المصدر: صوت لبنان
توما للحكي بالسياسة: الحل في لبنان هو مصلحة غربية واوروبية واميركية قبل ان تكون لبنانية
تناول مدير موقع ICI Beyrouth ميشال توما عبر صوت لبنان ضمن برنامج “الحكي بالسياسة” ابعاد حادثة وفاة الرئيس الإيراني اراهيم رئيسي، ولفت إلى التناقض في الروايات والمعلومات بين الوسائل والوكالات الإعلامية الإيرانية والمسؤولين الإيرانيين، وخاصة بالنسبة لتحديد مكان سقوط طائرة الرئيس، وغياب الطوق الأمني، وعدم الكلام عن الصندوق الأسود، والكلام عن تعطّل جهاز الإشارات وإغلاقه، وعدم المواكبة الفعلية لطائرات المواكبة وعدم انعكاس رداءة الطقس عليها وغياب الاتصال المتواصل بينها وبين طائرة الرئيس، واستغراق 11 ساعة لتحديد مكان سقوط الطائرة.
واعتبر توما ان الكثير من التساؤلات والوقائع تطرح الشكوك، مع احتمال غياب التحقيق الشفاف للوصول الى نتيجة يمكن الاعتماد عليها والجزم بسبب سقوط الطائرة. ولفت إلى ان ضلوع اسرائيل تقنيًا وعمليًا بالتسبب بخلل ما بطائرة الرئيس وارد، وان العمليات الاسرائيلية السابقة ضد ايران استهدفت مؤخرًا مسؤولين في الحرس السوري او كوادر على علاقة بالبرنامج النووي، من دون استهداف اي قيادات سياسية، وان ردة الفعل الإسرائيلية على الرد الإيراني على تفجير السفارة الإيرانية في سوريا، كان بضرب قواعد عسكرية في اصفهان بالقرب من المنشآت النووية، ما يطرح امكانية ان يكون سقوط طائرة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي يتخطى الحسابات الإسرائيلية وأن تظهر النتائج الفعلية في الداخل الإيراني باشتداد الصراع على خلافة خامنئي او انتهائه مع غياب ابرز منافس لنجل خامنئي، سيد مجتبى خامنئي، وهو رئيس ايران الراحل ابراهيم رئيسي، وخاصة ان القرارات الاستراتيجية في ايران بيد المرشد الأعلى.
وأشار توما إلى وجود تيارين داخل ايران، تيار حراس الثورة “باسدران” الجيش المرادف للجيش الإيراني الذي تجاوز قدرات الجيش في السيطرة ليصبح بموازاة الدولة العميقة التي تمثّل التيار الثاني، واعتبر ان موقع الرئيس الإيراني في صراع السلطة يحدد امكانية الاستفادة من مقتله، وان الفترة الانتقالية المحددة بخمسين يوم ستكون هادئة وان نتائج غياب الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي والصراع بين التيارين في ايران لن تظهر قريبًا، وخاصة ان الرئيس الإيراني يمثّل فقط السلطة التنفيذية في ادارة الدولة.
واعتبر توما ان طلبات الاعتقال والتوقيف الصادرة عن المحكمة الدولية هي معنوية وغير مُلزمة ومثال على ذلك مذكرات التوقيف بحق رئيس جمهورية السودان السابق عمر البشير ورئيس روسيا فلاديمير بوتين، وفي المقابل رأى أن قرار المحكمة الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعاد الوحدة الوطنية إلى الداخل الإسرائيلي.
وأوضح ان حزب الله يشكّل الأداة العسكرية لحراس الثورة في ايران، وان اعادة تكوين العلاقات بين مكونات السلطة في ايران ستنعكس على ح ز ب ا ل ل ه في لبنان. ولفت إلى أن الهدف من قتل الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي في حال ثبُت ذلك سيكون ازالة رموز التيار الراديكالي في البرلمان الإيراني من امام تيار الدبلوماسية المرتبط بالدولة العميقة .
ولفت توما إلى ان الخلاف في موضوع رفح بين الإدارة الأميركية واسرائيل هو على التعاطي مع المدنيين، وان التعاطي مع الجبهة الشمالية في اسرائيل يهدف لمنع اي وضع في جنوب لبنان قد يؤدي الى طوفان أقصى جديد، واعتبر ان طرق المنع تحمل عدة سيناريوهات احدها العملية البرية، واشار إلى ان القصف الإسرائيلي للقرى الجنوبية يفرض امرًا واقعًا بإيجاد منطقة غير قابلة للحياة.
وفي الملف الرئاسي اعتبر توما ان مهلة الخماسية هي للمعرقلين ول ح ز ب ا ل ل ه تحديدًا بالتواطؤ احيانًا مع التيار الوطني، وان الضغط الفعلي يجب ان يكون على ايران وعلى المرشد الأعلى والباسدران الذين يتحكمون بالقرار في لبنان، ورأى ان السيناريو المطروح هو تعليق انتخاب الرئيس لأوائل العام 2025، وأكّد ان بداية الحل يتطلّب موقفًا سياسيًا حاسمًا والضغط على ايران، والقناعة الغربية ان بداية الحل في لبنان يشكّل مصلحة غربية واوروبية واميركية وليس فقط مصلحة لبنانية.