المصدر: صوت لبنان
جنى بيّوض تتحدّث عبر صوت لبنان عن مفهوم “التربية القائمة على المشاريع”
استضاف برنامج “إنترفيو” عبر صوت لبنان الدكتورة جنى بيوض منسقة لغة عربية للمعفيين من تعلّمها بحسب المنهج الرسمي، مؤلفة سلسلة كتب “فانوس” – دار سمير، عضو بلجنة إعداد مناهج اللغة العربية بالمركز التربوي للبحوث والإنماء، للحديث عن “التربية القائمة على مشاريع”.
بيّوض بدأت حديثها بشرح الأسباب التي تجعل التلميذ يبتعد عن اللغة العربية، والتي حدّدتها بالنقاط التالية:
– مواجهته لكمٍّ هائل من المعلومات لا يعلم كيفية توظيفها بحياته اليومية.
– الاستراتيجيات التقليدية التي تجعله ينفر من لغته، بخاصة تلك التي تعتمد على التلقين.
– طرق التقييم التقليدية التي تضعه في وضعية الحفظ، والضغط النفسي تحت وطأة “العلامة” للانتقال من صف إلى آخر.
وعزت بيّوض السبب في كل هذه العوامل للنظام التربوي ككل، إن كان من حيث المحتوى، أو الاستراتيجية أو من حيث التقييم.
وعن سبب عدم معالجة هذه المشكلة، قالت: “هناك أمل، وحان الوقت، وهناك محاولات ومبادرات تجري من أجل ترشيق هذه المناهج وتقريبها من حياة التلاميذ وحاجاتهم التواصلية والحياتية”، مشيرة الى ان بعض المدراس والمعلمين في لبنان يطبقون “التربية القائمة على مشاريع”.
ولفتت الى ان “التربية القائمة على مشاريع” لا تطبق بسبب غياب العقلية التي تتقبلهُ، والمعوقات التي تحول دون تطبيقه”.
وأوضحت، أن “التربية القائمة على مشاريع”، ليست مفهومًا جديدًا، وهو بدأ بأوائل القرن العشرين، ونهج تدريسي يشرك التلميذ بمشاريع تربوية من حياته اليومية ضمن مواضيع ثقافية واجتماعية بطريقة نشطة ومبدعة تتيح له استخدام مهاراته الاجتماعية التواصلية، البحثية، التفكير، بالإضافة الى المهارة الذاتية من أجل إنتاج منتج أو معالجة قضايا أو حل مسائل أو قضايا اجتماعية”.
وعن المرحلة التي يجب أن تبدأ معها هذه التربية، لفتت الى انها ممكن ان تبدأ مع تلميذ من عمر 5 سنوات لحين تخرجه من الجامعة.
وعن طرق اكتساب هذه التربية، أوضحت، إن “كنا نتكلم عن محور “البيت” مع تلميذ ممكن أن يُطلب منه تحويل الصف الذي هو فيه الى ما يشبه البيت او غرفة مفضل لديه في البيت، وبدل أن يحفظ كلمات لا تمت اليه بصلة، يكون جالسًا في بيئة تشبه البيت، مما يساعده على الراحة ويسمح له ان يكون لديه تعبير شفهي يُوظّفه لاحقا في المخزون اللغوي في التعبير الكتابي”.
وقدّمت بيّوض مثالا على ذلك طبقته مع تلاميذها، وهو لقاء مع الشاعر اللبناني الكبير هنري زغيب، قائلة: “بدل ان يحفظ التلميذ معلومات غير ذي أهمية لهم عن الشاعر هنري زغيب، عمدت الى الطلب منهم اجراء بحث عن بلدته “صربا”، أدخلنا في خلاله التاريخ والجغرافيا والفن”، مشيرة الى ان اللغة العربية في هذا البحث استعملت من خلال قراءة المعلومات واستخدامها في انتاج البحث.
وقالت: “لتطبيق “التربية القائمة على مشاريع”، نحن بحاجة الى مقاربة متكاملة، تأخذ بعين الاعتبار السياق التربوي اللبناني ومتطلبات القرن الواحد والعشرين، من خلال خطوات جوهرية يجب اتباعها، ومنها النظر بكمية المعلومات التي تقدم للتلميذ وتحويلها الى كفايات”.
وشددت على أهمية التطور دون إغفال الجذور، مثلا، عندما يتم العمل على محور “القصص الشعبية” أروي لتلاميذي قصة “أخوت شانيه” ومن خلالها يتعرفوا على قصر بيت الدين، وهنا انا لست بحاجة الى كمية هائلة من المعلومات تجعلهم ينفرون من اللغة العربية بل الى مفاهيم وخطوط عريضة من الموضوع، عملت على تتويجها برحلة الى قصر بيت الدين.
وأضافت: “لمست نتائج جيدة جدًا مع تلاميذي عندما طبقت معهم مفهوم “التربية القائمة على مشاريع”، ووجدتهم ينتظرون حصص اللغة العربية بحماسة كبيرة، وهذا هو الاهم بالنسبة لي”.
وتابعت: “التربية القائمة على مشاريع” من خلالها يتطور التلاميذ من ناحتي التعبير الشفهي والكتابي”.
وشددت على اننا عندما نتفق على ان التلميذ بحاجة الى مهارات وكفايات فإننا نتفق على منهج كامل.
وختمت حديثها بالقول: “دور الأهل مهم في تطبيق “التربية القائمة على مشاريع”، وهم قادرون على مساعدتنا في ذلك، من خلال دعمنا في البيت، وأنا أشجعهم في مشاركة أولادهم المعلومات عن لبنان كي يكون لديهم السلاح للدفاع وبناء وطن”.