الأدلة على أنها ستصبح كائنات عبقرية.

وفي الوقت ذاته، تقيَّد تطور الثدييات، إذ لم تتحول أبدا آكلات أعشاب عملاقة، لكنها مع ذلك طورت أدمغة كبيرة. تطورت الأدمغة الضخمة في حيوانات مثل الحوت القاتل وحوت العنبر والفيلة والقردة.

وحاليا، يوجد في عدد قليل من أحفاد الديناصورات، أي في طيور مثل الغربان والببغاوات، أدمغة معقدة، يمكنها استخدام الأدوات والتحدث والعد، لكن الثدييات مثل القرود والفيلة والدلافين هي التي طورت أكبر الأدمغة والسلوكيات الأكثر تعقيدا.

ويسأل التقرير: هل ضمن القضاء على الديناصورات تطور ذكاء الثدييات؟ ويجيب أن التاريخ التطوري للقرود يشير إلى أن تطورنا لم يكن حتميا على الإطلاق، ففي أفريقيا، تطورت الرئيسيات إلى قرود ذات أدمغة كبيرة “وأنتجت البشر المعاصرين على مدار 7 ملايين سنة”، لكن تطور الرئيسيات في أماكن أخرى اتخذ مسارات مختلفة تماما ولم يحدث ذلك.